تلقّى الجهاز الأمني التابع للتعبئة والموارد البشرية في كتائب القسام خلال الأسابيع الثمانية الماضية أكثر من 10 ألاف طلب “تجنيد” لقوات الكتائب التابعة لحركة حماس فيما تلقت حركة الجهاد الإسلامي وفقا لمصادر مطلعة في بيروت ما لا يقل عن 3 آلاف طلبا جديدا للتجنيد والتدريب في صفوفها وأكثر من 1000 مقاتل آخر تم تجنيدهم فعلا في صفوف بقية الفصائل.
ويبدو في السياق العملياتي الذي يتجهز لحرب استنزاف طويلة الأمد” مع إسرائيل “قد تمتد” لما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية- كما ذكرت “رأي اليوم” في تقرير سابق لها أن خطط غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة تأخذ بإعتبارها تعزيز الكادر البشري في الأشهر المقبلة حيث تتوفر عملياتيا كل الإمكانات اللازمة.
“وأبلغ قيادي في المقاومة الفلسطينية “رأي اليوم بأن قيادة الأركان في كتائب القسام تتلقى مئات الطلبات للتجنيد والانضمام لمؤسسات القسام الأمنية والعسكرية وبمعدل يومي حتى أن الجهاز المختص والخبير بدأ يؤجل النظر في بعض تلك الطلبات لحين إجراء الترتيبات المناسبة.
وشهد القيادي بأن حرب الإبادة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على الشعب في غزة يتم الآن الرد عليها ضمن قطاعات الشباب والعائلات بالرغبة في الإنضمام للكوادر الأمنية والعسكرية والحصول على تدريب عملياتي سريع والمشاركة في القتال.
وقال القيادي: “حركة حماس تحديدا تواجه الآن فائضا من الراغبين في التجنيد”، وصادق مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان على تلك المعطيات.
وأعلن قبل يومين خبير أمني إسرائيلي رفيع المستوى بأن حماس أظهرت قدرة على “تجنيد المزيد من المقاتلين حتى خلال عمليات القصف “.
وقال الجنرال احتياط تامير هايمان أن الرهان على الجهد العسكري فقط لا يكفي مهما كان نوعياً، وهو لن يقضي على “حماس” التي ستنمو من جديد وتعبّئ صفوفها بجنود جدد بدلاً من عناصرها الذين يقتلون في القتال.
وترجح أوساط قريبة سياسيا من المقاومة إن الجرائم العنيفة التي تشنها إسرائيل ضد اهل غزة تحقق معدلات معاكسة لخطط العدو فأهل المدن في القطاع ينزحون صحيح لكن الإرادة الجماعية باتجاه تجنّب “الهجرة” لا بل تتلقى المكاتب المختصة بالتدريب البشري والتعبئة في فصائل المقاومة يوميا عشرات الطلبات للتجنيد رغبة في الانتقام أو حتى “الدفاع عن النفس والعائلة”.
وعلى المستوى العملياتي وضعت خطط ميدانية لحرب ومعارك أطول وذات طبيعة إستنزافية تتضمن بقاء الذخائر وصناعتها وكسبها من العدو كغنائم وتتضمن أيضا تعويض الفاقد من الشهداء بمن يتم اختيارهم للخضوع لتدريب سريع على كفاءة مواجهة الاستنزاف.
وتتبع الكتائب المقاتلة أسلوب “التدريب أثناء الاشتباك” بمعنى تجنيد المزيد من المقاتلين وضمّهم رسميا وتأهيلهم عبر الدوريات الأمنية أو خطط المراقبة والتأمين وبعض المهام المدنية والإدارية قبل إخضاع المختارين منهم لتدريب رفيع المستوى في المهام القتالية المتقدمة.