ماقيمة الوظيفة اذا كنا سنتخلى عن مسؤوليتنا كبشر كرمنا الله بهذا العقل وهذا التميز/ محمد يسلم السالم

سبت, 06/01/2024 - 12:38

خصني يوم أمس صديق قديم لي: من( أهل سر الحرف ) العارفين بما يدور فى الزوايا المظلمة لدولتنا العزيزة    بنصيحة قال إنها لوجه الله ووفاء لتلك العلاقة التى ربطتني به  ..

.قال : اذا كنت فعلا تريد العمل والوظيفة فى هذا البلد فإن عليك أن تغمض عينيك عن كلما يجري و(تزوي زي ) طيور هذه الغابة التى لا يرحم فيها القوي غير القوي  ولايجد فيها الضعيف من يرحمه .... عليك أن تنافق و تتملق لاهل الحظوة من أصحاب النياشين والالقاب ..  وتسير جنب الحائط لان هذه هي الطريقة الوحيدة  التى تجعل ساكني الغابة ينظرون إليك بغير ريبة ولا خوف....

اعرف بيقين أن ما قاله صحيح ...واعرف زيادة على ذلك أنه لم يرد بنصيحته هذه غير مايرى أنه مصلحتي الشخصية....

لكن ماقيمة العمل وماقيمة الوظيفة اذا كنا سنتخلى عن مسؤوليتنا كبشر كرمنا الله بهذا العقل وهذا التميز ونتردى نحو قاع سحيق مليء بالاوساخ والرذيلة لكي نعيش فيه كالبهائم...بلا كرامة ولاشهامة.... ولاعزة نفس ...

اعرف انه سيقول حينما يقرأ هذا الكلام أنه لا أمل في ولايرجى لي شفاء مما انا فيه ......

لقد حزمت حقاءبي قبل نيف وعشرين سنة من الآن وكنت حينها شابا تخرجت من الجامعة للتو حينما رأيت أن طريق الوظيفة فى بلدي يمر فقط بالسير فى هذه الممرات الوسخة وقضيت نصف عمري تتقاذفنى المنافي حرصا على كرامتي  وشرف وعزة الذين اخلد ذكرهم والذين سيخلدون ذكري....فهل يعقل أن اسلك نفس الطريق الان  بعد هذا الشيب وهذا العمر ....؟

لقد احسن ذلك الشاعر الجاهلي حين قال وفى الأرض مناى للكريم عن الأذى....وفيها لمن خاف الأذى متحول...

محمد يسلم ولد السالم