هل انضمت عبارة “الله أكبر” إلى المحظورات عند الغرب ولحقت بـ”مقاومة” و”فلسطين” و”حماس”؟ هل هي فاشية غربية أم جهل حضاري وثقافي؟ قصة إساءة جنود “خالد بن الوليد” فهم مقولته “أدفئوا أسراكم” حاضرة

أحد, 19/05/2024 - 13:43

هل انضمت عبارة ” الله أكبر ” إلى قائمة المحظورات لدى منصات التواصل الغربية؟

سؤال فجّره اليوم منشور للكاتب المصري كارم يحيى على “الفيسبوك”، جاء فيه ما نصه: “حقيقة تاريخية النشيد الوطني لمصر “الله أكبر” ألغاه السادات، وقام باستبداله ببلادي بلادي استجابة لطلب بيجن مع المعاهدة إياها والتطبيع. هذه حقيقة موثقة ولا علاقة لها بالاختلافات حول تقييم عبد الناصر والسادات”.

لم يمر منشور “يحيى” مرور الكرام، وفوجئ -فورا-بتقييد حسابه على الفيسبوك لانتهاكه معايير النشر.

وعن تعليقه على ما جرى يقول “يحيى” لـ “رأي اليوم”: ” واضح أن مارك وإدارة الفيسبوك تتوسع في حظر كلمات عربية ومنها كلمات ذات طابع ديني وحضارى لا علاقة لها بالعنف والإرهاب مثل “الله أكبر”.

وأبدى “يحيى” استغرابه قائلا: ” الله أكبر تتردد في الأذان الذي يذاع في المدن الأوروبية والأمريكية عشرات المرات يوميا، فكيف يعتبرها السيد مارك والذين معه إرهابا أو خرقا لقوانين النشر”.

ويتابع قائلا: “من قبل كان يتم حظرنا قبل 7 أكتوبر بسبب كلمة مقاومة أو حماس أو صهيونية أو فدائية أو احتلال، فلجأنا إلى استخدام التحايل باستخدام نقاط بين الحروف.

أما أن يصل الأمر ليصبح لفظ الجلالة في ديانة يدين بها أكثر من ملياري مسلم، فهذا هو الإرهاب بعينه”.

وعن تأكده من أن الحظر تم بسبب “الله أكبر”

قال يحيى: “هذه المرة بمجرد كتابة المنشور، تم رفضه، وتم إرسال رسالة باللغة الإنجليزية تفيد بتقييد الحساب فورا، إضافة إلى رسالة أخرى بانتهاك القوانين، وقبل ذلك كان ينشر ثم يحذف”.

وقال إنه عندما أدرك أن السبب المحتمل لتقييد حسابه عبارة ” الله أكبر” كتب: أنا اتحظرت بسبب ” الله أكبر”، مشيرا إلى أن الفيسبوك لم ينشرها أيضا.

وقال إن أقصى عقوبة تعرض لها من الفيسبوك منذ حوالي 13 سنة، مشيرا إلى أنه كاتب صحفي يدرك جيدا معنى انتهاك تقاليد النشر، ولا يسب ولا يقذف ولا يسيء استخدام المواقع.

وقال إنه في هذه المرة لم يجد وسيلة احتجاج لدى الفيسبوك على ما جرى، ولم يتم إعطاؤه حق الاعتراض، معتبرا ذلك نوعا من انواع الفاشية.

واختتم مؤكدا حاجتنا نحن العرب إلى وسيلة تواصل اجتماعي بديلة أكثر حرية، مشيرا إلى أهمية عدم الصمت وفضح سلوك الحظر المشين.

أحد خبراء القانون -رفض ذكر اسمه- قال لـ “رأي اليوم”: ” يجب مخاطبة هذه المنصات من قبل جهة رسمية مثل الأزهر التي يجب أن يوضح لهم أن “الله أكبر” من شعائر الإسلام، واللفظة الأولى في الصلاة ويفتتح بها أي عمل”.

ويضيف: “هذه منصاتهم وهم أحرار، ونحن عيال عليهم، وكل ما نملكه هو الشكوى والاعتراض وتوضيح الأمر”.

ويتابع قائلا: “لا ننس طيارة البطوطي التي وقعت، واستشهدوا بعبارته: توكلنا على الله.

هذه مفاهيم ثقافية قد لا يفهمها الآخرون المختلفون عنك،ويفسرونها حسب ترددها في إعلامهم”.

ويطالب بتوضيح أن “الله أكبر ” تضمنها أحد الأناشيد الوطنية بسبب العدوان على مصر عام 56.

ويؤكد ضرورة توضيح بعض المفاهيم والاصطلاحات الملتبسة بين حضارة وأخرى، مذكّرا بمقولة خالد بن الوليد لجنوده في إحدى المعارك: “أدفئوا أسراكم”

ففهم بعض الجنود حسب لغته أنها دعوة لقتل الأسرى، فقتلوهم.

وقال إن المفاهيم الثقافية قد تختلف ليس من لغة إلى لغة بل من لهجة إلى أخرى.

ويختتم مؤكدا أن المفهوم الثقافي والحضاري الإسلامي للغات أمر في غاية الأهمية، مشيرا إلى أن عبارة ” الله أكبر ” تقال أيضا طلبا لحماية القوة الأكبر” الله” لمواجهة الشر بكل أنواعه.

النشيد الوطني لمصر

يذكر أن النشيد الوطني المصري، ظل لحن “والله زمان يا سلاحي” هو السلام الجمهوري حتى عام 1979 حين صدر القرار الجمهوري رقم 149 بتعديل السلام الجمهوري لجمهورية مصر العربية إلى نشيد “بلادي بلادي” الذي كتبه الشيخ يونس القاضي (متأثراً بكلمات لمصطفى كامل) ولحنه سيد درويش وأعاد توزيعه محمد عبد الوهاب.

ثم في ديسمبر 1982 صدر القرار الجمهوري رقم 590 والذي نص في مادته الأولى على أن “يراعى أن تصاحب كلمات المقطع الأول من نشيد “بلادي بلادي” النوتة الموسيقية في جميع الاحتفالات الشعبية والوطنية، وأن يقتصر السلام الوطني على عزف النوتة الموسيقية بغير نشيد في حالة استقبال الرؤساء والوفود الأجنبية ، وفي غير ذلك من الأحوال التي تقتضي عزفه مع السلام الوطني لدولة أجنبية