تمادى المستوطنون في غيهّم وعدوانهم على محرمات المسلمين واعتداءاتهم على الفلسطينيين، إذ قاموا أمس بحرق عدة نسخ من القرآن الكريم وألقوا بها في القمامة بمحاذاة مسجد قيطون، في البلدة القديمة من مدينة خليل الرحمن، حيث يقع الحرم الإبراهيمي، بينما يواصل جيش الاحتلال اعتداءاته وكذلك حصار مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة الذي شهد عملية عسكرية أدت إلى مقتل مجندة وجرح جنديين مساء السبت الماضي. وأعرب الفلسطينيون عن غضبهم الشديد إزاء تطاول المستوطنين على القرآن الكريم. ووجهت حركتا فتح وحماس تحذيرات لإسرائيل شديدة اللهجة لتجاوز المستوطنين الخطوط الحمر. وحذروا من أن “لكل فعل رد فعل” كما دعوا للاستنفار الكبير والحشد لصد اقتحامات المستوطنين الخطيرة للمسجد الأقصى.
وأدان قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، محمود الهباش، قيام من وصفهم بعصابات المستوطنين الإرهابية بتمزيق وحرق نسخ من المصحف الشريف وإلقائها في حاوية القمامة بالقرب من الحرم الإبراهيمي الشريف.
واعتبر في بيان صحافي، أمس الإثنين، هذه الجريمة عملًا همجيًا وحربًا على الإسلام، واعتداء سافرًا وإهانة لمشاعر قرابة ملياري مسلم حول العالم، ومساسًا بعقيدة الإسلام وكتابه المقدس الذي أنزله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليكون دستوراً للمسلمين من بعده ونوراً للإنسانية كلها. وأكد الهباش أن أي رد فعل على هذه الجريمة من قبل أي فلسطيني أو أي مسلم هو رد فعل مشروع، دينًا وقانونًا.
واستنكر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، ما أقدم عليه المستوطنون المتطرفون. وأكد في بيان صحافي أن هذه التصرفات المقيتة والبغيضة تعبر عن خطاب عنصري ضد الإسلام، من شأنه إثارة مشاعر الكراهية والعنف بين الناس، وتدفع إلى حالة من الفوضى والاحتقان بينهم، مطالباً بوضع حد لمثل هذه الاعتداءات الرعناء التي تطال أبرز مقدسات المسلمين.
وحذر من استمرار الصمت الدولي إزاء هذه الاعتداءات المشينة تجاه الإسلام وكتاب وبيوت الله عز وجل، مجدداً مطالبته دول العالم والأمم المتحدة بسن قانون يحرّم التطاول على الأديان ورموزها، وتجريم كل من يفعل ذلك ومعاقبته، من أجل وضع حد لهذه المهاترات التي تقوم بها زمرة حاقدة خارجة عن الأعراف الإنسانية والدولية كلها، وتهدف إلى خلق حالة من الفوضى في المنطقة والعالم أجمع. الى ذلك ذكرت “القناة 12” العبرية، أن الجهاز الأمني الإسرائيلي يواصل إعلان حالة التأهب القصوى وحصاره لبعض أحياء القدس لا سيما مخيم شعفاط شمال المدينة. ولليوم الثالث على التوالي تواصل قوات الاحتلال أوسع عملية تفتيش وبحث عن منفذ عملية الحاجز، محوّلة حياة ما يقرب من 140 ألف مقدسي إلى جحيم.
وتمارس سلطات الاحتلال حصارا خانقا بحق سكان المناطق الخمس التي يتوقع الاحتلال ومخابراته أن المقاوم الذي نفذ عمليته البطولية ما زال موجودا فيها، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع الشبان وقوات الاحتلال. وأُصيب، ظهر أمس الإثنين، مواطنان بجروح عقب اقتحام قوات الاحتلال ضاحية السلام شمال شرق مدينة القدس. وقال الناشط محمود عليان إن قوات الاحتلال استهدفت المواطن أبو علي السلايمة بقنبلة صوت في بطنه، واعتدت عليه بالضرب، أثناء تصديه لاعتقال نجله علي (24 عاما)، ما أدى إلى إصابته بجروح، نقل على إثرها إلى المستشفى، لتلقي العلاج. وأضاف أن شابا في العشرينات من عمره أصيب بعيار ناري في منطقة القدم، أطلقه جيش الاحتلال في ضاحية السلام.
وتستعد الشرطة الإسرائيلية بشكل خاص، ليومي غد الأربعاء والخميس، حيث يتوقع اقتحام آلاف المستوطنين الحرم الإبراهيمي في الخليل. وأعلنت شرطة الاحتلال أنه لن يكون من الممكن الوصول إلى منطقة الحرم بواسطة السيارات الخاصة، وأن الوصول سيكون بواسطة حافلات مكوكية خاصة ستنطلق من القدس، وذلك في دلالة على العدد الكبير من المستوطنين الذين ينوون المشاركة في تلك العملية.