الإنقلابات الأشد ضررا على الدولة والمجتمع ليست تلك التي يقودها الجيش أحيانا ضد الأنظمة السياسية فيزيلها بالقوة ويحل محلها في تدبير شؤون البلد ،وإنما الإنقلابات الأخطر هي تلك التي يقوم بها كل انتهازي يرى الغاية تبرر الوسيلة لتحقيق مصالحه الشخصية.
إذا ظهر فيروس الإنتهازية السياسية على النحو السالف فلا تستغرب انقلاب السفلة على أهل الفضل ليحلوا محلهم في الإرشاد والتوجيه ،أي قلب القيم رأسا على عقب .
ولا تستغرب كذلك حلول الجهلة محل العلماء والمثقفين في إبداء الرأي حول القضايا الوطنية الكبرى .
وإذا تحقق كل ذلك لا تستغرب أن تنقلب العامة على الخاصة كما حصل في مايسمى بالربيع العربي المشؤوم .
فيروس الإنتهازية المذكور مخيم في شعبنا بشكل مخيف وينتج طبقة سياسية تزيد ولا تنقص، ويزداد استفحاله مع كل موسم سياسي جديد للأسف !!
وهناك مثل إسباني يقول : إذا رأيت للأقزام ظلا طويلا ..فاعلم أن الشمس في طريقها للزوال.
ومثل روسي يقول : الشخص الذي يعض اليد التي تطعمه ؛
عادة مايلعق الحذاء الذي يركله.
ذ.محمد سدينا ولد الشيخ