المجلس العسكري الحاكم في النيجر يعتزم محاكمة الريئس  بازوم بتهم منها "الخيانة العظمى

اثنين, 14/08/2023 - 09:58

أعلن العسكريون الانقلابيون بالنيجر في وقت متأخر من مساء أمس الأحد اعتزامهم محاكمة المجلس العسكري للرئيس محمد بازوم بتهمة "الخيانة العظمى" و"تقويض أمن" البلاد، في تطور بدا معاكساً للأجواء التي أشيعت أخيراً عن استعداد المجلس العسكري لحل الأزمة بالحوار.

وفي بيان تلاه عبر التلفزيون الوطني قال الكولونيل ميجور أمادو عبدالرحمن عضو المجلس العسكري الانقلابي إن "حكومة النيجر جمعت حتى اليوم الأدلة لمحاكمة الرئيس المخلوع وشركائه المحليين والأجانب أمام الهيئات الوطنية والدولية المتخصصة بتهمة الخيانة العظمى وتقويض أمن النيجر الداخلي والخارجي".

ويستند المجلس العسكري في اتهاماته إلى "تبادلات" بازوم مع "رعايا" و"رؤساء دول أجنبية" و"رؤساء منظمات دولية".

تنديد بالعقوبات في النيجر

وندد المجلس العسكري بـ"العقوبات غير القانونية واللاإنسانية والمهينة" التي فرضتها الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس).

وقال الكولونيل ميجور أمادو عبدالرحمن إن شعب النيجر "يتأثر بشدة بالعقوبات غير القانونية واللاإنسانية والمهينة التي تفرضها الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، والتي تصل إلى حد حرمان البلاد حتى من الأدوية والمواد الغذائية والتزود بالكهرباء". وأضاف أنه "يجري اتخاذ كل التدابير العاجلة من أجل التقليل إلى أقصى حد من تأثير العقوبات".

وفي ما يتعلق بالأشخاص القريبين من النظام المخلوع والذين اعتقلوا منذ الانقلاب، قال العسكريون إنهم "يؤكدون مجدداً عزمهم الراسخ احترام التزامات النيجر في مجال حقوق الإنسان".

استعداد للحوار

وكان رجال دين نيجيريون يقومون بوساطة في العاصمة النيجرية نيامي قد أعلنوا في وقت سابق الأحد أن قائد الانقلاب، الجنرال عبدالرحمن تياني أبلغهم استعداده لحل الأزمة عبر الحوار، وهو حل تفضله دول غرب أفريقيا التي لوحت قبل أيام بالخيار العسكري لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة.

وقال رئيس وفد الوساطة الشيخ بالا لاو في بيان إن قائد الانقلابيين أبلغه "أن بابه مفتوح للبحث في مسار الدبلوماسية والسلام من أجل حل الأزمة".

ويقوم الوفد الديني بهذه الوساطة بموافقة رئيس نيجيريا بولا تينوبو الذي يتولى حالياً الرئاسة الدورية للجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس).

ولم يتسن في الحال التحقق من موقف الجنرال تياني كما عبرت عنه الوساطة الدينية النيجيرية. وأتى هذا الموقف بعدما وافقت "إيكواس" على تفعيل "قوة الاحتياط" لديها تمهيداً لنشرها في النيجر لإعادة النظام الدستوري إلى هذا البلد، وهو تهديد أغضب الانقلابيين في النيجر.

ولم تحدد "إيكواس" أي جدول زمني لتدخلها العسكري المحتمل، لكنها ألغت السبت اجتماعاً طارئاً لقادة جيوشها كان مقرراً عقده لبحث قرار تفعيل "قوة الاحتياط".

ولا يزال الرئيس المنقلب عليه محمد بازوم (63 سنة) محتجزاً مع زوجته وابنه منذ 26 يوليو (تموز) الماضي، في مقر إقامته بالقصر الرئاسي، وقد تلقى السبت زيارة من طبيبه. وقال العسكريون الانقلابيون إنهم لم يستولوا على مقر إقامته، وإنه لا يزال حراً في التواصل مع العالم الخارجي و"لديه جميع وسائل الاتصال "قتل ستة جنود نيجريين و10 "إرهابيين"، أمس الأحد، خلال معارك في غرب النيجر، بحسب بيان للقيادة العليا للحرس الوطني تلي عبر التلفزيون. وقتل الجنود الستة وبينهم رئيس بعثتهم وأصيب آخر، بحسب "حصيلة موقتة" أوردتها القيادة العليا. وذكر البيان أن الجنود النيجريين الذين كانوا في خمس مركبات "بدأوا مطاردة" ضد من اشتبهوا في أنهم إرهابيون، عندما تعرضوا لكمين على بعد نحو 20 كيلومتراً من مدينة سانام، غرب البلاد، ونصب الكمين "إرهابيون" كانوا يقودون "عشرات الدراجات النارية" وفق المصدر نفسه.

وأشار البيان إلى أن "10 إرهابيين" قتلوا خلال "عملية تمشيط" نفذتها "تعزيزات جوية وبرية"، لافتاً إلى أن أربع دراجات نارية للمهاجمين "دمرت".

وتقع سانام في تيلابيري في ما يسمى منطقة "الحدود الثلاثة" بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، والتي تشكل مسرحاً لعدد من الهجمات الإرهابية.