لماذا يتأخر شفاء الجروح لدى مرضى السكري؟

اثنين, 11/09/2023 - 18:24

بعض العلامات التحذيرية تنذر بالإصابة بالقدم السكري، وهي الوخز والخدر والإحساس بالبرودة وتراجع الإحساس بالألم أو الحرارة، بالإضافة إلى التورم والاحمرار وجفاف البشرة وشحوبها وتشققها وتغير لونها إلى اللون الأزرق. (النشر مجاني لعملاء وكالة الأنباء الألمانية "dpa". لا يجوز استخدام الصورة إلا مع النص المذكور وبشرط الإشارة إلى مصدرها. ) عدسة: dpa

توصل باحثون إلى تفسير سبب تأخر التئام الجروح لدى مرضى السكري، وأرجعوه إلى مشكلة في جزيئات صغيرة تنقل الإشارات بين الخلايا اسمها "الإكسوسومات" (exosomes).

وعندما تكون الإكسوسومات معيبة لدى مرضى السكري، فإنها قد تسبب الالتهاب وتضعف شفاء الجروح.

وأجرى الدراسة باحثون من جامعة بيتسبرغ بقيادة الدكتور سوبهاديب غاتاك، ونشرت في مجلة "نانو توداي"، وكتب عنها موقع "يوريك أليرت".

في الجروح المزمنة لمرضى السكري، لا تستطيع هذه الإكسوسومات المعيبة توصيل معلومات حيوية إلى الخلايا التي تعزز التئام الجروح، حسب ما وجد الباحثون.

ويفتح هذا الاكتشاف الباب أمام علاجات جديدة تركز على الإكسوسومات لتعزيز شفاء الجروح المزمنة.

الالتهاب

من ناحيته، يقول الدكتور تشاندان سين، المؤلف المشارك الرئيسي بالدراسة، ومدير معهد ماكجوان للطب التجديدي، وأستاذ الجراحة والجراحة التجميلية في جامعة بيتسبرغ، إنه لدى "المرضى الذين يعانون مرض السكري، يضعف التئام الجروح بسبب الالتهاب الزائد".

وأضاف "إذا تركت هذه الجروح غير المعالجة أو المزمنة من دون علاج، فيمكن أن تؤدي إلى بتر الأطراف. وكل عام، تحدث أكثر من 100 ألف حالة بتر مرتبطة بالسكري في الولايات المتحدة، ولكن من خلال فهم المزيد عن التئام الجروح وتطوير علاجات جديدة، فإن هدفنا هو خفض هذا العدد".

 

 

باستخدام ضمادات الضغط السلبي التي تعمل على تفريغ الجروح بلطف لتحفيز الشفاء، قام الدكتور سوبهاديب غاتاك وفريقه بجمع سوائل الجروح من الجروح المزمنة لـ22 مريضا بالسكري و15 مريضا غير مصاب بالسكري.

 

ولفت الدكتور سين إلى أنه "عادة ما يتم إلقاء هذه الضمادات في سلة المهملات، لكن سائل الجرح -في الواقع- عينة قيمة للغاية تعكس ما يحدث في جميع أنحاء الجرح. على سبيل المثال، إذا كان الجرح ملتهبا، فإن السائل سيحمل آثار تلك العدوى".

 

قام الباحثون بعزل وتحليل الإكسوسومات التي تنتجها خلايا الجلد، والتي تسمى الخلايا الكيراتينية.

 

يتم إطلاق الإكسوسومات من الخلية والتقاطها بواسطة الخلايا البلعمية، وهي الخلايا المناعية التي تنسق عملية التئام الجروح.

 

وأوضح سين "إذا كانت الإشارات الموجودة داخل الإكسوسومات صحيحة، فإن البلاعم تعرف كيفية علاج الالتهاب في الجرح.. في مرض السكري، يتعرض التداخل بين الخلايا الكيراتينية والبلاعم للخطر، لذلك تستمر البلاعم في إثارة الالتهاب ولا يمكن للجرح أن يلتئم".

 

 

ووجد غاتاك وفريقه أن مرض السكري يعوق أيضا إطلاق وامتصاص الإكسوسومات في الجروح.

 

 

البلاعم

عندما قام الباحثون بحضانة البلاعم غير المصابة بالسكري مع الإكسوسومات، أنتجت البلاعم مركبات تشير إلى علاج الالتهاب، مما يشير إلى أنهم تلقوا رسالة الإكسوسومات واستجابوا بشكل صحيح لبدء التئام الجروح.

 

ولكن عندما كرروا هذه التجربة مع الدياكسوسومات، وهي الإكسوسومات لدى مرضى السكري، أنتجت الخلايا البلعمية مركبات مؤيدة للالتهابات شائعة لدى مرضى السكري الذين يعانون جروحا مزمنة.

 

وقال سين إن "هذا لا يقتصر على الجروح فقط. فنظرا إلى أن الإكسوسومات مسؤولة عن عديد من الوظائف في الجسم، قد تلعب الدياكسوسومات دورا في مضاعفات مرض السكري الأخرى. هذه الدراسة تفتح خطا جديدا للتفكير".

 

ويدرس الباحثون الآن كيف يمكنهم استهداف الدياكسوسومات لتحسين التئام الجروح لدى مرضى السكري.

 

وقال سين إن أحد السبل هو تطوير علاجات لإلغاء التعديلات الكيميائية التي تحدث في الدياكسوسومات. وبدل ذلك، يمكن عزل الإكسوسومات من مرضى السكري وتحميلها بالإشارات المفقودة قبل زرعها مرة أخرى في أنسجة الجرح