استمعت الآن لصوتية الشيخة العزة الموجهة لإخوتها وأهلها في الطريقة..
واضح أنه تم تسريب الصوتية دون إرادة الشيخة..
ولكن بعد أن تداولها الناس وأصبحت مجالا للتعليق المرتبط بما يمكن وصفه بقضية الساعة؛ فقد أحببت أن أعلق عليها تعليقا مختصرا في النقاط التالية:
١) تضمنت الصوتية بعض المضامين السياسية التي لا تعليق لي عليها؛ حيث إنها تدخل في إطار حرية الممارسة السياسية التي لا يمكن لأحد أن ينكرها على أحد إلا تجنيا..
٢) أوضحت الشيخة العزة ما لا ينتظر غيره، وهو التأكيد على المصدر المشروع لأموالها..
والحقيقة أنه ليس مطلوبا من أي مسلم تأكيد مشروعية ماله أصلا؛ لأن هذا أصل، وإنما يلزم من طعن في تلك المشروعية أن يأتي بالبينة والدليل وإلا كان من أهل الزور والبهتان والظلم والعدوان..
ورغم ذلك فقد جاء هذا التأكيد مفهوما ومقبولا في سياقه؛ حيث إنه داخل بوضوح تحت باب: "وإن لنفسك عليك حقا"؛ فكان من حق العزة على نفسها أن تبرءها مما اتهمها بها غيرها دون دليل..
٣) أكدت الشيخة العزة أن الاتهامات التي وجهت لها يجب أن يحسم القضاء في أمرها، وأنها هي أول من سيقبل بما سيقرره القضاء في هذا الشأن..
٤) أكدت أن موقفها ممن قذفها لا ينسحب على أي شخص آخر غيره مهما كانت صلته به؛ محذرة أنصارها من الحيف في مواقفهم ممن قذفها بما يدفعهم للإساءة لأهله أو أسرته أو قبيلته.
٥) تضمنت الصوتية نقاطا أخرى متفرقة يمكن اعتبارها مسائل خصوصية كالصوتية نفسها، لذلك ألتزم بعدم التعليق عليها تجنبا للخوض في ما لا يعنيني وفي ما هو شأن خاص بآخرين.
٦) شعرت بقشعريرة مفزعة وأنا أستمع للصوتية حين تصورت حال ومصير من يقذف (الغافلين والغافلات من المؤمنين والمؤمنات) وهم لا يشعرون ولا يفكرون إطلاقا في شيء مما يبيت ضدهم.. ولقد تأثرت كثيرا بقول السيدة العزة: "أنا گاع مصوفجة"، وأحسست في نبرتها كثيرا من البراءة.
٧) لا علاقة لهذا التعليق بتقييم تصرفات العزة الشخصية وأسلوبها في ما قد يعتبره البعض إنفاقا وما قد يعتبره غيره تبذيرا وإسرافا.. فعليك بنفسك، ولا تنصح في الملأ أبدا إن كنت ناصحا مخلصا، إلا أن تكون نصيحة موجهة للعموم دون تمييز أو تحديد لأشخاص المخاطبين..
٨) ليس في هذا أبدا ما ينفي أو يدحض مشروعية ارتفاع الأصوات للتحذير من الفساد ومن مخاطر المخدرات وتبيض الأموال وغسيلها.. لكن أضمن وسيلة لإفشال مثل هذه الحرب المقدسة وإفسادها هو جعل الناس يتجنبون الخوض والحديث فيها، أو جعلهم يطلقون التهم جزافا وعلى عوانها..
حفظ الله هذا البلد وأهله