دول عربية تشارك  إسرائيل في رحلة البحث عن السنوار

خميس, 22/02/2024 - 09:30

في مفاجأة من العيار الثقيل، ولأول مرة منذ بدء الحرب الإسرائيلية “الدامية” على قطاع غزة، بدأ الإعلام العبري يفتح بعض الدفاتر المُغلقة، ويكشف تفاصيل العلاقات “القوية والراسخة” بين إسرائيل وبعض الدول العربية، التي ستتجاوز التوقعات.

الإعلام العبري نشر بعض المعلومات الصادمة عن هذا التعاون، حين كشفت إحدى قنواته الرسمية عن مشاركة دول عربية في نقل معلومات عن صحة وحالة رئيس حركة “حماس” في قطاع غزة، يحيى السنوار، والمشاركة في عمليات البحث عنه، بعد أن كلف إسرائيل غاليًا ووضع “اغتياله” كهدف رئيسي للحرب الدائرة على غزة.

هذه المعلومات لم تبقى مخفية حين فجرت تفاصيلها قناة N12 الإسرائيلية، فكشفت نقلا عن مصدر في إحدى الدول العربية أن يحيى السنوار، يعاني من حالة معقدة من الالتهاب الرئوي، وأن حالته الصحية تتدهور”.

وقال المصدر في الدولة المعنية إنه سمع التقرير من مسؤولين كبار في “حماس”.

ووفقا لتقرير “N12، كانت الدولة على اتصال مع الحركة، وطلبت من “حماس” التقدم نحو وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن “حماس ردت لاحقا بأن وضعها خطير، وأنها تفتقر إلى الذخيرة، وأن هياكلها العسكرية تتدهور”، على حد زعمها.

وقبل أيام، أفادت تقارير بأن قيادة “حماس” في قطر وغزة لم تكن متأكدة من مكان وجود السنوار، وأن الأخير ربما يكون قد فر من قطاع غزة إلى مصر عبر الأنفاق تحت الأرض.

وفي وقت لاحق، قالت قناة “كان نيوز” إن السنوار استأنف الاتصالات مع قيادة “حماس” في الخارج، وكل تلك المعلومات تم نقلها لإسرائيل عبر الدول العربية “الصديقة”.

وتأتي التكهنات حول مصير السنوار وسط تصريح وزير الدفاع يوآف غالانت بأن حركة “حماس” تبحث عن بديل للسنوار.

والأسبوع الماضي، نشر الجيش الإسرائيلي لقطات من داخل أحد الأنفاق قيل إن السنوار كان يختبئ فيه مع عائلته مؤخرا.

ولم يقدم الجيش الإسرائيلي معلومات تؤكد ادعاءه بأن السنوار قضى بعض الوقت في مجمع الأنفاق.

وردت حركة “حماس” على تصريحات غالانت، بانها “كلام فارغ وحرب نفسية مكشوفة”.

وفي تصريح صحفي وزعته الحركة، أفاد المصدر (الذي لم يذكر اسمه)، بأن “محاولات الاحتلال فبركة معلومات حول قيادة الحركة والمجاهد (يحيى) السنوار، سخيفة وهدفها رفع معنويات جيشهم وكيانهم المنهارة”.

وشدد المصدر على أن فشل الاحتلال في الوصول إلى قادة المقاومة يدفعه لادعاء إنجازات وهمية.

ويرى مراقبون، أن مشاركة الدول العربية -مهما كان صفتها أو دورها- لأي معلومات الخاصة حول السنوار وحالته الصحية وكذلك قدرات كتائب القسام القتالية في ظل الحرب الطاحنة على قطاع غزة، وفق ما ذكره الإعلام العبري، يعد “فضيحة من العيار الثقيل”، وتكشف وجه تلك العلاقات السرية والتي قد تكون أي معلومة ولو بسيطة تقلب موازين الحرب بأكملها وتسبب في مجازر جديدة، كون إسرائيل تبحث منذ الـ139 يومًا الماضية عن أي طرف خيط يقود للسنوار أو قيادة القسام البارزين.

وحتى اليوم، فشل الجيش الإسرائيلي في الوصول إلى قائد حماس في غزة، الذي يعتبره المسؤول الأول عن هجوم عملية “طوفان الأقصى” الذي شنته “حماس” على مستوطنات وقواعد عسكرية بمحاذاة قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن مرارا 3 أهداف للحرب التي أطلقها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهي إسقاط حكم حماس في القطاع والقضاء على قدراتها العسكرية، وإعادة الأسرى الإسرائيليين، والتأكد من وجود إدارة في غزة لا تشكل تهديدا لإسرائيل.

ورغم مرور أزيد من 4 أشهر على اندلاع الحرب على القطاع المحاصر، فإن إسرائيل لم تعلن عن تحقيق أي من هذه الأهداف.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، مما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.

من جانبه، يقول محلل الميادين للشؤون الفلسطينية والإقليمية ناصر اللحام، إنّ اسم السنوار “حُفر في ذهن الإسرائيليين بأنّه هو الذي غلب وقهر إٍسرائيل ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.

وأوضح اللحام أنّ “الشاباك والموساد والاستخبارات العسكرية أخطأوا بقراءة هذا الرجل، حين ظنوا بأنّه يمكن شرائه بالمال واللعب عليه لإبقائه حارساً على جدار غزة، فكانت المفارقة الكبرى بأنّ هذه التقدريات كانت خاطئة مع بدء طوفان الأقصى”.

ولذلك، فإنّ “جزء كبير من الحملة ضد السنوار يرتبط بنقاط عدة، أولاً الانتقام منه شخصياً، وثانياً استعادة الهيبة لنتيناهو، وثالثاً الانتقام لأجهزة الأمن والجيش، لأّنه تمكن من خداعهم والانتصار عليهم، أمّا رابعاً، فلتحقيق نصر وهمي أمام الإسرائيليين”، وفق اللحام.

ويبقى التساؤل المطروح..

لماذا تُقدم دول عربية معلومات عن السنوار لإسرائيل؟ ولمصلحة من هذه الخطوة؟ وهل تعلم “حماس” بذلك؟