مطالب تخفيف إجراءات كورونا غير صائبة.رغم تعطش الأسواق لمعاودة العمل

سبت, 25/04/2020 - 18:54

المطالب المتعددة  لتخفيف الإجراءات والتدابيرالاحترازية للتعامل مع وباء فيروس كورونا المستجد لم تأخذ بعين الأعتبار الظرفية التي تمر بها البلاد والعالم بصيفة عامة , فلو نظرنا الي دول الجوار المحيطة بنا لوجدنا أن الفيروس الفتاك مازال يحصد الكثير من الأرواح ويسجل عشرات الإصابات في صفوف مواطني هذه البلدان مثل السينغال والمغرب والجزائر ومالي,  ونحن لله الحمد تجاوزنا الأزمة والمخاطر القاسية التى عاشتها دول أخرى،

وهذا بفضل الله ونجاح التدابيرالإحترازية التي سارعت بها الدولة من اجل مجابهة جائحة كورونا, التي  جنبت البلاد مخاطر كانت  محققة, طبعا بحاجة الي استعادة الحياة الطبيعية واستئناف العمل والإنتاج، تلبية لاحتياجات ملايين العاملين والمستهلكين، وسعيا لتقليص أضرار الأزمة، والاستفادة المبكرة من الطفرة المتوقعة عالميا عقب انتهاء الوباء.

أن قرارالحكومة بتأخير موعد حظرالتجوال وفتح الأسواق خلال شهر رمضان, للتوسع فى فتح المجال العام مع التزام الضوابط الصحية ونصائح السلامة والوقاية الشخصية. فالدولة أدارت المشهد بحكمة وكفاءة منذ اللحظة الأولى، وتكبدت بسبب ذلك فاتورة باهظة على صعيد الأعباء المالية والاجتماعية، وتقلص حجم الإنتاج والتجارة والعوائد المتولدة عنها، والآن تحتاج السوق لاستعادة إيقاعها الطبيعى، واستئناف العمل والإنتاج مع مراعاة الضوابط الصحية، بما يجنبنا النزيف الاقتصادى ويحافظ على الوظائف واستدامة الإنتاج ومعدلات النمو".

إن القاعدة المتينة التى يتأسس عليها الاقتصاد الموريتاني كانت سببا فى استقرارالأوضاع طوال الأسابيع الأخيرة، وبفضل ذلك نجحت السوق فى عبور الضغوط والتداعيات التى أثرت على كل الدول، من دون أزمات عميقة أو أزمات مالية وتمويلية، فرغم توقف الكثير من الأعمال وتضرر قطاعات النقل والطيران والملاحة فى القناة، ظلت الدولة قادرة على الوفاء بالتزاماتها وضمان الاستقرار المالى، بل إنها استطاعت تدبير حزمة تنشيط ضخمة, لكن مع ذلك فإننا نحتاج إلى استعادة الحياة الطبيعية تدريجيا، بما يسمح بإبقاء حالة المرونة والاستفادة من المناخ الاقتصادى العالمى وتحقيق معدلات نمو إيجابية تقود لمزيد من الإنتاج والتصدير والوظائف.

والأهم أن أجواء الصيام والطقوس الاجتماعية والدينية تقلص وتيرة الحركة والاختلاط، وتسمح بإعادة بعض القطاعات للعمل بقدر ضئيل من الضغوط والمخاوف، ومع انتهاء الشهر وإجازة عيد الفطر ستكون الأمور أكثر استقرارا، وسيكون المواطنين قد اعتادوا تلك الإجراءات وكيفية الحركة والعمل بشكل سليم مع التزام تدابير للوقاية،

إن الأسابيع الماضية منذ اندلاع الأزمة استنزفت كثيرا من قدرات الشركات والمستثمرين، ومن حجم الإنتاج ومخزون السوق من السلع، ولهذا فإننا الآن أحوج ما نكون لاستئناف العمل والإنتاج، لتدبير الاحتياجات اليومية وتأمين مخزون استراتيجى آمن

الإعلامي