ماذا يجري بالضبط في منطقة قندهارالحدودية بين المغرب وموريتانيا أين الحقيقة..؟

سبت, 24/08/2019 - 09:13

تكاد تعجزني الأحداث إلى حد لا أستطيع معها فهم من يلعب دور الشرير في هذا الصراع و من يكون الحمل الوديع الذي يرمق العدسات بأعين بريئة منتظرا تعاطف العالم و رحمته، لكن ما نعرفه و نكاد نجزم به، أننا نحن الشعب الصحراوي سادة الحزن و الوحيدون الذين يدفعون فاتورة إخفاق هذا الجيل من الحكام في تمكيننا من الوطن، ذلك أن قلوبنا الثكلى ما عاد فيها مكان يستطيع تحمل كم الكدر و البؤس الذي تجنيه قيادتنا في كل سعيها إلى الهزيمة المذلة، أما نحن، كصحافة، كل همنا أن نكشف المستور و نشقى بالحقيقة التي لأجلها نحصل على العداء إن لم يكن من القارئ الصحراوي المثخن بسهام الوعود و التسويفات ... كان من البيت الأصفر الذي لا قدرة لساكنه على رؤية وجه الحقيقة كاملا.

كنا بحاجة إلى الكثير من الأجوبة لكل لأسئلة الاستقرائية و الاستنباطية حتى نحصل على المعطيات التي بدونها لا يمكن أن نمنح للقارئ الصحراوي الكريم مقالا يجمع بين الخبر و التحليل، و كانت حاجتنا كبيرة لأن نرى ردة فعل القيادة التي عودتنا على البيانات الخشبية و التهديدات الهلامية، في هكذا أزمات، غير أن قيادتنا فاجأت الجسم الصحفي الصحراوي بابتكار جديد هذه المرة، و اعتمادها أسلوبا مخالفا للبيانات و التهديد و لا توجد فيه لغة للتصعيد، بل اعتمدت ما تظنه #المواجهة_الذكية، بعد إخراج المغرب لعملاء من جيشه و مخبريه إلى الأراضي المحررة، فيما وراء خط المراقبة الذي يقيمه على معبر الكركارات، و إنشائه هيكلا شبه إداري لمراقبة الخط الطرقي التجاري الرابط بين الأراضي المحتلة و الموريتانيا.

هذا الأسلوب الجديد للقيادية في مواجهة الأحداث، مبني على الضربة الإعلامية القوية، ليس بالاعتماد على الهجوم عبر قنوات إخبارية ذات الانتشار الواسع، و لا حتى عبر مقالات لمحللين إستراتيجيين بالجرائد المؤثرة في المؤسسات، و لا عبر المواقع الإخبارية الدولية القادرة على تشويش راحة المحتل، بل القيادة بذكاء أعظم قررت توجيه ضربة إعلامية تمتص بها غضب الرأي العام الصحراوي، عبر مقالات مقتضبة و مدسوسة بين الأخبار في مواقع إخبارية صحراوية لا تقرأ إلا صدفة، و تضم تلك المقالات تنويرا للرأي العام و تحذيرا له بعدم الانصياع و الانجرار وراء الاستفزازات المغربية المغرضة، و أن ما تم إنشاؤه لا يرقى إلى مستوى الخرق، بل هو مجرد "خيمة في الخلاء" لا تؤثر من قريب و لا من بعيد على سلطة القيادة و انتشارها الواسع فوق الأراضي المحررة و أن جيشنا الصحراوي الباسل يسيطر برا و بحرا و جوا.

لكن المضحك في التوجيه الإعلامي للقيادة و نصائحها إلى الشعب الصحراوي عبر بعض الصفحات الإلكترونية التي عودتنا على مسح زجاج سيارات المناضلين و القادة، تغافل على أن الشعب الصحراوي لا يمكن استفزازه بهذه الطريقة و أن التنبيه يجب أن يوجه إلى عناصر الجيش الصحراوي حتى لا تتورطوا في نزاع قد يتطور مع عناصر جيش المغرب الذين يوجدون في ذلك الهيكل المحدث، على المعبر الطرقي الرابط بين الأراضي المحتلة و دولة موريتانيا، و المضحك أكثر أن تقول القيادة في أول ردة فعل أن قوات المغرب أنشأت وحدة عسكرية بالأراضي المحررة ثم تعود عبر صحافتها الصفراء و تخبرنا بأنها مجرد خيمة في العراء بها بضعة عناصر لبقى السؤال عالقا أين الحقيقة..؟ و ماذا يجري بالضبط في منطقة قندهار...؟

الحقيقة المتحصل عليها تقول بأن ما جاء في صحافة البيت الأصفر و الذي يعبر عن موقف القيادة هو عار من كل صحة، و أن ما يحصل في قندهار هو متغير جديد و يحمل الكثير من الرسائل للقيادة الصحراوية و مرتبط كثيرا بالمقال الذي نشرته جريدة "الوول ستريت" الأمريكية حول الاتهامات التي يسوقها المجتمع الدولي، و في مقدمته أمريكا، كون القيادة متورطة في الفوضى التي تغرق فيها المنطقة، و أن العصابات المتاجرة في تلك الفوضى تحضى بحماية من السلطات الصحراوية، و مرتبط أيضا بالقرار الإداري الأمريكي الأخير الذي يرفض ظهور دولة في الغرب الإفريقي، و أن ما تقوله القيادة عن مجرد خيمة في الخلاء، فيه تطاول على الواقع الذي يقول بأن المغرب وضع فرقاطة قبالة سواحل الأراضي المحررة و أنها فرقاطة هجومية بقدرة نارية كبيرة، فيما تقوم الطائرات الحربية و الطائرات المسيرة بتمشيط للأجواء بالمناطق المحررة و تلتقط الصور كل لحظة فوق رؤوسنا.

هذا الوضع يؤكد بأن الأمور بدأت في التغير، و أن الأحداث المقبلة ستكون مكلفة للقيادة الصحراوية التي تتفنن في تفسير الرؤى العسكرية و تمنح صحافتها حقوق تضليل الشعب الصحراوي، لأن الواقع غير ما يصور لنا في الإعلام الصحراوي، و أن القوى الدولية و أقصد الإتحاد الأوروبي و أيضا الولايات المتحدة الأمريكية، منحا المغرب الضوء الأخضر ليخرج إلى تلك المنطقة و يراقب الشريان التجاري الرابط بين أوروبا و إفريقيا، و ذلك بموافقة من موريتانيا التي يبدوا أنها بدأت تميل للطرح المغربي، و أن كلمة السر في هذا التقارب قد يكون مشروع القرن لربط البترول و الغاز النيجيري بقلب أوروبا.

حـسـام الـصحراء