تركيا تستجوب موظفين بالقنصلية السعودية في قضية خاشقجي

جمعة, 19/10/2018 - 19:39

استجوب محققون أتراك يحققون في اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي موظفين أتراكا في القنصلية السعودية في اسطنبول يوم الجمعة مما يوسع نطاق البحث عن أدلة في القضية التي تسببت في توتر علاقات الرياض مع عدد من أقدم وأقرب حلفائها.

واختفى خاشقجي قبل أكثر من أسبوعين بعد أن دخل القنصلية للحصول على وثائق تتعلق باعتزامه الزواج. وتنفي السعودية المزاعم التركية بأن خاشقجي قُتل ونُقلت جثته من القنصلية التي اختفى بعد دخولها في الثاني من أكتوبر تشرين الأول.

محققون أتراك في القنصلية السعودية في اسطنبول

وقال مسؤولان تركيان كبيران لرويترز يوم الخميس إن الشرطة تمشط منطقة أحراش على مشارف اسطنبول ومدينة قريبة من بحر مرمرة بحثا عن جثة خاشقجي. ووسعت السلطات التركية نطاق البحث بعد تتبع مسارات وأماكن توقف السيارات التي غادرت القنصلية السعودية ومنزل القنصل في يوم اختفاء خاشقجي.

وقال مسؤولون كبار لرويترز إن المحققين جمعوا العديد من العينات بعد تفتيش المبنيين وسيحاولون تحليلها بحثا عن آثار الحمض النووي لخاشقجي.

وقالت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء يوم الجمعة إن 15 موظفا بالقنصلية السعودية في اسطنبول أدلوا بشهاداتهم في مكتب الادعاء التركي.

وأضافت الوكالة أن الموظفين خضعوا للاستجواب باعتبارهم شهودا ومن بينهم محاسبون وفنيون وسائق. وأشارت إلى أن مكتب الإرهاب والجريمة المنظمة التابع للادعاء هو الذي يجري التحقيق.

وقالت تركيا يوم الجمعة إنها لم تعط لأي جهة تسجيلات صوتية قيل إنها توثق مقتل خاشقجي داخل القنصلية نافية بذلك تقارير أفادت بحصول الولايات المتحدة عليها.

ونشرت صحيفة يني شفق المؤيدة للحكومة التركية ما قالت إنها تفاصيل من التسجيل الصوتي تظهر أن خاشقجي تعرض أثناء استجوابه للتعذيب الذي شمل بتر أصابعه ثم قطع رأسه وتمزيق أوصاله.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الجمعة إن أنقرة لم تقدم أي معلومات لأي دولة وأضاف ”سنعلن النتائج التي تظهر بشفافية للعالم بأسره“.

وفجر اختفاء خاشقجي وموته المفترض موجة تنديد عالمية وأدى لتوتر علاقات السعودية مع الغرب. وكان خاشقجي مقيما في الولايات المتحدة وكاتبا للرأي في صحيفة واشنطن بوست.

ورسم الأمير محمد صورة لنفسه كواجهة لدولة سعودية جديدة تعج بالنشاط وتتنوع مصادر دخلها وتجري بعض التغييرات الاجتماعية.

لكن هناك انتقادات لبعض خطواته منها دور الرياض في حرب اليمن والقبض على ناشطات مدافعات عن حقوق المرأة ونزاع دبلوماسي مع كندا.

* الملك يتدخل

قالت خمسة مصادر على صلة بالعائلة المالكة في السعودية لرويترز إن تداعيات اختفاء خاشقجي كانت من الضخامة بحيث شعر الملك سلمان بضرورة تدخله في الأمر بعد أن أثرت على سمعة ولي العهد وزادت من التساؤلات المثارة حول قيادته.

وألغى وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين ووزراء كبار من فرنسا وبريطانيا وهولندا خططا للمشاركة في مؤتمر (مبادرة مستقبل الاستثمار) الذي تستضيفه الرياض بين 23 و25 أكتوبر تشرين الأول لينضموا بذلك لقائمة من المسؤولين التنفيذيين الغربيين الذين أعلنوا انسحابهم مما يثير شكوكا بشأن انعقاد المؤتمر.

وقرر الرئيسان التنفيذيان لدويتشه بنك وشركة إيه.بي.بي الانسحاب من المؤتمر. كما قالت شركة ايرباص يوم الجمعة إن رئيس وحدة الدفاع بالشركة ديرك هوك لن يحضر المؤتمر.

لكن رئيس الوزراء الباكستاني ووفدا بقيادة كيريل دميترييف رئيس صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي يعتزمون المشاركة في المؤتمر فيما سترسل شركة (بي.إيه.إي سيستيمز) البريطانية ممثلين بارزين عنها.

ونشرت صحيفة تركية مؤيدة للحكومة أدلة أولية الأسبوع الماضي من محققين قالوا إنهم حددوا هوية مجموعة من 15 فردا من المخابرات السعودية وصلت إلى اسطنبول بجوازات سفر دبلوماسية قبل ساعات من اختفاء خاشقجي.

ويماثل اسم أحدهم اسما على حساب على موقع لينكد-إن لخبير في الطب الشرعي عمل بوزارة الداخلية السعودية لمدة 20 عاما. وجرى التعرف على آخر من دليل دبلوماسي لعام 2007 عرفه على أنه السكرتير الأول بالسفارة السعودية في لندن. وآخرون تشابهت صورهم مع أفراد بالجيش والقوات الجوية السعودية.

وربط تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن شهود وسجلات أخرى بين أربعة منهم وفريق أمن الأمير محمد بن سلمان.

ونشرت صحيفة (صباح) التركية المؤيدة للحكومة يوم الخميس مجموعة صور لرجل عرفته على أنه ممن يسافرون مع ولي العهد السعودي.

وقالت الصحيفة إن الصور المطبوع عليها توقيت التقاطها تظهر الرجل خارج القنصلية السعودية صباح يوم اختفاء خاشقجي.

* ”مسألة خطيرة جدا“

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يرغب في أن ينأى بنفسه كثيرا عن السعوديين حيث أشار لدور الرياض في التصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة وصفقات سلاح محتملة بعشرات المليارات من الدولارات.

وذكر ترامب يوم الخميس أنه يعتقد أن خاشقجي قد مات وإن الرد الأمريكي على السعودية سيكون على الأرجح ”بالغ الشدة“، لكنه لا يزال يريد معرفة حقيقة ما حدث. وكان قد تكهن في وقت سابق بأن ”قتلة مارقين“ ربما نفذوا عملية القتل دون أن يقدم دليلا على ذلك.

ويقول ترامب، الذي تربطه علاقات وثيقة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن الولايات المتحدة طلبت من تركيا أي دليل صوتي أو مصور بينما قال بومبيو إنه ينبغي منح الرياض بضعة أيام أخرى لاستكمال تحقيقها.

وقال مصدر في الحكومة الأمريكية إن أجهزة المخابرات الأمريكية لديها قناعة متزايدة بشأن تورط الأمير محمد في العملية التي استهدفت خاشقجي والتي يعتقدون أنها أسفرت عن وفاته.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت يوم الجمعة إن المزاعم المتعلقة بخاشقجي لن تكون مقبولة إطلاقا إن تبين صحتها، لكن رد فعل بريطانيا سيكون محل ”بحث“. وعبر وزير الخارجية الألماني يوم الجمعة عن ذات الرأي.

وقال لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن ”جزءا من رد فعلنا سيتوقف على رد الفعل السعودي، وما إذا كنا نشعر بأنهم يأخذون الأمر بجدية كما نأخذه نحن. لكن هذه مسألة خطيرة جدا جدا“.

وساند حلفاء عرب الرياض وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على تويتر ”نقف بصلابة ضد التسيس والأحكام المسبقة ومحاولات تقويض استقرار السعودية وتحجيم دورها“.

 

المصدر: رويترز دون الصور