ماذا يفعل رئيس موريتانيا في كوريا الشمالية؟

ثلاثاء, 11/09/2018 - 15:54

   في زيارة مفاجئة، وصل الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، السبت، للعاصمة الكورية الشمالية، للمشاركة في احتفالات اليوم الوطني الكوري الشمالي.

وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها للرئيس ولد عبد العزيز لكوريا الشمالية، التي ليست لها سفارة في نواكشوط، وإنما تدير شؤونها الدبلوماسية مع موريتانيا من خلال سفارتها في العاصمة السنغالية دكار.

وجود ولد عبد العزيز في كوريا الشمالية طرح عددا من التساؤلات، بالنظر إلى موقف المنتظم الدولي من كوريا الشمالية، الدولة التي تعتبر من أكثر البلدان انغلاقا في العالم، كما تؤكد عدد من تقارير الدولية لحقوق الإنسان.
ورافق الرئيس الموريتاني، خلال هذه الزيارة، عدد من المسؤولين. وتتجلى خصوصية الزيارة في أنها تأتي في سياق موريتاني داخلي محتدم، بُعيد أول انتخابات نيابية ومحلية بعد إقرار دستور 2017.
وفي مقابل ذلك، فإنها تأتي في سياق استمرار واشنطن في فرض عقوبات اقتصادية قاسية على بيونغ يانغ، بعد تخلف هذه الأخيرة عن القيام بخطوات ملموسة للتخلي عن سلاحها النووي.

ففي أغسطس الماضي، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن إلغاء زيارة كان من المقرر أن يقوم بها وزير خارجيته مايك بومبيو، لكوريا الشمالية، كما اتهم الصين بالضغط على بيونغ يانغ، كي لا تلتزم بما تم الاتفاق عليه في قمة سنغافورة في 12 يونيو الماضي، حيث اتفق ترامب مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، على نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.

وتضمنت هذه القمة، التي كانت الأولى من نوعها بين واشنطن وبيونغ يانغ، توقيع الطرفين لوثيقة التزام بتطبيع العلاقات، وفق إرادة شعبي البلدين، والتأكيد على التزام كوريا الشمالية بإعلان بامنجوم في 27 أبريل، بنزع كامل للأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية.

رسائل ولد عبد العزيز

يرى المحلل السياسي الموريتاني، عبد الله مامادو با، أن لهذه الزيارة عدة دلالات، منها "محاولة الرئيس الظهور بأنه من الرؤساء الثوار الذين يخرجون عن المتعارف عليه دوليا، ولا يخضعون للضغوط، وأن لديه استقلالية في القرار مقارنة مع المواقف الدولية".
ويقول مامادو با، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إنها "أيضا زيارة من أجل توسيع مصادر التسلح، خصوصا أن كوريا الشمالية، على الرغم من ظروفها الاقتصادية الصعبة، تعتبر من الدول المصنعة للسلاح".