قصة غريبة من السعودية أربعة أشقاء يتزوجون امرأة واحدة

خميس, 13/09/2018 - 15:44
صورة تخدم النص

في الوقت الذي تعاني الفتيات السعوديات في مقتبل العمر من العنوسة في صعوبة الحصول على عريس وأيضاً في الوقت الذي تعاني فيه المرأة السعودية المطلقة أو الأرملة من ندرة في الرجال الراغبين في الزواج منها مما يجعلهن يضطررن بعد أن يتقدم بهن قطار العمر إلى التعلق بآخر عرباته والقبول بأي عرض زواج يقدم لهن والذي غالباً لا يتجاوز زواج المسيار، في هذه الأوقات كلها تعتبر قصة فردوس مع الزواج حالة استثنائية، حيث إنها ما ان تنتهي من حياة زوجية إما لوفاة زوجها أو لطلاقها منه حتى ترتبط بزوج آخر، وليس هذا فقط ما يجعل قصة فردوس مع الزواج حالة استثنائية بل إن ما جعلها استثناء هو أن جميع علاقات الزواج التي مرت بها كانت مع أشقاء!

«هذا هو نصيبي في الزواج» بهذه العبارة بادرتنا فردوس معلقة على زواجها من أشقاء حيث تقول: إن كل امرأة تتمنى في مرحلة شبابها أن ترتبط برجل واحد تحبه ويحبها ولكن هذا الأمر لا يتحقق دائماً فقد يضطر بعض النساء إلى الارتباط برجل ثان وثالث ويكون هذا إما لوقوع الطلاق أو وفاة الزوج وأنا في هذا الأمر مثل باقي النساء فقد كنت في مرحلة شبابي أتمنى أن يكون لي زوج واحد أحبه ويحبني ولكن حلمي هذا لم يتحقق فتزوجت مرة ثانية وثالثة وحالياً أنا أستعد للزواج للمرة الرابعة.

 إنك تبسطين الأمر وكأنه زواج اعتيادي بينما هو زواج من ثلاثة أشقاء؟

ـ أنا لا أحاول تبسيط الأمر واعلم انه غريب إلى حد ما ولكن ماذا افعل فهؤلاء الأشقاء الثلاثة هم من يرغبون الزواج مني وأنا أوافق على طلبهم.

زواج ووفاة

وكيف بدأت قصتك في الزواج مع الأشقاء الثلاثة؟

ـ بدأت قصتي معهم مع زوجي الأول الذي كان الثاني في ترتيبه بين أشقائه في العمر وكان اسمه أحمد وكان زواجاً اعتيادياً بدأ بخطوبة ثم عقد قران وبعد ذلك أقيمت حفلة الزواج وانتقلت إلى منزل زوجي الذي كان في الأساس هو منزل والده المتوفى وقد عشت في ذلك المنزل مع زوجي وأشقائه وشقيقاته ووالدتهم، واستمررت مع زوجي احمد لمدة ثلاث سنوات وكان عمري عندما تزوجته تسع عشرة سنة وخلال هذه المدة رزقت بطفل من احمد وبعد أشهر بسيطة من ولادتي توفي احمد في حادث مروري عندما كان متوجهاً إلى عمله في الصباح.

زواج وطلاق

وبعد وفاة احمد رجعت إلى منزل أهلي بصحبتي ابني وكان عمره في تلك الفترة تقريباً سنة واحدة، وبعد انقضاء العدة فوجئت بوالدة زوجي احمد تزورنا في المنزل وتعرض علي وعلى والدتي رغبة شقيق أحمد الذي كان يسبقه في العمر في الزواج مني واسمه علي وهو بالمناسبة لم يكن قد تزوج بعد بالرغم من انه كان اكبر من احمد.

 وماذا كان ردك على هذا الطلب؟

ـ لا أخفيكم أنني في البداية استصعبت الأمر وكدت ارفض هذا الطلب ولكن بعد إلحاح والدته وتلميحها لي بأنها تود بأن يعيش حفيدها ابن احمد معها في نفس البيت قبلت طلبها ووافقت على الزواج لكنني اشترطت عليها أن أعامل في المهر والشبكة معاملة الزوجة البكر وليس كما تعامل الأرملة، وقد وافق والدي وإخواني ووالدتي على هذا الزواج، وتزوجت من علي وعدت إلى منزل أهل زوجي ولكنني في هذه المرة عدت على أنني زوجة علي وقد بقيت مع علي زوجة له لمدة أربع سنوات انتهت بالطلاق.

 ولماذا تطلقت منه؟

ـ كان الطلاق منه إجبارياً فقد كنت أريد المزيد من الأبناء وأيضاً والدة علي كانت تريد المزيد من الأحفاد وهذا الأمر لم يكن ليتحقق وأنا زوجة لعلي لأنه كان عقيماً ولا يستطيع أن ينجب وقد حاول طيلة السنوات الأربع أن يعالج من هذا العقم ولكنه لم يفلح فانتهى الأمر بيننا بالطلاق وقد كان لوالدته الدور الأكبر في إقناع علي بتطليقي بعد أن كان رافضاً وأيضاً أنا كنت أريد الطلاق منه بعد أن يئست من شفائه من العقم فأنا أحب الأطفال وأريد المزيد منهم كما قلت لكم.

زواج وغيرة

 وبعد طلاقك هل تزوجت مباشرة بالشقيق الثالث؟

ـ لا، بعد طلاقي من علي بقيت لمدة سنة من دون زوج وخلال هذه السنة تقدم لي رجلان من أقربائنا يودان الزواج بي ولكنني رفضت الزواج بهما مع أن احدهما كان شاباً انفصل حديثاً عن زوجته، وبعد انقضاء هذه السنة تلقيت اتصالاً من شقيقة زوجيّ السابقين تطمئن فيه علي وعلى ابني وتسألني إذا ما كنت مخطوبة أم لا؟ فأخبرتها بأنني لست مخطوبة لأحد وانه تقدم لي رجلان ولكنني رفضتهما وانتهت المكالمة عند هذا الحد وبعد مرور أيام بسيطة زارتنا والدة زوجيّ السابقين برفقة شقيقتهما التي حدثتني عبر الهاتف وخلال هذه الزيارة طلبتا يدي للزواج بابنهم الثالث سعيد وكان يكبرني بثلاث سنوات.

 هل اختلف الأمر مع هذا الشقيق الثالث بمعنى هل كان متزوجاً قبل الزواج بك؟

ـ لا، لم يكن قد سبق له الزواج ولو كان كذلك لما قبلت الزواج به، وقد كنت أنا أول زوجة له وبالمناسبة فقد كان هو أفضل أشقائه من ناحية الدخل المادي إضافة إلى انه كان حاصلاً على الشهادة الجامعية بينما كان احمد وعلي يحملان الشهادة الثانوية، وأيضاً كان سعيد يعمل بوظيفة مرموقة بعكس شقيقيه.

 هل نستنتج من حديثك انك وافقت مباشرة على الزواج من سعيد؟

ـ في هذه المرة نعم وافقت مباشرة ولم أتردد ولكنني وضعت شرطاً لإتمام الزواج وهو أن يقوم سعيد بفتح منزل لي وان أستقل بحياتي عن أهله فلم يقبل سعيد بهذا الشرط وكان رفضه قاطعاً فتنازلت عن شرطي هذا.

 ولماذا اشترطت منزلاً خاصاً هذه المرة مع انك لم تشترطيه في المرتين السابقتين؟

ـ لم يكن شرطي هو بسبب أنني كنت كارهة لأهل زوجي أو أنني لم أكن أود أن أعيش معهم ولكنه كان بسبب صعوبة أن أعيش مع طليقي علي في نفس المنزل خاصة ان زواجنا انتهى بالطلاق، وهذا الأمر الذي كنت أخشاه وأجده صعباً كان هو السبب في انفصالي وطلاقي من سعيد.

ماذا تعنين، هل لك أن توضحي أكثر؟

ـ بعد زواجي من سعيد وعودتي إلى نفس المنزل الذي عشت فيه مسبقاً مع احمد ـ رحمة الله عليه ـ وأيضاً مع علي طليقي، استمررت مع سعيد لمدة سنة واحدة فقط وبعد ذلك وقع الطلاق بيني وبينه وكان من أسباب هذا الطلاق أن سعيد بعد زواجي منه تغير حاله وأصبح عصبي المزاج ويغضب إذا سمعني أتحدث إلى شقيقه علي وقد دخل في شجار مع علي حول هذا الأمر مما اضطر شقيقه علي إلى مغادرة المنزل لعدة أيام حتى لا يتطور هذا الشجار، وهذا الذي كنت أخشاه مسبقاً فأنا اعلم جيداً طبيعة الرجل وانه غيور بشكل كبير من دون أي داع وهذا ما حصل لسعيد فقد أصبح يغار علي غيرة مبالغة وعندما تجتمع العائلة كلها وأكون أنا معهم ويكون علي موجوداً بالجلسة ألحظ أن سعيد يتوتر ويرمقني أنا وعلي بنظرات مريبة تحمل الشك ولهذا السبب فقد انفصلت عن سعيد سريعاً مع أنني كنت حاملاً منه، وللعلم فقط فقد كانت والدته وشقيقاته وأشقاؤه جميعهم رافضين طلاقي منه ولكنه أصر على ذلك فوقع الطلاق، وبعد عدة أشهر من الطلاق رزقت بابن وقد أطلق عليه سعيد اسم شقيقه المتوفى احمد الذي كان هو زوجي الأول، وخلال فترة حملي بأحمد حاول سعيد أن يعيدني كزوجة له بعد أن ندم على طلاقه لي ولكنني رفضت طلبه ليقيني أن ما حصل منه سوف يتكرر فأنا عشت معه سنة كاملة تعرفت فيها على صفاته التي يصعب عليه أن يغيرها، وكان من أسوئها الغيرة الشديدة والشك، وعلى أي حال فانه الآن تزوج من امرأة أخرى وأتمنى له السعادة معها.

"سيدتي" تسأل والشرع يجيب:

هل يجوز لامرأة أن تعيش مع زوجها وطليقها تحت سقف واحد؟

الخطيب ظافر

جمال فردوس شجعني على الزواج بها

بعد اتصالات عديدة على الخطيب ظافر لإقناعه بالحديث عن سبب تقدمه لخطوبة فردوس يقول ظافر: ليس هناك سبب محدد فالشرع الإسلامي سمح للرجل بالزواج من أربع، أما إذا كنتم تقصدون سبب اختياري لفردوس بالتحديد فإن هذا يعود لسبب مهم وهو أن فردوس امرأة رائعة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وهي محبوبة بشكل كبير من والدتي وشقيقاتي، ولا أخفيكم بأن والدتي هي التي كان لها الدور الأكبر في تشجيعي على الزواج من فردوس.

لكن ألا تجد في زواجك منها شيئاً من الغرابة؟

ـ نعم أنا اتفق معكم أن زواجي منها به شيء من الغرابة، خاصة أنها أرملة لشقيقي احمد وطليقة لشقيقي علي وسعيد إضافة إلى أنها اكبر مني بالعمر، لكن مع ذلك فان الجمال الأخلاقي الذي تتحلى به فردوس هو ما شجعني على الزواج بها وعدم الالتفات إلى استغراب الناس.

خطوبة

بعد طلاقك هذا هل انقطعت علاقتك مع هذه العائلة التي تزوجت ثلاثة من أبنائها؟

ـ علاقتي معهم انقطعت مؤقتاً وقد تتجدد مرة أخرى بعد أن تقدم لي احد أبناء هذه العائلة واسمه ظافر طالباً يدي للزواج.

وهل ستوافقين على الزواج منه؟

ـ في هذه المرة أنا مترددة جداً، خاصة ان ابنهم الذي تقدم للزواج بي اصغر مني في العمر بثلاث سنوات وقد رفضت طلبهم في بداية الأمر ولكنهم عادوا مرة أخرى وطلبوا يدي مجدداً وبصراحة أنا محتارة الآن واعتقد انني سوف أوافق.

هل ستكونين أول زوجة لظافر إذا تم الزواج؟

ـ لا، الحال هذه المرة يختلف فظافر متزوج منذ أربع سنوات ولديه طفلان من زوجته التي ما زالت على ذمته وهي بالمناسبة امرأة لطيفة وقد أخبرتني والدة ظافر أنهم قد اخذوا موافقتها قبل أن يتقدموا لخطبتي، ولكنني مع ذلك إذا قبلت بالزواج منه فإنني سوف اشترط عليه أن يخصص لي منزلاً مستقلاً عن أهله وعن زوجته الأولى حتى لا أقع في نفس المشكلة التي وقعت بها مع سعيد.

جميلة بنظرهم

< ولكن ألا ترين أن زواجك من ثلاثة أشقاء وخطبتك من الشقيق الرابع مسألة غريبة جداً؟ وهل كان لظروفك المادية دور في قبولك للزواج بهم؟

ـ كما قلت لكم مسبقاً اعلم أن هذا غريب ولكن ماذا افعل لهؤلاء الأشقاء فهم الذين يريدون الزواج مني فقد أكون جميلة بنظر والدتهم وشقيقاتهم وأنا لم ألحظ هذا الأمر (قالتها ضاحكة)، أما ظروفي المادية فلم يكن لها أي دور في زيجاتي السابقة وإذا كنت تقصد أنني أتزوج تحت الحاجة المادية فهذا لم يحصل ولله الحمد فأهلي لم يبخلوا معي عندما كنت أعود إليهم أرملة أو مطلقة، إضافة إلى ذلك فانا موظفة ولدي راتب شهري يكفيني أنا وولديّ.

الأول رومانسي

والرابع وسيم

الأحيان أتعامل معه بمثابة الأب وذلك للفارق السني الكبير الذي كان يفصلني عنه والذي يبلغ ثلاثة عشر عاماً ولكنني اعترف له بالفضل من بعد الله في مساعدتي لإنهاء دراستي الجامعية ومن ثم توظيفي، أما زوجي الثالث سعيد فقد كان غامضاً بعض الشيء ومتحفظاً في مشاعره وغيوراً بشكل كبير ولكنه وبحكم ارتفاع دخله المادي كان أكثر أشقائه صرفاً عليّ مع أنني عندما تزوجته كنت قد التحقت بالوظيفة، أما عن خطيبي الحالي ظافر فما اعرفه عنه هو بسيط جداً ولا يكفي للحكم عليه ولكن الأمر الوحيد الظاهر لي هو انه أكثر أشقائه وسامة.

لقد قارنت بينهم ولكنك لم تقولي من هو الأفضل بينهم بنظرك؟

ـ يبقى احمد هو أفضلهم بنظري، وأتمنى أن يكون ظافر رائعاً ومحباً مثله.

كيف هي علاقتك مع والدة وشقيقات أزواجك السابقين وزوجك المنتظر؟

ـ لقد كانت علاقتي معهم رائعة جداً لدرجة أنني في بعض الأحيان كنت وبحكم عودتي المستمرة لهم لزواجي بأحد أبنائهم اشعر بالانتماء لهم أكثر من شعوري بالانتماء لأهلي، وأنا اعلم أن علاقتي الرائعة معهم وتحديداً مع والدة أزواجي هي التي مهدت لعودتي لهم بعد وفاة احمد وبعد طلاقي من علي وسعيد.

الشقيق الخامس

في حال زواجك من ظافر وانفصالك عنه بعد ذلك اما لوفاته أو لطلاقك هل تنوين العودة مرة أخرى لهذه العائلة كزوجة لأحد أبنائهم؟

ـ إذا تزوجت من ظافر فانا لا أتمنى أن انفصل عنه ولكن إذا وقع الانفصال فإنني أجد أن هناك صعوبة في العودة مرة أخرى كزوجة لأحد أبنائهم نظراً لكون من بقي منهم يصغرونني بسنين عديدة.

دوافع إنسانية

الشيخ سليمان البدر إمام وخطيب جامع عثمان بن عفان يقول عن الحالات التي يقع بها زواج الأشقاء من أرامل أو مطلقات أشقائهم: إن الدين الإسلامي دين يسر وليس دين عسر وهو دائماً ما يدعو إلى التكافل الاجتماعي والتعاضد، ولهذا فان الإسلام لم يحرم أو ينبذ مسألة زواج الرجل من طليقة أو أرملة شقيقه ما لم يكن هناك مانع يمنعه من الزواج منها والتي هي ذات الموانع التي تمنع أي رجل من الزواج من أي امرأة، ولعلي أزيد على هذا أن زواج الرجل من طليقة أو أرملة شقيقه هو غالباً ما يكون لدوافع إنسانية مثل رحمة الزوجة أو لتربية أبناء الشقيق المتوفى، وهذان الدافعان يؤيدهما الإسلام ويشجع عليهما لكونهما يحققان ما يحض عليه الدين الإسلامي وهو التكافل الاجتماعي.

وعندما سألنا الشيخ سليمان عن صحة إقامة المرأة مع زوجها في نفس المنزل الذي يقيم به طليقها، قال: من الناحية النصية في القرآن الكريم والحديث الشريف ليس هناك ما يمنع، ولكن عندما نفتح باب الاجتهاد في هذا الأمر فإنني أميل إلى عدم صحة هذا التصرف وان كنت لا احرمه، والسبب في ذلك بنظري هو أن التعايش مع الزوج السابق في نفس المنزل قد يسهم في التذكير بأسباب الخلاف الذي وقع من اجله الطلاق وبالتالي تقع الخلافات مجدداً، إضافة إلى ذلك فإن رؤية الرجل لزوجته السابقة ورؤيتها له بشكل مستمر قد يضعفهما في مواقف معينة ويجعلهما يرتكبان أمراً فيه معصية الله.

المصدر: دنيا الوطن