الحكومة الفرنسية تعلن استقالتها بالكامل وماكرون يقبلها

جمعة, 03/07/2020 - 08:56

بعد أسابيع من التكهنات حول مصيره، أعلن قصر الإليزيه اليوم عن استقالة رئيس الحكومة إدوار فيليب وموافقة الرئيس إيمانويل ماكرون عليها، موضحا أن تشكيلة الحكومة الجديدة سيتم الإعلان عنها قبل يوم الأربعاء القادم، على أن يتم تعيين الرئيس الجديد للحكومة في الساعات القليلة القادمة.

والخميس، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة أنه ينوي رسم “مسار جديد” مع “فريق جديد” مؤكدا بذلك ضمنيا أنه سيجري تعديلا وزاريا مرتقبا في الأيام المقبلة.

وقال الرئيس: “سينبغي علي أن أتخذ خيارات لقيادة المسار الجديد. إنها أهداف جديدة للاستقلالية وإعادة البناء والمصالحة وطرق جديدة للتنفيذ. في الخلف، سيكون هناك فريق جديد”.

وبقي ماكرون غامضا في ما يخصّ إبقاء على رأس هذه الحكومة الجديدة رئيس الوزراء إدوار فيليب الذي يتولى هذا المنصب منذ انتخاب ماكرون رئيسا عام 2017.

والاستقالة التي جاءت بعد ثلاث سنوات من الشراكة بين الرجلين، تأتي في أعقاب الدورة الثانية من الانتخابات البلدية والتي شهدت فوز إدوار فيليب نفسه برئاسة بلدية لوهافار معقله، مقابل عديد الهزائم التي مني بها حزب الرئيس ماكرون “الجمهورية إلى الأمام” وحلفائه.

وغداة هذه الانتخابات البلدية تساءلت “القدس العربي” في مقال: فوز فيليب في الانتخابات البلدية.. نعمة أم نقمة على ماكرون؟ وأوضح مراسلنا في باريس أن الرئيس ماكرون يبدو أمام خيارين أحلاهما مر: إما الحفاظ بإدوار على رأس الحكومة وينسف بذلك حظوظه في إحداث تغيير نوعي في الأداء في الأجندة السياسية، وإعطاء فترته الرئاسية، التي وصلت إلى منتصفها، زخما جديدا عبر التعديل الحكومي واختيار شخصية مغايرة لما يجسده فيليب من قيم سياسية وخيارات اقتصادية، ليعبّد من خلالها الطريق نحو الفوز بفترة رئاسية ثانية، أو أن يقرر استبدال فيليب بشخصية أخرى، وهو يعلم بأن الأخير يحظى بشعبية لا يمكن الاستهانة بها؛ لذلك فإن أصواتا داخل الأغلبية الحاكمة تخشى في الوقت ذاته من أن يتحول رئيس الحكومة إلى منافس جدي في الانتخابات الرئاسية المقبلة مستغلا شعبيته التي تفوق شعبية رئيس الجمهورية، خاصة فيما يتعلق بإدارته لأزمة وباء كورونا.

ويبدو أن الانتصارات المدوية التي حققها حزب الخضر (أنصار البيئة) بدعم من أحزاب يسارية أخرى، في الجولة الثانية من الانتخابات البلدية، فرضت على الرئيس ماكرون واقعا جديدا، يدفعه إلى محاولة التقرب أكثر من أنصار البيئة واليسار، في الوقت الذي لمح فيه رئيس الحكومة الذي خرج قويا من أزمة كورونا والانتخابات المحلية، إلى عدم تحمسه واستعداده للانعطافة الحكومية نحو الخضر