اتساع رقعة الاشتباكات في العاصمة الليبية بين قوة الردع واللواء قتال 444

ثلاثاء, 15/08/2023 - 10:09

حادثتا اختطاف أشعلتا الشرارة شملت آمر كتيبة "اللواء 444 قتال" محمود حمزة والمدير التنفيذي للشركة العامة للنقل البحري خالد التواتي

حادثة اختطاف جديدة كانت شرارة لاشتباكات عنيفة اندلعت في العاصمة الليبية طرابلس، بعد أشهر طويلة من توقف النزاعات المسلحة في المدينة، لتسلط الضوء على هذه الظاهرة المتفشية في ليبيا منذ سنوات من دون حل لها، على رغم ما تشكله من خطر كبير على السلم الأهلي في البلاد.

وتزامنت هذه الأحداث مع حادثة إخفاء قسري ثانية كان ضحيتها المدير التنفيذي للشركة العامة للنقل البحري خالد التواتي، الذي اعتقلته قوة عسكرية مجهولة في طرابلس واقتادته إلى مكان غير معلوم، ولم تنل الحادثة حصتها من الاهتمام الشعبي والإعلامي بسبب الانشغال بأحداث العاصمة.

وبحسب المعلومات الواردة صباح اليوم الثلاثاء، فقد تجددت الاشتباكات في مناطق عين زارة وطريق الشوك وخلة الفرجان في العاصمة طرابلس، بين قوة الردع (التابعة للمجلس الرئاسي) واللواء قتال 444 (التابع لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة).

معارك شرسة في العاصمة

الاشتباكات المسلحة الجديدة في طرابلس كانت عنيفة وخطرة لوقوعها بين أكبر قوتين عسكريتين عاصميتين، كتيبة "الردع" و"اللواء 444 قتال"، وسط أحياء سكنية، بعد إقدام مجموعة مسلحة تابعة للأولى على اختطاف آمر الكتيبة الثانية محمود حمزة في مطار معيتيقة مساء أمس الإثنين، مما تسبب بحالة من الذعر بين السكان، وإيقاف حركة الملاحة الجوية في المطار

شرارة الاشتباكات اندلعت بعد انتهاء مهلة قصيرة لساعات منحتها قوات "اللواء 444" لقوة الردع لإطلاق سراح قائدها، وهو ما لم يحدث، لتحرك مدرعاتها وجنودها لفك أسره بالقوة.

الغريب أن الكتيبتين المتصارعتين وسط أحياء مدنية في طرابلس، يتبعان لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، ويشكلان معاً ذراعاً مسلحة لها أسهم في تثبيت سلطتها في العاصمة، عندما حاولت قوات تابعة لحكومة البرلمان في الشرق اقتحام المدينة العام الماضي.

ولم تتضح حتى الآن حصيلة الخسائر البشرية، لكن وسائل إعلام محلية أكدت وقوع قتلى وجرحى من طرفي الاشتباكات.

 

اتساع رقعة الاشتباكات

 

واتسعت رقعة الاشتباكات المسلحة بين الكتيبتين في الساعات الأخيرة من مساء الإثنين مع سماع إطلاق نار ودوي انفجارات قوية في مناطق عين زارة والفرناج والطرق المؤدية إلى صلاح الدين، وكلها مناطق في جنوب طرابلس.

 

كما نشر مدونون على مواقع التواصل مقاطع فيديو تظهر خروج عدد من الدبابات والسيارات المسلحة التابعة لـ"لواء 444 قتال" من معسكر التكبالي بمنطقة صلاح الدين في طرابلس.

 

وشهدت منطقة عين زارة أعنف المعارك وأخطرها على المدنيين، لأنها جرت في مناطق مكتظة بالسكان، ما تسبب بحالة من الخوف والهلع سيطرت على العائلات في المنطقة، بخاصة بعد وقوع إطلاق نار بالقرب من أكبر الأسواق العامة فيها.

 

وقالت مصادر إعلامية ومحلية إن عائلات في المنطقة وجهت نداءات استغاثة لإخراجها بعد سقوط مقذوفين قرب هذه السوق بمنطقة عين زارة، مع اندلاع اشتباكات قوية بالقرب من عمارات سكنية، وطالبت هذه العائلات العالقة بهدنة موقتة للخروج من منازلها بأمان.