هل وصلت ألمانيا إلى هذه الدرجة من الانحطاط بعد أن كانت نموذجًا لعالم التطور والحداثة والإنسانية والحقوق والمعرفة واحتلت عرش أوروبا علي مدي عقود في جميع مجالات التقدم والأزدهار؟لكن لسوء الحظ ، تغيرت وجهة نظري بالأمس عنها عندما كنت هناك أثناء عملية دخول أرقى وأعتي واعتق وأعرق جامعة ، بها وهي جامعة والتي تأسست عام 1472 م في مدينة ميونيخ الساحرة حيث كنت موفدة مع رفقة من الزملاء من جامعة عجمان بدولة الإمارات العربية المتحدة لإلقاء محاضرة فيها ، وهو إجراء يتكرر سنويًا بين الجانبين منذ توقيع اتفاقية الشراكة الأكاديمية والعلمية والبحثية بينهما في عام 2017 م. وإلي هذا اليوم والجامعتان تتبادلان الوفود كل عام يتم تبادل المعلومات والبحث العلمي والأدبي وشاء القدر أن أكون جزءًا من الوفد كل عام ، ربما لأنني أتقن اللغة الألمانية أو بالصدفة لا أدرى؟ المهم عند وصولنا إلي مدخل الجامعة ونحن في موكب من السيارات الدبلوماسية التي أرسلتهم إلينا سفارة الإمارات ببرلين استوقفنا الحراس عند باب المدخل وهو إجراء روتيني قدمنا لهم الوثائق المطلوبة ففتحوا الباب للزملاء للدخول ورفضوا دخولي لكوني محجبة بل ووصلت بهم الوقاحة أن طلبوا مني نزع حجابي وبالطبع رفضت. فلا مساومة علي ذالك وللتوضيح أكثر ، كنا اربع أساتذة رجلان وانا وزميلة لي لم تكن متحجبة سمحوا للوفد بالدخول بإستثنائي عندها رفض الوفد الدخول بدوني ورجعوا إلي عندها حاول رئيس الوفد طلب توضيح من إدارة الجامعة واثناء مكالمته معهم أحاط بنا جمع غفير من الناس وبدءوا يسبوني خاصة والوفد عامة بالشتائم والعبارات النابية والعنصرية عندها رجعنا إلي الفندق واتصلنا بالسفارة الإماراتية وابلغناها بما حصل واتصلنا بالشرطة وباشرت بالتحقيق علي الفور عندها اتصلت الجامعة معتذرة عن ما حصل وطلبت من الزملاء الذهاب إليها وطلبوا مني البقاء في الفندق وتقديم محاضرتي عن بعد محتجين بذريعة ان هناك تهديد أمني ضدي وأقنعوا السفارة الإماراتية بذالك فضغطت علي من أجل القبول بهذا العرض فرفضت فكثرت الاتصالات علي والضغوط من أجل القبول بعرض الجامعة لكن بدون جدوي لم أقبل بذالك واثناء ذالك ابلغنا امن الفندق بتسلل شخصين إلي مرآب السيارات وكتابتهما ألفاظ نابية ورموز نازية وتم القبض عليها ليتبين انهما من حركة بيغدا اليمينية المتطرفة وحركة مواطنين من أجل الرايخ العنصرية النازية وبعد كل الضغطات رفض الزملاء الذهاب الي الجامعة بدوني عندها اتصلت بالسفارة الإسبانية لكوني احمل الجنسية الإسبانية فهرعوا اإلي مسرعين علي أعلي مستوي وأرسلوا فريقا أمنيا خاصا لحمايتي وقدم إلي بالفندق السفير الإسباني بنفسه محاطا بمعاونيه واطمأن علي وقدم احتجاجا شديد اللهجة للسلطات المحلية التي حضرت عندها جاءنا وفد رفيع المستوي من وزارة التعليم العالي ورئيس الجامعة والعميد وقدموا اعتذارا رسميا ورافقونا إلي الجامعة وألقيت بها ثلاث محاضرات طيلة ثلاثة ايام لم أتعرض لأي مضياقة فيها وظل فريق الحماية الإسبانية بأمر من السفير له مني جزيل الشكر واسمي آيات الاعتبار هو وطاقمه والفريق الأمني الخاص وقد عشت تجربة سيئة تأكدت خلالها من مسألتين الأولي هي :أن المانيا بدأت تنهار كليا والثانية هي: ماذا لو لم أكن أحمل الجنسية الإسبانية ماذا كان سيصير معي حقيقة لا أدري أمر مخيف