اتجهت الأنظار، أمس الجمعة، إلى العاصمة الأوكرانية، حيث دارت معارك عنيفة في الأحياء، وسط محاولات موسكو لإسقاط كييف، بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فجر الخميس، شنّ “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانياً. وفيما فرض الأوروبيون عقوبات على بوتين، ووزير خارجيته سيرغي لافروف، تعهد حلف الناتو بإرسال أسلحة إلى أوكرانيا.
وقاتل الجيش الأوكراني، حسب ما أعلن، وحدات من المدرّعات الروسية في مدينتَي ديمر وإيفانكيف الواقعتين على التوالي على بُعد 45 و80 كيلومترا شمال كييف العاصمة. وأكد أنه تم وقف “تقدم قوات العدو على ضفة نهر تييروف، وتدمير الجسر فوق النهر”.
وسُمع دوي انفجارَين قويين فجر الجمعة في وسط كييف.
وتحدثت الخارجية الأوكرانية، في تغريدة عن “إطلاق مروّع لصواريخ باليستية روسية على كييف”.
كما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية على صفحتها في “فيسبوك” عن عملية تخريبية للقوات الروسية تنفّذها فرقة خاصة مؤلفة من جنود استطلاع. في الرسالة نفسها، طلبت الوزارة الأوكرانية من المدنيين في الحي حمل السلاح. وكتبت “نطلب من المواطنين إبلاغنا بتحركات العدو وصنع زجاجات حارقة وتحييد المحتل”.
وأكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في شريط مصور الجمعة ظهر فيه مع مساعديه أمام مقر الرئاسة، أنه موجود في كييف “للدفاع” عن أوكرانيا.
وقال زيلينسكي وإلى جانبه خصوصا رئيس الوزراء دنيس شميغال ومدير مكتبه ومستشار مقرب منه “نحن جميعا هنا، جنودنا هنا، المواطنون، المجتمع، نحن جميعا هنا للدفاع عن استقلالنا ودولتنا”.
وقالت هنا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني، إن القوات الروسية فقدت نحو 2800 عسكري و80 دبابة خلال هجومها على أوكرانيا.فيما قال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، إن روسيا فقدت أكثر من 450 فردا من قواتها، وفشلت في تحقيق أي من أهدافها الرئيسية في الساعات الأربع والعشرين الأولى من تدخلها العسكري في أوكرانيا.
وأكد رئيس مخابرات الدفاع البريطانية جيم هوكنهول أن القوات الروسية تواصل التقدم صوب كييف في إطار مساعيها للإطاحة بالحكومة الأوكرانية.
وبيّن أن ” القوات المسلحة الأوكرانية ما زالت تقاوم بقوة، مع التركيز على الدفاع عن المدن الرئيسية في جميع أنحاء أوكرانيا”.
لكن وكالة انترفاكس للأنباء نقلت عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن القوات الروسية عزلت مدينتي سومي وكونوتوب بشمال شرق أوكرانيا.
وقالت الوكالة نقلا عن وزارة الدفاع إن القوات سيطرت على 211 هدفا عسكريا أوكرانيا.
وحسب وزارة الدفاع الروسية، فإن الانفصاليين الموالين لروسيا الذي يخوضون معارك ضد الجيش الأوكراني في شرق البلاد بدعم روسي “تقدّموا سبعة كيلومترات” في هجومهم.
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، العسكريين الأوكرانيين “إلى تولي السلطة” في كييف من خلال الإطاحة بزيلينسكي وأوساطه، الذين وصفهم بأنهم “زمرة مدمنين ونازيين جدد”.
وقال بوتين مخاطبا الجيش الأوكراني في كلمة نقلها التلفزيون الروسي “تولوا السلطة. يبدو لي أن من الأسهل التفاوض بيني وبينكم” .
وأكد أنه لا يحارب وحدات من الجيش الأوكراني بل تشكيلات قومية تتصرف “كإرهابيين” وتستخدم المدنيين “دروعا بشرية”.في حين، قال الكرملين إنه تم عرض إجراء محادثات مع أوكرانيا في مدينة مينسك عاصمة روسيا البيضاء بعد أن أبدت أوكرانيا استعدادها لبحث إعلان نفسها دولة محايدة، لكنه بيّن أيضاً أن أوكرانيا اقترحت بدلا من ذلك وارسو كمكان للمحادثات.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن الأوكرانيين أخذوا بعد ذلك ما وصفه بوقت طويل للغاية، وإن الاتصالات توقفت الآن.
وفي هذا السياق، قالت وكالة البث الإسرائيلية إن زيلينسكي طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت التوسط في المحادثات مع روسيا.
في الموازاة، قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إن التكتل الأوروبي وافق على إدراج بوتين ولافروف على قائمته للأفراد الخاضعين للعقوبات.
وستشمل العقوبات تجميد أصول بوتين ولافروف في الاتحاد الأوروبي، حسب ما قالت مصادر أوروبية لوكالة “فرانس برس”.
وفي الموازاة، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن الحلف سيواصل إرسال أسلحة إلى أوكرانيا بما في ذلك الدفاعات الجوية.
وأضاف أن روسيا تحاول الإطاحة بالحكومة في كييف.
وأوضح أن الحلف سينشر في الجزء الشرقي من أوروبا ما يلزم من القوات لضمان ردع قوي.