مثُل الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، يوم الخميس الماضي، أمام قاض في ولاية نواكشوط الغربية، إثر شكوى رفعتها ضده أرملة نجله، تتهمه بمنعها حقها في ميراث زوجها المتوفى. كما أن هناك حديث أيضًا، عن إجراء آخر يمكن أن يقدمه رئيس الدولة السابق ضد زوجته (تكيبر بنت أحمد)، خلال الأسابيع المقبلة.
تمزق عائلة الرئيس السابق، الذي استعاد حريته، خلال شهر سبتمبر الماضي، بعد خضوعه للرقابة القضائية المشددة لأشهر، بدأ عندما قدمت أرملة ابنه أحمدو ولد محمد ولد عبد العزيز، والد زوجها إلى العدالة، تتهمه بالاستيلاء على الأموال التي كان من المفترض أن تذهب إليها ولحفيده، مما جعله هو نفسه يقرر الانقلاب على زوجته!.
الإنسانية الملتوية
توفي المرحوم أحمدو ولد عبد العزيز في حادث سير في 23 ديسمبر 2015، بالقرب من مدينة الطينطان بولاية الحوض الغربي، على بعد حوالي 800 كيلومتر من العاصمة نواكشوط.
وكان نجل الرئيس الموريتاني السابق، البالغ من العمر حينها 24 عامًا، قد سافر رسميًا إلى المنطقة لتوزيع المساعدات الإنسانية هناك، كجزء من عمل مؤسسته الخيرية المعروفة بهيئة الرحمة.
لكن الحقيقة مختلفة تماما. حيث إن هذه المنظمة الخيرية غير الحكومية، كانت وسيلة لغسيل الأموال، يديرها الرئيس السابق وعائلته. حيث أفضت التحقيقات التي قامت بها الجهة القضائية المكلفة بالتحقيق في ملفات الفساد في عهد ولد عبد العزيز، إلى أن حوالي 24 مليار أوقية قديم مرت عبر حسابات هذه المؤسسة، وتم إنفاقها على شراء العقارات والأراضي الزراعية.
رموز مصرفية مسروقة
المأساة التي سببها حادث السير، خلفت حالة من الذعر في حاشية رئيس الدولة السابق، حيث كان هذا المتوفى وحده من يعرف الرموز السرية للعديد من الحسابات المصرفية التي تحتوي أموالا مختلسة، والتي كان من الصعب استردادها.
هذا هو الوضع غير المسبوق أدخل عائلة الرئيس الموريتاني السابق في وضع معقد، حيث باتت تتقاتل على ميراث يتكون من عدد لا يحصى من الأراضي والعقارات.
لكن في الوقت الحالي، لم يتم الإعلان عن موعد محاكمة الرئيس الموريتاني السابق، رغم اتهامه واحتجازه لعدة أشهر في السجن ثم وضعه رهن الإقامة الجبرية في منزله، وتمكن بعدها من السفر إلى فرنسا الخريف الماضي للخضوع للعلاج الطبي، كما قام بعقد مؤتمرات أمام أنصاره.
وما هو مؤسف حقا؛ أن المشاكل الداخلية لأسرة ولد عبد العزيز، وهو موضوع مثير للشفقة ولكنه ثانوي، بدأ في تغذية الإعلام الموريتاني، في حين أن الموضوع الأهم مختلف تماما. حيث يتعلق بمحاكمة الرئيس الموريتاني السابق على الجرائم التي ارتكبها، والتي شوهت صورة هذا البلد في الخارج، وتركت الشعب الموريتاني في حالة ذهول، من حجم الفساد الذي ارتكب في عهده.
ترجمة تقدمي