حرب غزة كشفت الكثيرمن الامورالهامة والاساسية في مسارالصراع العربي الاسرائيلي,حيث ثبت أن جمهورية ايران الاسلامية هي التي توفر سلاح الحرب علي العدو الاسرائيلي, ولا بد من الاعتراف بأن دورإيران كان فاعلا ومؤثرافي المعركة وفي الكواليس السياسية ويسب له العدو الامريكي والاسرائيلي الف حساب وحساب.وهذا لعمري شيئ هام جدا في كل المسارات التي يمر بها الصراع. إن هذا هو الموقف الحقيقي للأغلبية الساحقة من الشعوب العربية، رغم محاولة، الانظمة العربية والغربية استصغار العمل الإيراني والاستهانة به، إلقاء قنابل دخان تغطى ما لا يمكن إلا أن يعتبر “دياثة” سياسية (واعتذر عن استعمال هذه الكلمة لوصف مواقف الذل والانبطاح… لأنني لم أجد كلمة أسوأ منها وأنا لا أملك إلا أن أحيي هذا العمل الجبار،الذي تقوم به ايران وأذرعها العسكرية في العراق ولبنان واليمن وسوريا.
ومن هنا أقول بكل يقين إن مواصلة “شيطنة” إيران هو عمل يصب في خانة عملية تدمير الوطن العربي الذي أصبح “قصعة” تتداعى عليها الأمم، وهو ما بدأ منذ عقود، عندما أوحى نابليون بونابرت بجعل فلسطين دولة لليهود، وربما منذ قرون، عندما دعا البابا أوربان الثاني لحملات الفرنجة، التي اصطلح على تسميتها بالحروب الصليبية.
وما يجب أن يقال اليوم أن “الانبطاح” أمام مخطط الشمال الإمبريالي والهرولة للتطبيع مع الكيان الصهيوني بدأ منذ سنوات بأسلوب غير مباشر،
باختصار شديد، اتخذت معظم القيادات العربية موقف العداء للجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ قيام النظام الجديد وطرد ممثلي الكيان الصهيوني من طهران ووضْع مقرّ سفارته تحت تصرف القيادة الفلسطينية.
ومن هنا يبدو أن ذلك العداء موجه أساسا لكل ما يخدم القضية الفلسطينية ولكل ما يواجه الضغط الأمريكي الذي لم يحاول يوما إخفاء محاولاته المتواصلة لضمان السيطرة المطلقة على الإرادة العربية.
وما يمكن أن يُقال كثير ومؤلم، بل وأحيانا مُقرِفٌ إلى حدّ إثارة الغثيان، لكن ما قامت به إيران، ورغم هشاشته وضعف تأثيره التدميري، هو عمل تاريخي مقارنة بمواقف النذالة التي راحت تزود الكيان الصهيوني بالغذاء والوقود، ولم تقتدِ حتى بدول أمريكا اللاتينية، التي لم تتصرف كالأغوات في قصر السلطان.
وواجبنا العربي والإسلامي والمسيحي، في نظري، هو الحرص على أن تكون إيران، وبقية الدول الإسلامية في آسيا وإفريقيا، عمقا استراتيجيا للوطن العربي،
أنا نؤمن بأهمية تحقيق التحالف المذهبي السني- الشيعي وبناء التكامل الإقليمي العربي – اللاعربي وسيادة الوئام الديني الإسلامي – المسيحي، لأن هذا هو ضمان حماية المشرق والمغرب العربيين من أطماع الشمال وقاعدته المتقدمة، وحرية الوطن العربي واستقلاله ضمان لحرية العالم الإسلامي.