.اعتقد جازما ان اطفالنا سيلعنو النخبة الموريتانية إذا الطلعوا علي خيانتها للوطن واستهتارها بمصالحه, وهذا ماجعلنا نصل إلى ما نحن فيه الأن من تخلف اقتصادي وسياسي واجتماعي، اعتقد ان موت النخبة المثقفة أو في احسن الحالات فسادها. هوالسبب الجوهري في حالتناهذه هزيمة، كان من المفترض أن تنحازالنخبته المثقفة وقادة الرأي في المجتمع بتوصيف المشكلات توصيفاً حقيقياً ودقيقا حتي تتوصل إلى حلول حقيقية حتي تمهد الطريق للخروج من الأزمة. ذلك ما يحصل في كل دول العالم، وحدث عندنا اثناء فترة الإحكام الإستثنائية ، حينما كان المثقفون هم رأس الرمح في مقاومة الإستبداد، ليس بحمل السلاح لكن بتنويرعقول المواطنين البسطاء نحو الطريق الصحيح.حتي تخلصت البلاد من الإستبداد , المثقف الحقيقي ليس هو ذلك الشخص الذي قرأ آلاف الكتب، أو حفظ مئات النظريات، أو اجاد عشرات اللغات الأجنبية، أو سافر واحتك كثيراً بالمجتمعات الأخرى، قد يكون كل ذلك جميعاً، لكنه اولاً واخيراً هو ابن مجتمعه وامته، هو ضمير هذه الأمة الحي، يتألم لآلام شعبه، ويضحي بنفسه من أجل ما يعتقد انه الصواب، هو باختصار ملح الارض، ينحاز للحق حتى لو كان سيف السلطة مسلطاً فوق رقبته، وكم رأينا من مثقفين ضحوا بأنفسهم من أجل كلمة حق واحدة في ماضينا البعيد والقريب. اين هذا المثقف مما يحدث الآن، وهل طبقة مثقفينا ونخبتنا ينطبق عليها التوصيف السابق؟! أغلب الظن ان الاجابة هي لا، وحاولوا بقليل من الجهد ان تتأملوا ماذا يفعل غالبية مثقفينا او ماذا تفعل نخبنا المثقفة في كافة المجالات؟ سوف نكتشف بسهولة شديدة ان ما يمكن ان نطلق عليهم بالنخبة المثقفة قد خانوا ادوارهم، والاهم خانوا ضمائرهم ووطنهم وامتهم، وارتضوا ان يصبحوا مخبرين ومدافعيين عن ولد عبد العزيزالذي نهب خيرات البلاد وساطها بسياط الجوع والخوف والفقر واشتري وباع كل شيء لنفسه, وتلاعب بمصالح البلد القومية ،هذا ما سمعناه مؤخرا من بعض النخبة التي كانت تدعي الأنحياز للوطن ومصلحته , اكتشفنا ان كثيرين من رموز هذه النخبة قد احترفوا مهنة النضال عبر الفضائيات، وجزء كبير منهم يعلم علم اليقين انه اجرم في حق امته، ولذلك يرتضي بعدم المجاهرة بذلك، ان الناس البسطاء وثقوا بهم، لكنهم اجرمو في حقهم، ليس فقط لانهم باعوا انفسهم، يبدوا أنه لا أمل يرجى في الاصلاح وبدء الخروج من المأزق الشامل الذي نعيشه الا عندما تتوقف النخبة الفاسدة عن الاجرام في حق نفسها وامتها، واذا استمر الحال على ما هو عليه، فالكارثة أعظم!!
الياس محمد