قال الرئيس الموريتاني المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني، الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي، إن رغبة العالم في القضاء على الفقر ستظل بعيدة المنال “إذا لم تتمكن القارة (إفريقيا) من تسخير إمكاناتها الوفيرة وخلق فرص عمل ونمو اقتصادي كافيين”.
جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة (Project Syndicate) العالمية، كتبه ولد الشيخ الغزواني، بالتشارك مع أجاي بانجا، رئيس مجموعة البنك الدولي، بعنوان “وضع إفريقيا على طريق الازدهار”.
وجاء في المقال أن “خلق عالم خالٍ من الفقر على كوكب قابل للعيش يعتمد على تعزيز النمو وخلق فرص العمل في إفريقيا”.
وأشار إلى أن التحدي الذي ينتظر العالم هو خلق فرص العمل أمام الشباب، مؤكدًا أنه “في حين من المتوقع أن يصل 1.2 مليار شخص في البلدان النامية، إلى سن العمل خلال العقد المقبل، من المتوقع توفر 420 مليون وظيفة فقط لهم، مما يترك حوالي 800 مليون شخص بدون مسار واضح للتوظيف”. وشدد المقال على أن “الحاجة للتركيز على مستقبل إفريقيا واضحة، لأن العالم الخالي من الفقر على كوكب قابل للعيش سيظل هدفاً بعيد المنال إذا لم تتمكن القارة من تسخير إمكاناتها الوفيرة وخلق فرص عمل ونمو اقتصادي كافيين”.
ووصف المقالُ المهمة بأنها “ضخمة، لأن تحديات إفريقيا كبيرة”، مشيرًا إلى أن “حوالي 500 مليون إفريقي يعيشون في فقر، بينما تلقي الصراعات وتغير المناخ وأعباء الديون غير المستدامة وأزمات أخرى بظلالها على الآفاق الاقتصادية للقارة”.
وخلص المقالُ إلى الاعتقاد بأن “استراتيجية مركزة تولد فرص عمل بينما توفر المكونات الأساسية للتنمية ضرورية لتلك الرحلة”، مؤكدًا أن هذه الاستراتيجية يجب أن “تستند إلى خمسة ركائز”.
وأوضح المقالُ أن هذه الركائز تبدأ بالعمل أولًا على “تحسين الوصول إلى الكهرباء، وهو حق أساسي للإنسان وجوهري للتنمية”، ثم العمل ثانيا على خلق “بنية تحتية فعالة وعالية الجودة أمر ضروري للتجارة. نقل البضائع بين الدول الأفريقية يمكن أن يكون عملية طويلة ومكلفة، لأن شبكات الطرق والسكك الحديدية غير كافية، والنقل البحري متواضع، وأوقات الانتظار على الحدود طويلة للغاية”.
أما الركيزة الثالثة فهي “زيادة الاستثمار في الأعمال الزراعية. فقط 6 في المائة من الأراضي الزراعية في أفريقيا مروية، مقارنة بـ37 في المائة في آسيا، وللقارة واحدة من أقل معدلات استخدام الأسمدة في العالم، مما يؤدي إلى إنتاجية تعادل ثلث المتوسط العالمي”.
والركيزة الرابعة تمثلت في “تعزيز نظم الرعاية الصحية. تهدف مجموعة البنك الدولي إلى مساعدة البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط في تقديم خدمات الرعاية الصحية لـ1.5 مليار شخص بحلول عام 2030”.
وفي الأخير يشير المقالُ إلى أن “تعزيز السياحة سيخلق فرص عمل للنساء، اللواتي يشكلن الأغلبية في قطاع السياحة، ويسرع النمو الاقتصادي”.
المقالُ الذي نشر بالتزامن مع انعقاد القمة الخمسين لمجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع في إيطاليا، دعا إلى “الشراكة والاتحاد من أجل تحقيق التنمية”، مشيرًا إلى إمكانية “استهداف القطاعات التي تخلق فرص العمل والنمو، وإشراك القطاع الخاص، ومساعدة أفريقيا على تأمين المستقبل المزدهر الذي تستحقه”.
ونشر المقال في صحيفة (Project Syndicate) المعروفة عالميًا بأنها تنتج وتقدم تعليقات لجمهور عالمي، وتنشرُ مقالات حصرية لقادة العالم وصناع القرار، ورجال الأعمال والناشطين في المجتمع المدني العالمي.