بكلمات موجزة معبرة عبرالريئس محمد ولد الشيخ الغزواني عن اهمية هذا الحدث بالنسبة اليه,حيث أعتبر التراث جزءاً مهماً من تاريخ وثقافة الشعوب، فهو الوعاء الذي تستمد منها عقيدتها وتقاليدها وقيمها الأصيلة ولغتها وأفكارها وممارستها وأسلوب حياتها الذي يعبر عن ثقافتها وهويتها الوطنية، وجسر التواصل بين الأجيال، وإحدى الركائز الأساسية في عملية التنمية والتطوير والبناء، والمكوّن الأساس في صياغة الشخصية وبلورة الهوية الوطنية..
فالتراث أمر لا غنى عنه لتحديد الهوية، والحفاظ على المكونات المادية المنقولة، والمباني التاريخية، والمواقع الآثارية، والمظاهرالطبيعية الثقافية» والعلمية والمعرفة ، ويمتلك آلية دفاعية تجعله قادراً على لفت انظارالشعوب الاخري وحشد طاقاتها وتأمين تكاتفها، ودورها في عملية البناء
كما يمثّل قوّة دفع ومصدر ثقة واحترام للامة، وليس نموذجاً جامداً أو مُقَوْلَباً، حيث «أنه يضمّ رواسب الزّمن والحياة والسّلوك ويضمّ المباني والآثار، وما قدّمه العلماء والشعراء والكتّاب، وما أنتجه الإنسان مِن تراث اجتماعي حياتي كالأمثال والحكايات والعادات الاجتماعيّة وغيرها، و يحمل رؤية الشّعوب لأصولها ولأحداث تاريخها، ولذلك يحمل التاريخ الشعبي الذي يفي بالحاجات الاجتماعيّة والثّقافيّة للجماعة، ومن هذه المنطلقات يشكّل التراث إحدى الركائز المهمّة للهُويّة الوطنيّة.».
وهذا مانبه اليه ريئس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني حينما المح إن تراثنا باقٍ فينا ورثناه من أجيالنا السابقة واكتسبنا منهم سلوكهم ورموزهم وأقوالهم المأثورة وحكمهم، وأمثالهم، وأخلاقهم. تراثنا في باقٍ وخالدٍ، لأنه مجموع المعارف، والمعتقدات، والأدب، والعادات والتقاليد وكل الممارسات التي اكتسبناها من جيل الآباء والأجداد ولانزال نمارسها ، حفاظاً على أساس تراثنا بحيث نؤديه ونمارسه يومياً من دون أن يقول لنا أحد هذا تراثكم. لأن هناك قناعات إيديولوجية مستمدة من التراث الديني المتمثل بالإسلام والتراث القومي المتمثل بالعروبة والانتساب إليها، فهما نبعان يجعلان المواطن الموريتاني يعيش موصولاً بقومه ووطنه، شاعراً بالتناسق العقلي والعاطفي معها وبهذا الصدد أشار ريئس الجمهورية ,إن موريتانيا تحرص على الاحتفاظ بتقاليدنا العربية الأصيلة وتراثنا القومي، وهي تقاليد نحبها وتوارثناها عن الأجداد عبر أجيال طويلة، إنها منقوشة في الصدور وسنحرص عليها دائماً مهما خطونا في ميادين الحضارة»،.
فحضارتنا الأصيلة، والتي امتدت بجذورها في عمق التاريخ العربي والإسلامي..
تفرض علينا الحفاظ على هويتنا الوطنية في ظل تركيبة سكانية هامة وواقع يفرض علينا مجاراة التطور الحضري والتغيرات الاجتماعية المتلاحقة. ولا سبيل نحو الحفاظ على هذه الهوية الوطنية في ظل هذه التحديات سوى العمل بجد للحفاظ على تراثنا الشعبي وترسيخه في نفوس أبنائنا ليصبح جزءاً من واقع حياتهم اليومية».
فالموروث الشعبي ليس ذلك الموروث الذي يتم التعامل معه على شكل فولكلوري متمثلاً في الزي والملابس وبعض الأكلات الشعبية وغيرها، وإنما الموروث الذي يمكن أن يعزز القيم المجتمعية، وبما نصل إليه من خلال تسليط الضوء على السلوكيات المرتبطة بين جيل الآباء وجيل الأبناء، وتعزيز قيم التواصل والنبل والكرم والانتماء للأرض والولاء، والتصدي للتيارات والأفكار الدخيلة التي تهدد أمن واستقرار المجتمع وتهدد المقدرات والقيم والتقاليد التي توارثتها الأجيال أباً عن جد..
يمثل التراث أحد الجناحين الذين تطير بهما الأمم الواعية نحو مستقبلها الزاهر، وهما (التراث والمعاصرة)، فالاكتفاءُ بالتراث وَحده والتقوقعُ داخل إطاره هو جمودٌ وتخلفٌ، وتأخرٌ عن ركب التقدم والتطور} فُقدانٌ لذاكرة الأمة، ومسخٌ لهويتها الوطنية والقومية، وتفريطٌ في كنز تجاربها التليد..
إن الحفاظ على التراث الشعبي مسألة لا تؤخذ على علاتها، بل هو مشروع يتطلب القيام بعملية انتقائية دقيقة وواعية ومستمرة ومحكومة بضوابط، يتم فيها اصطفاء الصالح من عناصر التراث الشعبي كي يحتفظ بها المجتمع المعاصر، ويعمل على إحيائها ثم نقلها للأجيال القادمة من أبنائه، وذلك في إطار تصور شامل لحاجات المجتمع المحلي الآنيّةِ وتطلعاته المستقبلية..
الياس محمد