هذه أسباب انتصار المقاومة في غزة على الجيش الإسرائيلي؟ وهذا سر الخسائر الهائلة في الجنود والآليات الإسرائيلية؟ وكيف أصبحت غزة “مقبرة” يصعب الخروج منها؟..

ثلاثاء, 19/12/2023 - 13:59

”رأي اليوم”الاعلامي"  ما تفسير نشر صور تدمير “فخر الصناعة الإسرائيلية؟.. أسرار ومعلومات لحرب غزة التي قلبت الطاولة وأرعبت الاحتلال.. رغم الدراسة المُعمقة جدًا  توالتي استمرت لسنوات طويلة عبر كل الوسائل والتقنيات التكنلوجية الحديثة لواقع قطاع غزة بكل طرقه وشوارعه وأزقته الضيقة ومبانيه وأحيائه وكل شي ثابت ومتحرك بداخله، إلا أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يتكبد الخسائر الكبيرة في الآليات والجنود والضباط، نتيجة المعارك الضارية التي يخوضها مع المقاومة الفلسطينية منذ اليوم الأول التي قرر فيها اجتياح غزًة برًا.

ما يجري على ساحة المعركة في قطاع غزة، أمر في غاية التعقيد وأصاب قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي في صدمة، بعد أن تحول القطاع فعليًا لـ”مقبرة لجنود الاحتلال وآلياته”، كما وعدت وصرحت المقاومة، فجميع الصور والفيديوهات التي تنشرها المقاومة تؤكد أن الاحتلال دخل متاهة كبيرة لا يعرف كيف يخرج منها.

اللقطات التي تم نشرها بالأمس وتظهر كيفية “الاصطياد السهل” للجنود الإسرائيليين وآلياتهم التي كانت معظمها هدفًا وأسفل إشارة “المثل الأحمر المقلوب”، تؤكد فعليًا أن جيش الاحتلال قد دخل المصيدة الكبيرة، وفق ما صرحت به الكثير من وسائل الإعلام العبرية والمحللين الإسرائيليين ويرى محللون وخبراء إسرائيليون، أن المعركة البرية في قطاع غزة باتت صعبة للغاية ومعقدة ولن تخرج بالنتائج التي يتمناها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، رغم كثافة القصف الإسرائيلي المدفعي والمروحي للقطاع الذي سوى وأباد مناطق بأكملها تمهيدًا لاجتياح الدبابات والجرافات والجنود.

ومنذ بدء إسرائيل توغلها البري في قطاع غزة 27 أكتوبر الماضي، تعلن المقاومة الفلسطينية عن إصابة وتدمير عشرات الآليات الإسرائيلية في فترات قصيرة.

وأعلنت عن استهدافها 896 آليات بيت ناقلات جند ودبابة وجرافة عسكرية لجيش الاحتلال منذ بدء توغله في قطاع غزة، وجاء توزيع الاستهدافات كالتالي: 704 آلية استهدفتها كتائب القسام، و179 آلية استهدفتها سرايا القدس، و9 آليات استهدفتها كتائب المجاهدين، وآليتان استهدفتها ألوية الناصر صلاح، وآليتان استهدفتها كتائب أبو علي مصطفى.

ومن أحدث هذه الإعلانات، مقاطع فيديو نشرتها كتائب “القسام”، الذراع المسلح لحماس، الإثنين، على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر استهدافها لآليات وعسكريين إسرائيليين، وسحب آليات معطوبة في شوارع مدينة غزة، ومنها دبابة “ميركافا” فخر الصناعة العسكرية الإسرائيلية.

ويوم الجمعة 15 ديسمبر الجاري، أعلن المتحدث باسم كتائب “القسام”، أن عناصر الحركة استهدفوا 100 آلية إسرائيلية في الأيام الخمسة الأخيرة، وفي الجمعة 8 ديسمبر تحدث عن تدمير 135 آلية كليا أو جزئيا خلال 72 ساعة بجميع محاور القتال في قطاع غزة.

ارتفعت حصيلة قتلى جنود الجيش الإسرائيلي بإعلانه، الثلاثاء، مقتل ضابط وجندي خلال المعارك الاشتباكات في غزة، إلى أكثر من 130 جنديا وضابطًا منذ التوغل البري في 27 أكتوبر، وإلى 463 جنديا منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر.

ومنذ 27 أكتوبر الماضي يشن الجيش الإسرائيلي عملية توغل بري بقطاع غزة، بدأت بمنطقة الشمال قبل أن تتوسع إلى وسط وجنوب القطاع، وسط مقاومة شرسة من حركة “حماس” والفصائل الفلسطينية، واعتراف مسؤولين إسرائيليين، بأن جيشهم يدفع “ثمنا باهظا” في غزة.

 

 

فخ المقاومة

وأسفرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر عن استشهاد أكثر من 19 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 52 ألفا آخرين، فيما قُتل في الجانب الإسرائيلي في بداية الحرب 1200 شخص وأصيب أكثر من 5 آلاف، بجانب توالي سقوط جنود قتلى خلال المعارك الجارية في غزة.

“قتلوا دبابتهم قبل أن تصطادها حماس”.. بهذه العبارة يلخص خبير عسكري كيف أصبحت الدبابات الإسرائيلية “صيدا سهلا” أمام الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

يُرجع الخبير العسكري اللواء ماجد القيسي، مدير برنامج الأمن والدفاع بمركز صٌنع السياسات الدولية، ما وصفه بـ”نزيف الدبابات” إلى الأجواء والبيئة البرية غير المناسبة في غزة لمعارك الدبابات، والتي لم يعتد الجيش الإسرائيلي القتال فيها خلال حروبه السابقة.

ويضيف موضحا “المدرعات تحتاج مساحة للمناورة، وساحة رمي، وإلى رصد؛ لأنها مهيئة لإحداث فعل الصدمة، لكن عندما تكون في مناطق مبنية وشوارع وأزقة ذات مبان إسمنتية وارتفاعات عالية ستفقد خاصيتي الرصد والرمي، وتكون هدفا سهلا للخصم، ويمكن اصطياد هذه الدبابات بمفرزة تتكون من 3 أشخاص فقط”.

وتابع الخبير العسكري اللواء ماجد القيسي، يمكن استخدام هذه المدرعات في حصار المدن، وليس داخل المدن؛ لأن استخدامها يحتاج لحماية؛ وبالتالي هم قتلوا دباباتهم قبل أن تقوم حماس باصطيادها، مضيفًا “الإفراط الزائد في استخدام القوات المدرعة والآلية في المناطق المبنية ساعد أيضا في إفقاد القوات المدرعة خاصية الصدمة”.

ويشير إلى أن النقطة المهمة كذلك، أن الجيش الإسرائيلي لا يمتلك خبرة القتال في المناطق المدنية والحضرية ذات الكثافة السكانية العالية، والفيديوهات التي نشرتها حماس تظهر هذا.

وأضاف “القتال في المناطق المبنية يمتاز بعدم وجود حدود لخطوط التماس، لأن كلا طرفي الصراع والحرب كلاهما متداخل مع الآخر وبمسافات قريبة جدا، ولا يمكن التكهن بأين يوجد المقاتلون الفلسطينيون”.

ويلفت في ختام حديثه، إلى أن المقاتلين الفلسطينيين يعرفون بيئتهم جيدا في غزة، كما يستخدمون تكتيكات متنوعة غير مألوفة بالنسبة للجيش الإسرائيلي، مثل استخدام الطائرات المسيرة، والرمانات اليدوية، والعبوات الناسفة، وأسلحة غير ثقيلة تمكنهم من خفة الحركة، بجانب الخروج من الأنفاق؛ ما يزيد من صعوبة التكهن بأماكنهم.

وهنا التساؤلات المطروحة.. كيف سيخرج جيش الاحتلال من فخ غزة؟ وماذا بعد تدمير “فخر الصناعة العسكرية الإسرائيلية”؟ وماذا تملك المقاومة من أوراق قوة وضغط جديدة؟