قبل ساعات من انتهاء مهلة "إيكواس" وترقب للضربة العسكرية في النيجر

أحد, 06/08/2023 - 12:37

تصاعد ضغط المجتمع الدولي، اليوم السبت، على العسكريين في النيجر عشية انتهاء إنذار من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التي قالت إنها مستعدة للتدخل عسكرياً.

وكانت المنظمة الإقليمية أمهلت العسكريين، الأحد الماضي، سبعة أيام لإعادة الرئيس محمد بازوم الذي أطيح به في 26 يوليو (تموز) الماضي إلى منصبه، تحت طائلة استخدام "القوة"، كما فرضت عقوبات شديدة على نيامي.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان صحافي، اليوم السبت، بعد أن التقت الوزيرة كاترين كولونا مع رئيس وزراء النيجر أومودو محمدو في باريس "تدعم فرنسا بقوة وإصرار جهود إيكواس لإحباط محاولة الانقلاب"، مضيفة "مستقبل النيجر واستقرار المنطقة كلها على المحك".

ولم تحدد فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، ما إذا كان دعمها سيشمل دعماً عسكرياً لتدخل "إيكواس" في النيجر، لكنها أكدت الدعم "بحزم وتصميم" لجهود دول غرب أفريقيا لدحر محاولة الانقلاب.

اجتماع عسكري

واجتمع القادة العسكريون لدول المجموعة في العاصمة النيجيرية أبوجا لمناقشة سبل التعامل مع أحدث انقلاب في منطقة الساحل الأفريقي.

وقال مفوض الشؤون السياسية والأمن في المنظمة الإقليمية عبدالفتاح موسى "تم في هذا الاجتماع تحديد كل عناصر التدخل المحتمل، بما في ذلك الموارد اللازمة، وكذلك كيف ومتى سننشر القوة".

 

وأضاف موسى أن "رؤساء الأركان وفرقهم عملوا على مدار الساعة منذ الأربعاء الماضي لتطوير تصور عملي من أجل تدخل عسكري محتمل في النيجر لإعادة النظام الدستوري وتأمين الإفراج عن الرئيس المحتجز".

 

وتابع المفوض الإقليمي "المجموعة لن تبلغ الانقلابيين متى وأين ستضرب"، مضيفاً أن ذلك "قرار سيتخذه رؤساء دول التكتل".

"إيكواس" تؤكد أنها لن تبلغ الانقلابيين متى وأين ستضرب​ (أ ف ب)​​​​​​

 

 

ووصل وفد من "إيكواس" برئاسة رئيس نيجيريا السابق عبدالسلام أبو بكر إلى العاصمة نيامي، أول من أمس الخميس، لكنه غادر ليلاً من دون أن يلتقي رئيس المجلس الوطني لحماية البلاد عبدالرحمن تياني ولا الرئيس المخلوع بازوم.

 

وتولى الرئيس السابق للحرس الرئاسي في النيجر عبدالرحمن تياني السلطة على رأس المجلس العسكري في 26 يوليو، فيما لا يزال الرئيس المنتخب محمد بازوم محتجزاً.

 

وفي فرنسا، قالت وزيرة الخارجية كاترين كولونا، السبت، لإذاعة فرنسا الدولية (RFI)، إن المجتمع الدولي أجمع على المطالبة بالعودة إلى النظام الدستوري "على الفور وقبل انتهاء المهلة التي حددتها دول المنطقة وتصادف غداً" الأحد.

 

وأضافت كولونا "لذلك أمامهم مهلة حتى يوم غد للتخلي عن هذه المغامرة الشخصية وإعادة الديمقراطية إلى النيجر، فلم تعد الانقلابات ضرورية أو مناسبة، وهذا الانقلاب لا مبرر له وغير مقبول".

 

اقرأ المزيد

 

33 عاما من التدخلات العسكرية لمجموعة "إيكواس"

 

"إيكواس" تضع خطة تدخل عسكري محتمل في النيجر

 

وفد "إيكواس" في النيجر: التدخل العسكري هو الخيار الأخير

وأكدت الوزيرة الفرنسية أن إعادة النظر في نشر قوات مكافحة الإرهاب الفرنسية في منطقة الساحل "ليست على جدول الأعمال"، مشككة في قرار سلطات النيجر إلغاء اتفاقيات التعاون العسكري مع باريس، قائلة "حتى لو تم تعليق هذا التعاون، بسبب محاولات الانقلاب الجارية منذ أكثر من أسبوع في النيجر".

 

الانقلابيون: سنتصدى

 

في المقابل تعهد العسكريون في النيجر "برد فوري" على "أي عدوان" من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.

 

ويحظى المجلس العسكري بدعم مالي وبوركينا فاسو، الدولتين المجاورتين للنيجر واللتين يحكمهما عسكريون بعد انقلابين في 2020 و2022.

 

وقال البلدان اللذان تم تعليق عضويتهما في هيئات "إيكواس"، إن أي تدخل مسلح في النيجر سيعتبرانه "إعلان حرب" عليهما أيضاً، وسيؤدي إلى انسحابهما من المجموعة الاقتصادية.

 

أما تشاد المجاورة التي تعد قوة عسكرية مهمة، فأعلنت عدم مشاركتها في أي تدخل عسكري، حيث قال وزير دفاعها داوود يايا إبراهيم "لن نتدخل عسكرياً أبداً، لقد دافعنا دائماً عن الحوار، وتشاد وسيط"، علماً أن إنغامينا ليست عضواً في "إيكواس".

 

وفي بنين المجاورة للنيجر، أكد وزير الخارجية أولشيغون أدجادي بكاري أن الدبلوماسية تظل "الحل المفضل"، لكنه قال إن بلاده ستحذو حذو "إيكواس" إذا قررت التدخل.

 

وعدا عن التوتر بين العسكريين في نيامي ومجموعة "إيكواس"، يزداد التوتر بينهم وبين فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة ودول أخرى.

 

 

مؤيدو السلطة الجديدة ينظمون تظاهرات يومية (أ ف ب)​​​​​​

اكتسبت النيجر دوراً محورياً في العمليات الفرنسية لمحاربة التنظيمات المتطرفة في منطقة الساحل منذ خروجها من مالي بطلب من المجلس العسكري الحاكم في هذا البلد في صيف 2022.

وشكلت النيجر في البداية قاعدة عبور للعمليات في مالي، قبل أن تستقبل القسم الأكبر من القوات الفرنسية في قاعدة جوية في نيامي، وسيكون انسحاب 1500 جندي فرنسي من النيجر بمثابة نكسة جديدة لباريس في حربها ضد المتطرفين.

وبعد فرنسا وألمانيا وهولندا، أعلنت الولايات المتحدة، أمس الجمعة، تعليق بعض برامج المساعدات المخصصة لحكومة النيجر، من دون تفاصيل، بينما أكدت واشنطن أن "المساعدات الإنسانية والغذائية المنقذة للحياة ستستمر".

وفي نيامي، خرجت عدة تظاهرات وتجمعات شارك فيها المئات في الأيام الأخيرة دعماً للسلطات الجديدة، فيما بدت شوارع العاصمة هادئة اليوم، بينما دعا عدد من السكان الذين تحدثت معهم وكالة الصحافة الفرنسية إلى نزع فتيل التصعيد لتجنب ما وصفوه بـ"الكارثة".

وهز استيلاء الجيش على السلطة في النيجر منطقة الساحل الأفريقي، وهو سابع انقلاب تشهده منطقة غرب ووسط أفريقيا خلال ثلاث سنوات، وعلى رغم أنها واحدة من أفقر مناطق العالم فإنها تحظى بأهمية استراتيجية للقوى العالمية.

ونظراً لما في النيجر من ثروات مثل اليورانيوم والنفط ودورها المحوري في الحرب على المسلحين، تحظى البلاد بأهمية كبيرة لدى الولايات المتحدة والصين وأوروبا وروسيا