الشرطة الوطنية رجال يواجھون تحديات ومخاطر كبيرة فى مكافحة الجريمة وحروب الإرهاب.
تضحياتهم بالروح والنفس.. والجسد والدم.. خير شاهد على ما يتكبدونه على مر الأيام والسنين فى مختلف المواقع.. رغم ضنك العيش الذى يعانونه مثل باقى العاملين فى الدولة وأجهزتها الحكومية..
وصلاحيات رجال الشرطة مدعومة بسلطة القانون ونصوصه.. وسطوة النفوذ.. وقوة السلاح.. وترابط قانونى وعرفى بين رجالها فى السراء والضراء.
ويصبح اقتران كل هذه الضغوط وغيرها مع سلطة وسطوة النفوذ مولدا لبعض الاختلالات فى الممارسة والتطبيق
خاصة فى غياب ثقافة حقيقية وصادقة للاحترام المتبادل بين رجل الشرطة والمواطن.. وهذا الاختلال هو الذى أفرز ضغوطا تراكمية استغلتھا جماعات حسب معطيات دقيقة وموثوق ھي التي تقف وراء محاولات إشعال نيران الفتنة في البلاد، وذلك بمحاولة ركوبها موجة ما بات يعرف بـ”باستغلال الحدث”، واستغلالها لكل حادث، لزعزعة استقرار البلاد.
كل ما ينقصھا ھو الفرصة المناسبة سانحة لإشعال نيران الفتن في البلاد، وبث القلاقل، عاملة علي صناعة واقع خطير يجعل جھاز الأمن موضع اتھام ومحل تشھير من قبل كل من ھب ودب مما يفقده توازنه ويجعله ضعيف امام ھدفھا
يعتبر الأمن حاجة أساسية للأفراد ،كما هو ضرورة من ضرورات بناء و تطور المجتمع و صمام أمان لبقائه، و مرتكز أساسي من مرتكزات الإستقرار وجعله واقفا موقف المتهم في كل حدث يفقده ھيبتھ وتتجرا السفلة واصحاب القلوب المريضة والعصابات التي تريد النيل من أفراده عليه
حان الوقت لوجود سياسة الحزم والعزم في إعادة ثقته و القضاء على أحلام اليائسين من إحداث الخراب والفوضى، بإشعال فتيل الفتن وتحريض من اجل سفك (الدم)
و قطع طريق علي رؤوس الفتنة من دعاة الخراب والھدم والدائرين في فلكهم من أدوات.
البلاد اليوم بحاجة الي إستعادة هيبة الشرطي كرجل أمن يلزم القانون احترامھ
الشرطي المطحون الذى يتحمل الكثير من ضيق العيش.. والغلاء والمعاناة عن طيب خاطر.. و تسليم.. قد لا يحتمل الإهانة البالغة لكرامته امام أبنائه وذويه... والظلم الجائر بسبب تجاوزات غير مقبولة من سفلة المجتمع وحثالة المجرمين امام الكاميرات والحشود في كل حدث ..
وأرى أن هذه المسألة هى قضية جوهرية تمس أمننا الداخلى وأمننا القومى فى ظل مناخ يتصيد فيه الكثير من الأطراف المغرضة الثغرات لبث الكره وإشعال الفتن بين مختلف أطياف المجتمع..
وفى تصورى فإن إصلاح هذه العلاقة وسلوكيات ومواقف المواطنين ورجال الشرطة لا تقتصر فقط على إجراءات حازمة من طرف الدولة وإنما تتطلب دورا مجتمعيا واعيا وهادف وبناء.. يسهم فى إبراز دور الشرطة الايجابي والبطولى فى حفظ أمن وسلامة المجتمع بالتعاون مع مختلف الأجهزة الأمنية للدولة.. ويضع التجاوزات فى الممارسة الشرطية فى حجمها الحقيقى دون تهويل أو الاستغلال وكذلك دون تجريح وتعميم.
احترام رجال الشرطة وتقدير العمل الذي يقوم به واجباً وطنياً باعتبارهم العين الساهرة على أمن الوطن وحياة الأشخاص وما يقدمونه من جهود حثيثة للحد من العديد من الظواهر الخاطئة من ھنا اطلب من وزارة الداخلية. ان تبذل
جهود مكثفة تركز علي استهداف الخارجين عن القانون. وتكذيب الشائعات وتقديم الصورة الحقيقية للمواطن ونشر رسالة الوعي والمعرفة وتقديم القوافل الإنسانية والندوات المعرفية ولا تختصر فقط رسالتها في الأمن والأمان وحماية المواطن بل وتقديم المعرفة والوعي الفكري وتتفاعل مع المواطنين بتقديم الخدمات الإلكترونية والعامة علي مواقع التواصل الاجتماعي للتسهيل والتيسير علي المواطن. حتي تكون ناقلة الصورة الحقيقية للحدث وقطع الطريق امام كل من يحاولون استغلاله
بقلم شيخنا سيد محمد