رثاء في والدي سيدنا عثمان ولد الطالب الياس ألمين "عندما يرحل العظماء تنقص الأرض من أطرافها، وتنطفئ منارة كبرى.

أحد, 28/04/2019 - 15:37

عندما يرحل العظماء تنقص الأرض من أطرافها، وتنطفئ منارة كبرى.كانت ترسل إشعاعات خيرها ونورها في ربوع العالمين. عندما يرحل العظماء تنفطر لذهابهم القلوب، لكونهم حماة الإنسانية وركنها الركين، وصمام أمن قيمها ومبادئها التي ترتفع بها إلى مصاف الأمم الخالدة ذات الإسهامات الكبرى في حياة البشرية. يصعب  فعلا اختزال الراحل الوالد سيدنا عثمان ولد الطالب الياس ولد أمين .في بضع كلمات، فالرجل الذي فاضت روحه الطاهرة يوم الأربعاء,في " قرية الملحس " عاش مجد  الأيام وربيعها، فدانت له سهلة بموفورالصحة، وزينة البنين… عاش غنيا دون يمتلكه لكنه مقتنعا بما في يده رافضا التذلل لناس والخضوع لها ,عاش في صومعته وحيدا يشعرأنه أمة وحدها. عرف بالتقي والورع والزهدي لا ينطق إلي بأحسن العبارات يحب الخيرللجميع  عاش اضطراب الأوقات المرة وخريف السنين فسلبته التوهج و العافية، وتنكر له الكثير ,.

لا نرثي اليوم رجلا عاديا أو شخصا عابرا أو حتى أحد رموز الأمة

نقف اليوم بمشاعر عميقة تشتعل فيها الحسرة والألم في موقع رثاء رجل يعتبر أمة وحدها .

سيدنا عثمان ولد الطا لب الياس رجل ليس ككل الرجال، ورمز ليس ككل الرموز، فما تركه الرجل الفذّ بين دفتي كتاب حياته الذي تتقاطر من صفحاته المضيئة كل صور العطاء والكرم ،

ربما لا يعرف الكثيرون سيرة حياة الرجل الذي شكل نموذجا للإصرار والمواجهة والتحدي في كل الميادين وفي مختلف الأوقات، أو يدركون بعضا من العناوين العريضة التي بزغت في مرحلة ما من مراحل حياة الرجل التي تختزن في صحائف أعماله ستكتبت بمداد الذهب والمجد والفخار، على إيقاع مراحل وعهود زمنية  لقد مثل الرجل مدرسة قيم كبرى متكاملة الأبعاد والزوايا،وموسوعة شاملة طبعت بصماتها المؤثرة في كل مكان، وتركت آثارها العميقة في حياة من يعرفونه .

جسدت حياة الرجل كل أشكال القوة والعزم والصبر والثبات والصمود في وجه المحن والتحديات،

من الصعب رثاء قامة كبرى كقامة الرجل الذي أفنى حياته في سبيل نصرة دينه

رحل سيدنا عثمان وغاب عن مشهد الحياة بصمت، وانطوت صفحة جسده الهرِم، لكن اخلاقه وقيمه بساطته وزهده وورعه وتقاه وقناعته تبقي راسختة في وجدننا جميعا . ورفع راية ومثل قيم واخلاق أهل الحاج عثمان وهو يافعا حسب ما رويته منه وقاد المسير إلى حيث المجد والسؤدد والانتصار.

رحم الله الوالد فالذين يعرفونه يقولون بأنه عاش عمره مضروبا في اثنين، عاش الليل موصولا بالنهار.، عاش المجد وعاش الانهيار…، ومات واقفا كالأشجار ، باسقا كنخلة، عصيا على الانكسار.

 

إنا لله وإنا إليه راجعون

 

.

 

.