قامت الولايات الامريكية اأمس بفرض عقوبات على الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد تعكر أجواء الحوار بين واشنطن وطهران.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو فرض عقوبات جديدة على إيران، مؤكدا أن بلاده ستواصل حملة الضغوط القصوى على إيران.
وقال بومبيو، في إفادة للصحافيين بمقر الخارجية الأميركية، إن العقوبات الجديدة تستهدف شركات وشبكات تساعد على نقل وتهريب السلاح الإيراني، متعهدا بمعاقبة الشركات والدول التي ستتعاون مع إيران.
ودخلت العقوبات حيّز التنفيذ فورا ومنها شركة طيران «ماهان»، وشركة أخرى لديها مقر في الصين متهمة بنقل أجزاء صواريخ إيرانية.
وطالب وزير الخارجية الأميركي كل الدول بممارسة الضغط على إيران، وأضاف: «نريد ضمان أن تمارس كل الدول الضغط على إيران، بما فيها الصين».
وجاءت تصريحات بومبيو بعد ساعات من تحذير وزارة الخارجية الإيرانية الرعايا الإيرانيين، وخاصة النّخب والعلماء، من السفر إلى الولايات المتحدة للمشاركة في المؤتمرات العلمية، مذكّرة باحتجاز واشنطن الباحث الإيراني مسعود سليماني لـ 14 شهرا.
صواريخ
جاء ذلك، بينما كشفت صور التقطتها أقمار اصطناعية أن إيران تبني أنفاقا في سورية لتخزّن «صواريخ وأسلحة متنوعة على نطاق واسع»، وذلك بعد نشر صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تقريرا قبل أسبوع، يشير إلى أن إيران تنقل سرا مئات الصواريخ قصيرة المدى إلى العراق «معظمها قادرة على ضرب إسرائيل والسعودية والقوات الأميركية في المنطقة».
وفي تصريح ذي صلة، قال القائد العام السابق للحرس الثوري، اللواء محمد علي جعفري، إن الصواريخ الإيرانية التي يفوق مداها الـ 1000 كم، أصبحت ذات دقة عالية.
روحاني وسلامي
وفي تصريحات بدا أنها رسالة موجهة الى محاولات إحياء الوساطات بين طهران وواشنطن، قال القائد العام للحرس الثوري الجنرال حسين سلامي أمس: «لا نريد أن يرفع أعداؤنا العقوبات، بل أن يستمروا فيها، نحن على قيد الحياة، وليس لدينا أي أمنيات، لكنّ الشعب الإيراني نفسه خرق العقوبات وأفشلها».
وأضاف: «نريد أن ندفن العقوبات في مقبرة التاريخ، وأن نزيلها ليس بواسطة العدو بل بأيدينا».
وعن الاحتجاجات الداخلية، قال: «لقد أنهينا الكثير من عناصر العداء للتوغل والتدخل، ونريد أن نقطع ألسنتهم أيضا»، وفق ما نقل موقع «سباه نيوز» الناطق الرسمي باسم الحرس الثوري.
في المقابل، وفيما بدا أنه دفاع عن المفاوضات، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس: «الحكومة عازمة على هزيمة (العدو) إما بالالتفاف على عقوبات أميركا... أو من خلال وسائل عديدة منها المحادثات، لكننا لن نتجاوز خطوطنا الحمر».
تقرير «أرامكو»
الى ذلك، أشار تقرير فصلي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، رفع هذا الأسبوع إلى مجلس الأمن، إلى أن المنظمة غير قادرة في هذه المرحلة على تأكيد ضلوع إيران بهجمات وقعت في وقت سابق هذا العام، ضد منشآت «أرامكو» النفطية السعودية في خريس والبقيق خلال سبتمبر الماضي.
وتابع التقرير «في هذه المرحلة، ليست (الأمانة العامة) قادرة على التأكيد بشكل مستقل أن الصواريخ والطائرات المسيّرة التي استخدمت في هذه الهجمات مصدرها إيران، أو أنها نقلت بطريقة مخالفة للقرار 2231» الذي أقر الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني المبرم في عام 2015 مع طهران.
ويشير تقرير غوتيريش إلى أن 18 طائرة مسيّرة استخدمت في البقيق، وأربعة صواريخ أصابت الخريس، في حين لم تصب 3 منها الهدف. وأكد الأمين العام أن التحقيق بشأن الهجمات متواصل وتعهّد برفع نتائجه إلى مجلس الأمن فور انتهائه.