منذ وصوله مقاليد السلطة في موريتانيا عمل ريئس الجمهورية الاسلامية الموريتانية محمد ولد الشيخ الغزواني على تعزيز دور موريتانيا في العالم الخارجي وخاصة في أفريقيا في إطار استراتيجية الانخراط الكامل والتعاون مع الدول الأفريقية، وذلك لما تمثله العلاقات الموريتانية الأفريقية من أهمية . حيث ركزالريئس على تعزيز العلاقات الثنائية مع كافة الدول الأفريقية، خاصة دول منطقة الساحل وغرب افريقيا ، وتعزيز التبادل التجاري مع الدول الأفريقية. وقدمت موريتانيا رؤية متكاملة لدعم وتمويل القارة الأفريقية خلال جائحة كورونا، ودعت الشركاء الدوليين إلى توفير التمويل المستدام لسد الاحتياجات الصحية للدول الأفريقية.
وكشفت الدراسة ان الجهود الموريتانية لم تقتصر فقط على المساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في عدد من دول الصراع بالقارة، مثل مالي وليبيا وبوركينا فاسو والنيجر واتشاد، بل تتعداها إلى تحقيق الأمن القاري بشكل شامل عبر مبادرة إسكات البنادق، وتقديم مقترحات للحوار الشامل والعادل. وتوظيف القوى الناعمة والتعزيز الفعلي لشعار “حلول أفريقية للمشكلات الأفريقية” وتبني دبلوماسية هادئة إزاء مشكلات كثيرة تضرب القارة وتهدد أحيانًا مصالحها ، وتفادي أية تصعيدات في الأزمات الأفريقية – الأفريقية.
وتوظيف القوى الناعمة والتعزيز الفعلي لشعار “حلول أفريقية للمشكلات الأفريقية” وتبني دبلوماسية هادئة إزاء مشكلات كثيرة تضرب القارة وتهدد أحيانًا مصالحها
وتفادي أية تصعيدات في الأزمات الأفريقية – الأفريقية.
وأوضحت الدراسة أن دور موريتانيا الرائد في القارة الأفريقية لتعزيز المصالح المشتركة وتحسين أوضاع السكان الأفارقة.
وعلى هذا، يحظى التعاون الموريتاني الأمريكي حول قضايا القارة الأفريقية بأهمية كبيرة للولايات المتحدة لعدد من الأسباب:
تعزيز النفوذ الأمريكي: تعد القمة الأمريكية الأفريقية واحدة من أهم أولويات السياسة الخارجية لبايدن ، إذ حضرأكثر من 40 رئيس دولة افريقية ، إلى واشنطن للمشاركة في القمة الامريكية الافريقية . وهي تمثل فرصة للرئيس الأمريكي للقاء العديد من رؤساء الدول والتصدي لشكاوى طويلة الأمد من المسؤولين الأفارقة من أن بلدانهم تحصل على اهتمام ضئيل في السياسة الخارجية الأمريكية، مقارنة بالحلفاء الأوروبيين أو في الشرق الأوسط أو الصين. وفرصة أيضًا للتحول عن نهج إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي تركزت فقط على مشاركة الولايات المتحدة في القارة حول مكافحة نفوذ الصين واستثماراتها.فقط دون تقديم أي استثمارات اومساعدات للدول القارة التي تتفشي فيها الامراض والاوبئة الفتاكة وممازاد الطينة بلة جائحة كورونا التي قضت علي كل الامال حول نهوض القارة. والان .
تداعيات الحرب الأوكرانية على أفريقيا: يأتي توقيت انعقاد القمة في أصعب اللحظات التي يمر بها الاقتصاد العالمي وتباطؤ النمو بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وتعطل سلاسل الإمداد والتوريد حول العالم. فقد أدان الاتحاد الأفريقي “الغزو الروسي”، لكن العديد من الدول في القارة حاولت أن تظل “محايدة”، لأن لديها علاقات طويلة الأمد مع روسيا والولايات المتحدة، وتعتمد على المساعدة من كليهما. وقد ظهر ذلك في الأمم المتحدة، إذ قرر العديد من الدول الأفريقية الامتناع عن التصويت لصالح المبادرات التي تدعمها الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا، رغم الضغط الذي تمارسه إدارة بايدن؛ إذ يعارض القادة الأفارقة فكرة معاقبة روسيا، أو الإصرار على أن كييف يجب أن توافق على أي حل. خاصة أن بعض البلدان الأفريقية تستورد ما يصل إلى 80% من القمح من روسيا وأوكرانيا.
ومع ذلك، فإن إدارة بايدن لديها فرصة لاستمالة الدعم من الدول الأفريقية، التي تضررت من عواقب الحرب في أوكرانيا، وخصوصًا نقص القمح، واضطراب الأمن الغذائي، وارتفاع أسعار الأسمدة والوقود. ومساهمة الحرب في تغذية السوق السوداء في أفريقيا بالأسلحة؛ فتداعيات الحرب خلقت تقلبات وثغرات أمنية في أفريقيا، تتسرب عبرها الأسلحة في إمدادات تزود التنظيمات الإرهابية باحتياجاتها خصوصًا في منطقة الساحل التي تمتلك منافذ على أوروبا وتمنحها عبورا آمنا للعتاد والذخيرة.
احتواء نفوذ القوى الأخرى: تسعى إدارة بايدن إلى التأكيد على “مبدأ الشراكة” في تفاعلها مع الدول الأفريقية، ما يسلط الضوء على ما يمكن أن تقدمه واشنطن وسط المنافسة العالمية العميقة على النفوذ مع القوى العالمية الأخرى، وعلى رأسها الصين وروسيا، لاسيما في الأعمال التجارية؛ وذلك لضمان الاستقرار وتعزيز مصالحها الخاصة فيما يتعلق بتغير المناخ والطاقة. وتحرص إدارة بايدن على الإشارة إلى أنها لا تطلب من القادة الأفارقة الاختيار بين الولايات المتحدة والصين، لكن في نفس الوقت فإنها تشير إلى المزايا التي تقدمها واشنطن.
وبالتالي، تأتي القمة في سياق التنافس الدولي من جانب القوى الكبرى على بناء وتقوية الشراكات الاقتصادية والسياسية والأمنية مع القارة الأفريقية، وهو ما انعكس على الدور الصيني في أفريقيا، والذي يؤثر على المصالح الأمريكية؛ فالصين تعقد منتدى “التعاون الصيني الأفريقي” كل ثلاث سنوات منذ عام 2000، ويُنظر إليه على أنه وسيلة مهمة لتعزيز المصالح الدبلوماسية والتجارية الصينية، في حين أن القمة الأمريكية- الأفريقية تعد الثانية، بعد قمة أولى عقدت عام 2014.
وفي العقود الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها بشكل كبير في أفريقيا، بما في ذلك من خلال تمويل مشاريع البنية التحتية الضخمة وزيادة المشاركة السياسية، رغم تحذيرات واشنطن من أن بعض هذه المشاريع ترقى إلى “دبلوماسية فخ الديون”. ووسعت الصين على مدى السنوات الماضية بصمتها الاقتصادية والدبلوماسية في أفريقيا، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري ثنائي الاتجاه لأفريقيا، حيث بلغت قيمة تلك الشراكة العام الماضي 254 مليار دولار. في حين أقامت روسيا، شراكات عسكرية جديدة مع العديد من الدول الأفريقية لإضعاف نفوذ القوى الغربية هناك.
البعد الاستراتيجي لأفريقيا في الأمن القومي الأمريكى: ترى استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الصادرة في أكتوبر 2022 أن الحكومات والمؤسسات والشعوب في أفريقيا تعد قوة جيوسياسية رئيسة، وهي قوة ستلعب دورًا حاسمًا في مواجهة التحديات العالمية في العقد القادم؛ فقد أصبحت أفريقيا أكثر ديناميكية وتعليمًا وتواصلًا من أي وقت مضى. وتشكل الدول الأفريقية أحد أكبر مجموعات التصويت الإقليمية في الأمم المتحدة، ويقود بعض مواطنيها المؤسسات الدولية الكبرى، ويجب أن تتكيف العلاقات بين الولايات المتحدة وأفريقيا لتعكس الدور الجيوسياسي المهم الذي تلعبه الدول الأفريقية على مستوى العالم.
وتعزيز المصالح القومية الأمريكية، ليس فقط مع الدول الأفريقية، ولكن أيضًا مع الهيئات الإقليمية، مثل الاتحاد الأفريقي، والحكومات المحلية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص ومجتمعات الشتات. والاستثمار في أكبر دول المنطقة، مثل نيجيريا وكينيا وجنوب أفريقيا، مع تعميق العلاقات مع الدول المتوسطة والصغيرة. بالإضافة إلى دعم الجهود التي تقودها أفريقيا للعمل على إيجاد حلول سياسية للنزاعات المكلفة، وزيادة النشاط الإرهابي، والأزمات الإنسانية، مثل تلك الموجودة في الكاميرون، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وإثيوبيا، وموزمبيق، ونيجيريا، والصومال، ومنطقة الساحل.كما أن روسيا عمقت علاقاتها مع مالي, المتمثلة في مجموعة فاجنر المدعومة من روسيا. ولم تركز الولايات المتحدة في وجودها العسكري في مالي على محاربة الإرهاب ، بل كانت تقوم من خلال الجيش بأنشطة أخرى لتحقيق وتعزيز المصالح الأمريكية في فترة الكوارث الطبيعية والأوبئ