ذكر تلفزيون القناة 12 الإسرائيلي أن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا في هجوم “إرهابي” بمدينة إلعاد وسط البلاد
وقالت الشرطة إن الواقعة، التي حدثت بينما تحتفل إسرائيل بيوم الاستقلال، هي “هجوم إرهابي على ما يبدو”.
ودعا رئيس بلدية إلعاد، متحدثا على تلفزيون القناة 12، السكان للبقاء في منازلهم بينما تواصل قوات الأمن عملها في المنطقة.
وجاءت هذه العملية بعد أن اقتحمت مجموعات من المستوطنين باحات المسجد الأقصى، صباح أمس الخميس، تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال التي اعتدت على المصلين والمعتكفين بقصد تفريقهم وإبعادهم، فيما تصدى لهم الشبان الفلسطينيون الذين قدموا من مناطق مختلفة تلبية لدعوات الاحتشاد والدفاع عن المقدسات.
وشارك في الاقتحام أكثر من 700 مستوطن على شكل مجموعة متتالية بلغت نحو 22 من جهة باب المغاربة، بينهم الحاخام المتطرف يهودا غليك، تحرسهم شرطة الاحتلال، وذلك لمناسبة ما يسمى “يوم استقلال إسرائيل” الذي يحييه الفلسطينيون في ذكرى النكبة عام 48.
وهاجمت قوات الاحتلال المصلين والمعتكفين لتمهيد الطريق أمام المستوطنين، وحاصرت المرابطين داخل المصلى القبلي، وأطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط باتجاههم ما أدى إلى وقوع إصابات. وحسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني فإنها تعاملت مع إصابتين لمدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس، والناشط المقدسي محمد أبو الحمص. وذكرت جمعية الأمل للخدمات الصحية أن مسعفيها تعاملوا مع 25 إصابة بالاختناق بالغاز، و8 إصابات بالرصاص المطاطي، و3 بقنابل الصوت، فيما جرى اعتقال خمسين شابا أثناء تصديهم لهجمات الشرطة الإسرائيلية التي اعتدت على المرابطات بالضرب والركل أثناء تأدية الصلاة، واعتقلت بعضهن ومنعت مجموعات أخرى من دخول المسجد.
وقال خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري، في تصريح صحافي، إن المصلين والمرابطين “أفشلوا اقتحام المستوطنين ورفع الأعلام الإسرائيلية، كما أفشلوا ذبح القرابين”، مشيرا إلى أن المستوطنين دخلوا باحات المسجد الأقصى “وهم خائفون وغيّروا مسار اقتحامهم، واختصروا من المسافات”.
وحمّلت الخارجية الفلسطينية رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت مسؤولية عودة التصعيد بسماحه للمستوطنين باقتحام الأقصى. واعتبرت هذا القرار “إعلانا رسميا بحرب دينية ستشعل المنطقة برمتها، وإصرارا على تصعيد عدوان إسرائيل المتواصل ضد شعبنا ومقدساته وفي مقدمتها المسجد الأقصى بهدف تكريس تقسيمه الزماني ريثما يتم تقسيمه مكانيا”.
وقالت إن “هذا القرار يمثل اعتداءً صارخا على صلاحيات الأوقاف الإسلامية وإمعانا في تهويد المسجد الأقصى”. وأضافت أن “قرار بينيت يعد تجاهلا وتحديا لجميع الدعوات والجهود التي أطلقت من قبل المخلصين والمعنيين لتمديد فترة التهدئة لما بعد شهر رمضان والأعياد”، إلا أن القرار بالعودة للاقتحامات يعبر عن ازدراء بينيت لتلك الجهود وتحديه للوضع التاريخي القانوني القائم وفرض واقع جديد فيه تقاسم زماني للأقصى وباحاته”.
ورأت أن “الحكومة الإسرائيلية تمعن في انقلابها على الاتفاقيات الموقعة وتستبدلها بسياسة الإملاءات والأوامر العسكرية التي تحقق مصالح إسرائيل الاستعمارية بعيدا عن السلام”.
ووصفت حركة “حماس” الاقتحام بأنه “تصعيد خطير واستفزاز مباشر ينذر بانفجار شامل”.
وقال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية إن “المعركة في المسجد الأقصى مفتوحة وممتدة” لإفشال محاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد. وأضاف أن “لكل واقعة أدواتها ووسائلها التي نستخدمها لصد العدوان وحماية الهوية، وهدفنا الراهن هو إفشال التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى”.
إلى ذلك أدانت وزارة الخارجية الأردنية السماح للمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية. وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير هيثم أبو الفول، في بيان صحافي أمس، أن الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو “مكان عبادة خالص للمسلمين، وتكون الزيارة لغير المسلمين له بتنظيم من إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، بصفتها الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة جميع شؤون الحرم وتنظيم الدخول إليه”.
وطالب إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد واحترام حرمته ووقف الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم، واحترام سلطة إدارة أوقاف القدس