رأت محافل سياسيّة وأمنيّة في كيان الاحتلال أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، لم يتمكّن على ما يبدو من اغتيال القائد محمد ضيف، ولكنّه بالتأكيد استطاع تصفية صفقة التبادل بين الكيان وحركة (حماس)، وفق ما أكّدته صحيفة (هآرتس) العبريّة.
وحتى اللحظة، أيْ صباح الأحد بتوقيت فلسطين المحليّ، ما زالت دولة الاحتلال تسأل نفسها: هل تمكّنت من اغتيال الضيف؟ أمْ أنّه نجا مرّة أخرى من المحاولة، وهي الثامنة منذ بدأ الاحتلال بملاحقته في العام 1991.
الى ذلك، تفاخر وتباهى جيش الاحتلال الإسرائيليّ بأنّه استخدم عدّة قنابل أمريكيّة بزنة ثمانية أطنانٍ لتنفيذ مجزرة مواصي خان يونس أمس السبت، زاعمًا أنّ الحديث يجري عن قنابل ذكيّةٍ، هدفها اغتيال قائد كتائب عز الدّين القسّام، الجناح العسكريّ لحركة حماس، محمد الضيف، وفق ما أكّدته القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ.
وكشف الإعلام العبريّ، نقلاً عن مصادر عسكريّةٍ وأمنيّةٍ في تل أبيب، النقاب عن استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي قنابل (إم كيه 84) الأمريكيّة التي تزن طنًا من المتفجرات في مجزرة مواصي خان يونس، مشيرًا إلى أنّ هذه القنابل كانت ضمن شحنة الأسلحة التي أخّرتها الولايات المتحدة في شهر أيار (مايو) الماضي.
قنبلة (المطرقة).
يُشار إلى أنّ القنبلة “إم كيه 84″، وتعرف أيضًا بـ “مارك 84″، سميت بـ “المطرقة” للضرر الشديد الذي تلحقه إثر انفجارها، وتزن ألفي رطل (900 كيلوغرام تقريبًا)، وهي قنبلة موجّهة لها رأس حربي متفجّر.
وتشكّل الذخيرة المتفجرة نسبة 45 بالمائة من الوزن الإجمالي للقنبلة، ويمكن أنْ تحدث حفرة بعرض نحو 15 مترًا وعمق يتجاوز 10 أمتار.
كما تستطيع القنبلة اختراق المعدن بعمق 38 سنتيمترًا تقريبًا، واختراق نحو 3 أمتار من الخرسانة اعتمادًا على الارتفاع الذي أسقطت ووجهت منه، وتتسبب بأضرارٍ مُميتةٍ حولها تتجاوز دائرة قطرها تقريبًا 73 مترًا.
وذكرت تقارير سابقة، أن جيش الاحتلال الإسرائيليّ استخدم القنبلة نفسها في مجزرتيْ مستشفى المعمداني ومخيم جباليا، ورأى الخبراء العسكريون أنّ تأثير الغارات وضررها في المكانين المذكورين يتطابق مع الآثار التي تحدثها قنبلة (المطرقة)، على حدّ تعبيرهم.
جديرٌ بالذكر في هذه العُجالة أنّ التسليح الأمريكيّ لدولة الاحتلال يفوق الـ 11 مليار دولار منذ بدء العدوان الهمجيّ والبربريّ على قطاع غزّة في شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام الماضي.
وباعتبارها الموّرد الأساسي لإسرائيل قدّمت واشنطن مساعدات عسكرية لجيش العدوّ بقيمة تفوق 6.5 مليارات دولار، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، بحسب ما أكّدت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكيّة، بالإضافة إلى المعونات الأخرى التي تُقدّمها الولايات المتحدّة الأمريكيّة لدولة الاحتلال سنويًا.
وفي السياق، نقلت صحيفة (وول ستريت جورنال) عن مسؤولين أمريكيين أنّ إدارة جو بايدن وافقت على شحن قنابل زنة 500 رطل إلى إسرائيل، وقال المسؤولون الأميركيون إنّ “القنابل في مرحلة الشحن، ويتوقع أنْ تصل إلى إسرائيل في الأسابيع المقبلة“.
وكانت الولايات المتحدة علّقت في أيار (مايو) الماضي شحنة القنابل الثقيلة لإسرائيل مدّعية أنّ ذلك جاء بدافع “القلق بشأن التأثير، الذي يمكن أنْ تحدثه بمناطق مكتظة بالسكان في غزّة”، وفق زعمها.
كما وقّع الرئيس الأمريكي بايدن في نيسان (إبريل) الماضي حزمة مساعدات لإسرائيل تبلغ 26.4 مليار دولار، من بينها 14 مليارًا مساعدات عسكرية.
في سياق ذي صلةٍ، كشف محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، النقاب عن أنّ الخلافات الداخليّة بين قادة الأجهزة الأمنيّة وبين رئيس الوزراء نتنياهو تأججت في الأيّام الأخيرة على وقع اعتقاد القادة بأنّ رئيس الوزراء يعمل كلّ ما يستطيع من أجل تأجيل قضية (اليوم التالي)، أيْ وقف الحرب، لأنّه يعلم يقينًا بأنّ التوقيع على صفقةٍ مع (حماس) ستؤدّي حتمًا لسقوط حكومته والذهاب إلى انتخاباتٍ جديدةٍ.
ويُشار إلى أنّ استطلاع رأيٍ بثته القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ أكّد أنّ سبعين بالمائة من الإسرائيليين يؤيّدون استقالة نتنياهو من منصبه، وهذا المؤشّر يدفع نتنياهو لممارسة ألاعيب الخداع بهدف مواصلة العدوان على غزّة لكي يُواصِل الحفاظ على منصبه