وفاة أحد مؤسسي السلطة الفلسطينية وأول أمين عام للرئاسة

أربعاء, 18/03/2020 - 12:31

توفي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الأمين العام للرئاسة الفلسطينية، الطيب عبد الرحيم، في العاصمة المصرية القاهرة، عن عمر يناهز الـ 76 عاما، قضى أغلبها في النضال الفلسطيني، وفي مهمات رسمية أوكلت له بعد قيام السلطة الفلسطينية.

ونعى الرئيس محمود عباس المناضل الوطني الطيب عبد الرحيم الذي توفي “بعد حياة حافلة بالنضال المخلص لفلسطين وشعبها”.

وقال الرئيس في رسالة النعي: “نودع هذا اليوم أخا عزيزا وصديقا وفيا ومناضلا صلبا قدم الكثير لفلسطين وشعبها، كان مثالا للعطاء والتضحية متمسكا بالثوابت الوطنية والشرعية الفلسطينية، تربت على يديه أجيال كثيرة في هذه المسيرة، فكان مثال القائد والمعلم، علما من أعلام فلسطين ومسيرتها التحررية، مدافعا صلبا عن القرار الوطني المستقل متمسكا بتقاليد الثوار المناضلين في كل مراحل حياته”.

كما نعته كل من اللجنة المركزية لحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني والفصائل الفلسطينية، مشيدين بتاريخه النضالي والوطني.

وأعلن سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، دياب اللوح، أن جثمان الراحل الكبير الطيب عبد الرحيم سيشيع الأربعاء في القاهرة.

وولد الطيب عبد الرحيم في بلدة عنبتا بطولكرم عام 1944 لعائلة فلسطينية، ووالده هو المناضل والشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود والذي استشهد وهو يقود الثوار دفاعا عن قرية الشجرة.

وقتها كان عبد الرحيم محمود يقيم متنقلا بين طولكرم والناصرة، وعرف كواحد أبرز المثقفين والشعراء الملتزمين بقضية شعبهم، ولم يكتف بقلمه فامتشق البندقية من أجل الدفاع عن الأوطان حتى استشهد، وهو صاحب القول:

سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى

فإما حياةٌ تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا

وكان الطيب عبد الرحيم من أوائل الملتحقين بحركة فتح عام 1965 حيث كان طالبا في كلية التجارة في القاهرة ورئيسا لاتحاد طلبة فلسطين في القاهرة، وكان من أوائل الطلبة الذين التحقوا بالكلية العسكرية في جمهورية الصين الشعبية، ومن ثم استلم إدارة إذاعة صوت العاصفة، ثم مديرا لإذاعة منظمة التحرير، وعين مفوضا سياسيا عاما فترة انشقاق طرابلس، وعين سفيرا في عدد من الدول كالصين الشعبية ويوغسلافيا وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية.

والطيب عبد الرحيم عضو في المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1977، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح منذ عام 1980، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح في مؤتمرها الخامس عام 1988، وخاض كافة معارك الثورة ضد الاحتلال ودفاعا عن استقلال القرار الفلسطيني. وهو من مؤسسي السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1993 وكان موضع ثقة الرئيس الراحل ياسر عرفات والقيادة الفلسطينية، وعين من قبل الرئيس عرفات مسؤولاً عن شؤون الرئاسة في السلطة الفلسطينية، وأكمل مع الرئيس محمود عباس كأمين عام للرئاسة، وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب عن فتح عن دائرة طولكرم في انتخابات يناير 1996.

وقلد من قبل الرئيس عباس أعلى وسام فلسطيني وهو وسام نجمة الشرف عام 2007، كما منحه رئيس يوغسلافيا الاتحادية الاشتراكية وسام العلم اليوغسلافي مع الشرف عام 1989، وقلده الرئيس الصيني شي جين بينغ وسام جائزة المساهمات البارزة للصداقة الصينية العربية عام 2016.