لماذا يتحفظ رموز في الأغلبية على ترشيخ غزوانى؟

ثلاثاء, 19/02/2019 - 15:07

بعد ثلاثة أسابيع من حسم الرئيس محمد ولد عبد العزيز لمرشح السلطة المحتمل للانتخابات الرئاسية المقبلة، لاتزال دوائر فاعلة فى صنع القرار ترفض إعلان موقفها من ترشيح الرجل، بل إن البعض جاهر بنيته خوض غمار الانتخابات الرئاسية، بغض النظر عن موقف الرئيس وحدود مرشحه.

ومن أبرز المتحفظين على القرار الوزير الأول الأسبق مولاي ولد محمد لغظف الذى أبلغ مقربين منه عزمه خوض انتخابات يونيو 2019 ، وحسم ملف التزكية المطلوبة، بحكم عدد العمد المساندين لترشيحه.

ويرى بعض المقربين من دوائر صنع القرار أن الوزير الأول السابق مولاي ولد محمد لغظف لا يرى لنفسه أي دور فى العملية السياسية فى ظل رئيس من مناطق الشرق الموريتانى، وهو نفس التقييم الذى يشترك معه فيه آخرون شغلوا المنصب ذاته، وباتت عودتهم إلى المنصب مستحيلة بفعل التوازنات المعمول بها، وتكليفهم بمنصب آخر تهميش لا يرون به.

وقد حاول بعض رفاقه وأصدقائه كنت يشغلون مناصب عليا ثنيه عن الخطوة، باعتباره كان أبرز مستفيد من فترة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، ومن الغريب أن يكون أول الخارجين على توجهه وقراره، ولكنه رفض التنازل لحد الساعة عن طموحه، ولايزال لديه الأمل بأن يتمكن من تأمين دعم قوى من بعض رجال القبائل والأطر، وأن يخلق المفاجئة بانتخابات يونيو 2019، أو يتفاوض معه الرئيس أو المرشح لكسب موقفه ووده مقابل حضور معتبر.

من جهة ثانية يلف الغموض موقف الوزير الأول السابق يحي ولد حدمين، حيث لم يدل بأي تصريح منذ إعلان ترشيح ولد الغزوانى، ولم ينظم أي نشاط محسوب عليه فى العاصمة أو الداخل دعما للمرشح محمد ولد الغزوانى. ويقول بعض العارفين الكواليس العملية السياسية بأن علاقته غير الودية مع وزير الدفاع سابقا، تشكل مصدر قلق له ولبعض المقربين منه.

كما أن ترشيخ ولد الغزوانى لمنصب رئيس الجمهورية والشيخ ولد بايه لقيادة البرلمان، وتولى محمد سالم ولد البشير قيادة الحكومة، واحتفاظ سيدى محمد ولد محم بقيادة الحزب، وترقية الناها بنت مكناس من قطاع الشؤون الإجتماعية إلى التهذيب والتكوين المهنى، بعد سنتين من الصراع بل والحرب المفتوحة، كلها رسائل كانت صادمة للرجل من الرئيس، وإهانة لم يتمكن من ابتلاعها، رغم محاولته التكيف مع الفراغ فى منصبه الأخير كمستشار للرئيس.

ويرى أنصار الرجل الذى أمسك بالسلطة أربعة سنوات بدعم وتفويض من الرئيس، أن خلية الشمال - كما يسمونها- تمكنت من احتواء الرئيس محمد ولد عبد العزيز فى آخر أيام حكمه، ويحاولون الآن احتواء الرئيس القادم الفريق أول محمد ولد الغزوانى قبل وصوله للسلطة، وهو ما أربك أجندة البعض ، وأثر عليه حتى بعد حسم القرار وإعلانه.

 

 

المصدر: زهرة شنقيط