إزاء الخطاب الديني، والعنصري الداعشي , الذي أطلق من عواصم غربية عدة، تبدت عورات القوم للناظرين، وسقطت قبلة المستغربين العرب، الذين يروجون أن الفصل بين الدين والدولة من سنن الحياة الحديثة، وأن المثل الذي ينبغي الاحتذاء به، هو النموذج الغربي، الذي قاد البلاد للنهضة، والحكم للاستقرار، من خلال عملية الفصل هذه، فإذا بالرسائل تأتي صادمة، فنحن أمام النموذج الأسوأ للخلط بين الدين والسياسة، فأين يذهبون؟! إن العلمانيين العرب، وهم في مجملهم من بقايا اليسار المهزوم، وقد غيّروا جلودهم ليس إلا، اصطفوا مع الغرب في البحث عن موضوع أكثر معقولية من الحرب على الرأسمالية، وقد التحقوا بها، ووجدوا مجالا لممارسة النضال المجاني، هو في هذه الحملة على حضور الدين في مجال السياسة، حتى أنهم بدوا كما لو كانوا يتحركون خوفا على الدولة المدنية من خطر الدولة الدينية.لقد ظهرت حقيتهم وتعرو امام الجميع.