الموريتانييون يقابلون الموجة الرابعة من كورونا بالتلاصق والاستخفاف..

أحد, 10/10/2021 - 13:16

ارتفاع منحنى الإصابة في البلاد حين يصاحبه انخفاض الوعي فإن ذراع القانون وأيادي الاحتراز الإجباري يجب أن تتدخل لحين ضبط المنحنيات وهذا لم يتحقق في موريتانيا نظرا لانخفاض ثقافة الوعي الصحي للمواطن الموريتاني .حيث فضل عدم التقيد

بالإجراءات الاحترازية" و"التباعد الجسدي" و"الكمامة أمان" "وغسل الأيدي بالصابون لمدة خمس دقائق" هذه عبارات واشياء أحيلت لتقاعد مبكرا من ثقافة المواطن .

أزمة "بروتوكول العلاج" انتهت. شح المعروض من الكمامات تحول إلى تخمة.لكن المواطن لايهتم بذالك كله . خطوات للتقارب والتلاصق، في البيت وفي الصف وشكل "اجماعة " لا يكتمل إلا بمتابعة جمهرة الأهل والأصدقاء،وتراشف شاي لا يحلو إلا بما لا يقل عن عشرة من أقران المهنة او الاصدقاء او الاقارب..

سشارات النقل وباصات النقل العام " تحمل عشرات نصف مليون شخص يوميا على مدار الساعة، ولسان حال الغالبية المطلقة "لا كورونا بعد اليوم". حتى "الموجة الرابعة" الواضحة معالمها والبادية ملامحها في العالم ، حيث مناشدة للدعاء بالشفاء للصديق الراقد في الرعاية الفائقة بسبب مضاعفات الفيروس اللعين، أو الدعاء بالرحمة للزميل.

دون استئذان

الموجة الثالثة من "كوفيد-19" دخلت موريتانيا دون استئذان من احد،  والان نتوقع حدوث الموجة الرابعة ,على الرغم من توقع العقل والمنطق قدومها منذ أسابيع، مع هيمنة واقع كثير من التواكل وسوء فهم مبدأ حيث "خليها على الله" ولم يتبق إلا أن ترفع لافتة ترحاب بـ"كورونا الغالية في موجتها الرابعة وتحوراتها المذهلة".

الذهول الذي بدا على طبيب حين دخل مستوصفاً يديره أحد تلاميذه في منطقة شعبية، لم يكن له تعليل أو تفسير سوى ما قاله الممرض، "خليها على الله يا دكتور، وعلى الله يتوكل المتوكلون". السجال العميق الذي خاضه الطبيب مع الممرض محاولاً إقناعه بأن "الكمامة" صارت بديهية من بديهيات الحياة، وأن التلاصق بين المرضى وأقاربهم وأصدقائهم وجيرانهم في قاعة الانتظار لا يؤدي إلا إلى نتيجة واحدة فقط، ألا وهي إصابات سريعة وكثيرة بالفيروس اللعين انتهى لصالح الأخير الذي أمعن في المجاهرة بكل ما تبادر إلى ذهنه من آيات وأحاديث وأقوال مأثورة عن قيمة التوكل على الله سبحانه وتعالى والإيمان والتسليم بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.

تكتم النفس

وعلى الرغم من أن المكتوب على باب المستوصف الخيري هو "الالتزام بالكمامة وتطهير الأيدي" إلا أن الواقع يشير إلى غير ذلك. حجج وأعذار الكمامة التي تكتم النفس أو تصيب الوجه بالحساسية أو تجرح الأذنين أو تضايق الخدين أو تلهب الشفتين، تأتي مدمجة بـ"قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"، فتضع المحتج في خانة الاعتراض على "كلام ربنا" وغاب عنه كلام الله عز وجل في آية اخري "ولاتلقوا بأيديكم الي التهلكة"

استشراف شعبي

لكن الحذر البالغ لم يعرف بعد طريقه إلى غالبيةالموريتانيين . كثيرون يتخذون من السياسات والقرارات المتبعة على أصعدة أخرى مقياساً لهم يخبرهم بمدى خطورة الموقف، ويستشرفون به حقيقة الوضع الوبائي. تقول سيدة (34 سنة) (ربة منزل)، "لو كانت الإصابات خطيرة وتتزايد لصدر قرار بعدم  افتتاح المدارس كما فعلت الحكومة في بداية الوباء.اغلقو المدن وغلقو المطاعم والمقاهي وغيرها. وبصراحة شديدة، مللت وتعبت من هذه الإجراءات السخيفة، التي لا كائلة من ورائها .".

سترربنا مع عدم اتباع الإجراءات "السخيفة" حسب قولها المتابع للشارع يجد أن الإجراءات "السخيفة" تكاد تكون غائبة تماماً، وتتمثل في ارتداء الكمامة أعلى الأنف وليس أسفله، وتطهير اليدين مراراً وتكراراً وليس حسب التساهيل، وغسلهما بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية وليس ثانيتين، والتباعد الجسدي وليس التلاصق أو التقارب،.

حتى الباعة الذين يفترشون الأرصفة، الذين أفسحوا جانباً من الرصيف للكمامات القماش التي تستخدم مرات كثيرة عادوا وأحالوها إلى الصفوف الخلفية في ضوء قناعة شعبية تتأرجح بين "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" و"لقد تغلبنا على كورونا".

هزيمة كورونا؟

التغلب على كورونا والانتصار عليها وإلحاق هزيمة نكراء بها "جرائم" يرتكبها البعض من المواطنين الذين يجهلون حقيقة الوباء  البعض من الأطباء و"محللي" الأخبار ممن تستضيفهم قنوات تلفزيونية أو صحف أو مواقع خبرية ليدلوا بدلوهم في شأن الوباء، يطلقون أنباء الهزيمة النكراء للوباء، وهو ما يؤتي نتائج عكسية تماماً. أحد هؤلاء ظهر على قناة فضائية قبل أيام وقال "إن موريتانيا قادرة على تخطي الموجة الرابعة للوباء".لوحدثت  ودلل على كلامه بقوله، "موريتانيا  تغلبت على ثلاث موجات من فيروس كورونا، والرابعة ستلحق بها هزيمة  نكري دون ان يعرف عن خطورة الموجة الرابعة ".

    الان يصدقه بعض العامة من الناس وسيحتفلون بالعيد القادم  مع تجاهل كورونا اللعين

بداية الموجة الثالثة وقبلها الثانية وسبقتها الأولى شهدت حملات مكثفة وهبات مباغتة على أصعدة التوعية الإعلامية والتغطية الخبرية وتطبيق الغرامات الفورية على المخالفين للإجراءات الاحترازية، وهي الحملات التي تبدأ شديدة عتيدة ثم تسكن وتهمد. والمتوقع أن تبدأ موجة جديدة من الزخم الرسمي في ما يختص بكورونا التي تسن أسنان موجتها الرابعة مكتفية حتى اللحظة بمتحورة "دلتا" وتترقب "مو" بحذر ووجل.

المعلومات الصادرة عن اللجنة الوزارية لمكافحة فيروس كورونا تشير إلى أن الإجراءات الاحترازية يجب اتباعها في جميع الأحوال، سواء كان هناك تحورات جديدة أو موجات حديثة، وسواء كان الشخص حاصلاً على التطعيم أم لا.

أمل الشفاء ومعه رجاء الوقاية وتمني النجاة لن تتحقق إلا في حالتين لا ثالث لهما، انتهاء الوباء، والعودة واستدامة الاحتراز. وحيث إن الأولى في علم الغيب، كما تؤكد منظمة الصحة العالمية في إفاداتها اليومية حتى اللحظة، فإن الأخيرة هي المتاحة. ومع تكشير الموجة الرابعة عن أنيابها، واستمرار الأريحية الشعبية في كنف الفيروس، فإن هذا في الأغلب سيؤدي إلى فرض رسمي قريب للإجراءات الاحترازية بالغرامات والمخالفات.

عودة غير معلنة

وعلى الرغم من عدم صدور تصريحات رسمية بعد في شأن  وجود موجة رابعة وتطبيق الإجراءات الاحترازية الحازمة والحاسمة لاحتواء للموجة الرابعة، فإن  احتمال وجودها في العالم اصبح محتملا ، تزامناً مع دخول المدارس والجامعات، جميعها عوامل تجعل توقع العودة إلى فرض إجراءات احترازية حازمة منطقياً.

المنطق يقول إن ارتفاع منحنى الإصابة حين يصاحبه انخفاض الوعي والاهتمام، فإن ذراع القانون وأيادي الاحتراز الإجباري يجب أن تتدخل لحين ضبط المنحنيات

اللهم قنا شرالوباء واشف مرضانا وارحم امواتنا

الياس محمد