رئيس بلدية درنة: عدد قتلى كارثة السيول يمكن أن يصل إلى 20 ألفا استنادا للأحياء المدمرة

خميس, 14/09/2023 - 11:22

يواصل سكان مدينة درنة الليبية المدمرة البحث عن ذويهم المفقودين بالتعاون مع رجال الإنقاذ بعد كارثة السيول التي أودت بحياة الآلاف. فيما توقع رئيس بلدية المدينة أن يصل عدد القتلى في المدينة المنكوبة جراء الفيضانات الكارثية إلى ما بين 18 و20 ألفا بالنظر إلى عدد الأحياء المدمرة.

صرح رئيس بلدية درنة عبد المنعم الغيثي لقناة العربية الأربعاء أن عدد القتلى في المدينة المنكوبة بالفيضانات الكارثية قد يصل إلى ما بين 18 و20 ألفا استنادا إلى عدد المناطق المدمرة.

ويواصل سكان المدينة المدمرة بحثهم المستمر عن ذويهم المفقودين فيما دعا رجال الإنقاذ إلى توفير المزيد من أكياس الجثث بعد أن أودت سيول كارثية بحياة آلاف الأشخاص وجرفت كثيرين إلى البحر.

وطمست السيول الناجمة عن العاصفة دانيال مساحات شاسعة من المدينة المطلة على البحر المتوسط واجتاحت مساء الأحد مجرى نهر عادة ما يكون جافا، مما أدى إلى انهيار سدود ومبان متعددة الطوابق كانت بداخلها عائلات نائمة.

وأعلنت المفوضية الأوروبية إرسال مساعدة من ألمانيا ورومانيا وفنلندا إلى المدينة الواقعة على سواحل شرق ليبيا.

وصرف الاتحاد الأوروبي أيضا مبلغا أوليا بقيمة 500 ألف يورو فيما أعلنت بريطانيا مساعدة أولية بقيمة 1,16 مليون يورو لتلبية الحاجات الأكثر إلحاحا لليبيين.

وتستمر حصيلة القتلى في الارتفاع فيما لا تزال جثث ملفوفة بأغطية ممددة في الشوارع، في حين تُكدس جثث أخرى في شاحنات صغيرة لنقلها إلى المدافن.

ويبحث السائق أسامة الحصادي (52 عاما) عن زوجته وأطفاله الخمسة منذ وقوع الكارثة. وقال لرويترز وهو يبكي ورأسه بين يديه "ذهبت سيرا على الأقدام للبحث عنهم... ذهبت إلى كل المستشفيات والمدارس لكن لم يحالفني الحظ".

فيضانات ليبيا: ما هو إعصار "دانيال" الجارف ولماذا زرع الموت والدمار بمدينة درنة؟

واتصل الحصادي، الذي كان يعمل ليلة هبوب العاصفة، برقم هاتف زوجته مرة أخرى وكان مغلقا. وأضاف "راح ما لا يقل عن 50 فردا من عائلة والدي ما بين مفقود وميت".

وتناثرت ملابس ولعب أطفال وأثاث وأحذية وممتلكات أخرى على الشاطئ بسبب السيول. وغطى الطين الشوارع التي تناثرت عليها أشجار اقتلعت من جذورها ومئات السيارات المحطمة، التي انقلب كثير منها على جوانبه أو على السقف.

وانحشرت سيارة في شرفة الطابق الثاني لمبنى مدمر. وقال المهندس محمد محسن بوجميلة (41 عاما) "نجوت مع زوجتي لكني فقدت شقيقتي... شقيقتي تعيش في وسط المدينة حيث حدث معظم الدمار. عثرنا على جثتي زوجها وابنها وقمنا بدفنهما".

ويظهر حجم الدمار واضحا من المناطق المرتفعة فوق درنة حيث أصبح وسط المدينة المكتظ بالسكان والمبني على طول مجرى نهر موسمي على شكل هلال واسع ومسطح تغمره مياه موحلة تتلألأ تحت أشعة الشمس بعد جرف مباني.

 

 

فيضانات ليبيا: أشخاص عالقون يستغيثون لإنقاذهم والسدود كانت في وضع ينذر بكارثة

 

وتباينت أعداد القتلى التي أعلنها المسؤولون حتى الآن، لكن كلها تحدثت عن الآلاف.

 

وقال وزير الطيران المدني في حكومة شرق ليبيا هشام أبو شكيوات لرويترز عبر الهاتف "البحر يلقي عشرات الجثث باستمرار". وأضاف "لقد أحصينا حتى الآن أكثر من 5300 قتيل، ومن المرجح أن يرتفع العدد بشكل كبير، وربما يتضاعف لأن عدد المفقودين يصل أيضا إلى الآلاف".

 

وتابع قائلا "عشرات الآلاف من الأشخاص أصبحوا بلا مأوى، نحتاج إلى مساعدات دولية، ليبيا ليس لديها الخبرة اللازمة للتعامل مع مثل هذه الكوارث".

 

وتواجه عمليات الإنقاذ تعقيدات بسبب الانقسام السياسي في ليبيا التي يبلغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة ولا يوجد بها حكومة مركزية وتندلع فيها الحرب من وقت لآخر منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بمعمر القذافي في عام 2011.

 

فرانس24/ رويترز/ أ ف ب