حين توجه تهمة الاختلاس لريئس القراء بعشرات المليارات ماذاعن الفقير؟ الياس محمد

اثنين, 28/06/2021 - 10:35

قالت العرب ذات مرة من يسرق رغيفا نسميه حرامي،

 ومن يسرق بلدا نسميه في موريتانيا بطلاوطنيا يجب ان يكرم علي اختلاساته للمال العمومي.

السرقة أصبحت بألوان متعددة في هذه الأيام، حين يسرق الفقير يكون سارقا ، وحين يسرق الريئس يكون بطلا وطنيا وقوميا بمتياز

المشكلة أنه شرعا لا تقطع يد السارق إلا حين يسرق مالا محروزا، وهذا لا ينطبق على الفقيرحين يسرق رغيف  ليأكله، بل ينطبق على الغني حين يسرق خزينة الدولة بحجة بناء مدارس اومستشفيات وطرق حضرية.

في عهد النبي عليه السلام سرقت امرأة من بني مخزوم، وبنو مخزوم من أشراف قريش، فتوسط أسامة ابن زيد لها حتى لا تقطع يدها إشفاقا على سمعة القبيلة أكثر من إشفاقهم على يد المرأة، فغضب النبي وقال:

وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.

المحير في الموضوع، حين يسرق ريئس الفقراء عشرات المليارات منهم نسميه ريئس الفقراء والريئس الرمز والبطل الرمز؟

هل تعلم ماذا يعني مليار ؟ إنه بحر من المال، بحر حقيقي، لدرجة أنه لو وضع في غرفة ثم ألقوك داخلها ستغرق وتغطيك من أخمص قدمك إلى متر فوق رأسك.

هل تعلم ماذا ستحتاج من أجل أن تحمل المليار لابد لك من حقيبة بحجم خزان ماء؟.

الموظف العادي سيحتاج تقريبا إلى تسعين سنة وهو يجمع راتبه ولا يصرف منه شيئا من أجل ان يجمع ملايين فقط، لكنه سيحتاج إلى تسعة آلاف سنة من أجل أن يجمع المليار،

لو جلست تصرف من المليار ألف سنة أنت وأحفادك وأحفاد أحفادك لن تفلس ولن يفلسوا.

فإذا كان المليار بهذا العجب فكيف بمن عنده عشرات المليارات

والسؤال محور المقال اليوم، إن كان ريئس الفقراء يسرق بهذا الحجم ومازال حريصا علي السرقة حرص الجائع على سرقة اللقمة لطفله.

السيد ريئس الفقراء لماذا تنهش من مال البلد نهش الذي يشعر أن الفقر غدا سيطرق بابه.

الياس محمد