نوعية الأدوية المستعملة في موريتانيا مغشوشة .

أربعاء, 13/09/2023 - 12:32

قبل أشهر تعرض إبنكم الحسن لوعكة صحية ، توجهنا على اثرها إلى مصحة ميديابول الجديدة لما أعرفه في القائمين عليها من جدية في العمل ، كان الاستقبال و التعامل الأول كما توقعته تماماً قمة في المهنية .

بعد إجراء الفحوصات الأولية ، تم استدعاء البروفسور يعقوب ولد محمد الصغير لمعاينة المريض .

الفحوصات لم تنبئ عن شيء ، مع أن الدلائل على أن هناك مرض ما واضحة ...

بعد قيام البروفسير يعقوب بعملية معروفة لدى الأطباء ، و هي عملية "التمراس" خلص إلى ضرورة اجراء عملية استئصال الزائدة الدودية للصغير ...

رفضت والدته الفكرة ، لعدم ثقتها في أطباء البلد و نوعية التشخيص ، و لأن الولد يتوفر على تأمين صحي خارجي ..

أعجبني أن البروفسير يعقوب تحدث إليها بهدوء و دون أن يغضب منها ، عن أن حالة الطفل لم تعد تحتمل السفر و أنه يجب أن يجري له العملية ..

شخصياً سلمت الأمر لله ، مع أنني مثل والدة الطفل في عدم الثقة ببعض الأطباء ..

أجريت العملية بحضور البروفسير يعقوب و جراح مساعد له يدعى صدام ، دون أن انسى أخصائي الأطفال المتميز الدكتور عباس ، كل ذلك بإشراف مدراء  المصلحة البروفسور عبد اللطيف سيدي عالي ، و البروفسير خالد ولد بيه ...

بعد انتهاء العملية تأكد الأطباء أن المشكل كان بالفعل في الزائدة الدودية مع عدم ظهور ذلك خلال الفحوصات و تأكد أن "تمراس" البروفسير يعقوب أكثر نجاعة و دقة من الفحوصات ...

بعد أيام خرج الولد من المصحة إلى فترة نقاهة سينتاول خلالها مجموعة من الأدوية من ضمنها مضاد حيوي ( لا يباع للصيدليات الا من طرف CAMEC ) ...

لاحظنا ان حالة الطفل لا تتحسن رغم استعماله للأدوية بانتظام و بانضباط ...

بعد أيام قررنا الذهاب إلى مدينة لاس بالماس حيث يملك تأميناً صحياً ، و مباشرة بعد وصولنا فجراً توجهنا الي المستشفى هناك ، و كانت حمى الولد تبلغ 40 درجة ...

مباشرة بعد دخولنا المستشفى بدأوا بإجراء الفحوصات ، و اعطوه أدوية أدت الى انخفاض الحمى فوراً و بشكل خارق ، بل انه لم تعاوده الحمى بعد ذلك ...

استمرت الفحوصات ليوم كامل و طلب الطبيب المعالج في "مرحلة ما" الأدوية التي كان يستعملها ...

لاحظنا ان صحة الولد تتحسن بشكل سريع لله الحمد ، فبعد ساعات من وصوله للمصحة أصبحت حرارته طبيعية ، و لم يعد يشكو من أي شئ لله الحمد ، و حتى أنه طلب ان يأكل و هو ما كان يرفضه تماما في نواكشوط ...

في حدود الساعة الثانية ظهرا وصل الطبيب المعالج و معه طبيب جراح و أخصائي مختبر أثنى الطبيب الجراح على طريقة تنفيذ العملية الجراحية و قال انه لا يمكن من وجهة نظره أن يجرى أحسن منها في اي مكان من العالم، أتفق هؤلاء ان المشكلة تكمن في نوعية الأدوية التي كان يستعملها الولد ، أبلغت هذه النتائج أولا الي أصحاب المصحة الذين قالوا ان من طلباتهم الأساسية أن يسمح لهم بإستراد الأدوية على الاقل التي يستعملونها داخل المصحات لكن وزارة الصحة لا تسمح بذلك، اتصلت على المسؤلين السامين في وزارة الصحة لآبلغهم بالموضوع و وعدو بالتحقيق في قضية الأدوية.

الخلاصة التي خرجت بها من هذه القضية ان لدينا أطباء مهرة يعملون في ظروف قاسية احيانا و لديهم موهبة رائعة في التشخيص الجيد لكن مشكلتنا في الأدوية حتى التي يتم شرائها عن طريق المركزية لبيع الأدوية و يجب علينا إتخاذ اجراءات حاسمة و شجاعة للسيطرة على هذا الموضوع