ولد امخيطير: هكذا كنت أعيش في سجن واليوم في باردو في سجن.

خميس, 03/10/2019 - 09:28

ولد امخيطير: هكذا كنت أعيش في سجن واليوم في باردو في  سجن.

كشف المسئء ، ولد امخيطير، في مقابلة مع صحيفة "لاكروا" الفرنسية، جانبا من ما وصفها بالمعاناة التي رافقت حبسه لمدة 6 سنوات بتهمة "الإساءة للنبي".

وتحدث ولد امخيطير أيضا عن ظروف عيشه في مدينة بوردو الفرنسية حيث اختار اللجوء بعد إطلاق سراحه.

وقال إنه مباشرة بعد اعتقاله "وضعوه في زنزانة وأعطوه زجاجة للتبول عند الحاجة، ومعلبة غذائية فارغة لاستخدامها من أجل تلبية احتياجاته".

وأضاف ولد امخيطير: لقد استحممت مرتين فقط خلال سبعة أشهر. خلال تلك الفترة لم أنظف أسناني أبدا، ولم أقطع أظفري وشعري أبدا. يمنحوني الطعام من خلال نافذة الباب.

وأردف: قضيت ما يقرب من ست سنوات من دون المشي أو الحركة، لقد فقدت إيقاع المشي الآن. لقد رأيت الشمس ست مرات فقط".

ويعتقد ولد امخيطير أن سبب معاناته هي النظرة "العنصرية" للمجتمع تجاه طبقة الحراطين، قائلا: نفس المقال الذي كتبه لو كتبه شخص ينتمي إلى طبقة البيضان لوجدوا له مبررا. لقد عبّر أشخاص ينتمون إلى هذه الطبقة عن أفكار أكثر جرأة مما كتبتُ. لكن أنا أنتمي إلى طبقة دنيا. السجون مخصّصة لطبقة المعلمين. إدانتي مشوبة بالعنصرية. لقد فهم البعض هذا الأمر بعد فوات الأوان. لكن الشيء المهم هو أنهم فهموا الأمر أخيرا. سوف تتغير موريتانيا يوما ما وسأعود.

وتابع: الطبقتان اللتان تشكلان المجتمع (الموريتاني) تعيشان في عزلة عن بعضهما البعض. في الشارع، يدرك الجميع ما إذا كان شخص ما ينتمي إلى طبقة البيضان (الرجال الأحرار، الحكام، المحاربين والمرابطين)، أو ينتمي إلى طبقة المْعلمين أو الحراطين. الكثير من الحراطين محرمون من التعليم. بينما لا تزال هناك معسكرات العبيد السابقين وهي عبارة عن قرى معزولة يقطن فيها هؤلاء من دون مدارس أو مراكز صحية.

وتحدث ولد امخيطير عن أفكاره التي أدّت به إلى السجن، وقال: عندما كان عمري 17 أو 18 عاما، بدأت أشعر أن أفكاري مختلفة عن أفكار المجتمع، وبنيتُ نفسي فكريا. والدي وأختي عائشة يشاركونني الأفكار نفسها.

أما عن وضعه حاليا في المنفى الاختياري بفرنسا، فنقلت عنه الصحيفة الفرنسية أنه "يعيش في شقة فسيحة لكن مفروشة بشكل سيء في إحدى الضواحي بمدينة بوردو. شقته تطل على الأشجار، لكنها مليئة بالعزلة. بالكاد يتبادل كلمتين مع زميله الإريتري الذي يشترك معه الغرفة بسبب عائق اللغة. يشاهد من أعلى الشرفة الناس ذاهبة إلى العمل صباحا وعائدة ليلا، وهو يقضي كل الأيام ومعظم الأوقات وحيدا".

يحس ولد امخيطير بخيبة أمل كبيرة من أجرته الشهرية التي لا تتعدى 34 يورو يتلقاها من المكتب الفرنسي للهجرة. كما يتولى بعض الأصدقاء الموريتانيين مده بـ20 أو 30 يورو في بعض الأحيان حتى يتمكن من الأكل. يقول: لا أبحث عن التسول، أنا مستعد للعمل كمحاسب، هذا العمل أتقنه.

يشار إلى أن ولد امخيطير سُجن بعد أن كتب في 2013 مقالا ينتقد فيه ما وصفه بـ"الظلم المجتمعي" الذي يلحق شريحة الصناع التقليديين التي ينتمي إليها. واستشهد في المقال، الذي حمل عنوان "الدين والتدين"، إلى نماذج من فترة الرسول محمد، ما اعتبره البعض إساءة للنبي.

وخلال محاكمته، خرج المئات من الموريتانيين إلى شوارع العاصمة نواكشوط للضغط على القضاة من أجل إعدام الكاتب المتهم آنذاك بـ"الردة" و"الاستهزاء بالنبي محمد".

ولاحقا، قضت المحكمة بالإعدام في حق المدون الموريتاني المثير للجدل. وفي نوفمبر2017، خفّضت محكمة الاستئناف في مدينة نواذيبو العقوبة إلى عامين في السجن وغرامة مالية، لكن المتهم احتُجز في مكان غير معروف لأكثر من عامين إلى أن أطلق سراحه مؤخرا فغادر موريتانيا إلى أوروبا عبر السينغال.

 

المصدر: صحيفة لاكروا الفرنسية