عاشت حكومة الشباب على قراراتها ومقرراتها، وتحيا قوة المال والنفوذ ، وندعوا الله أن يحفظ حكومتنا حكومة مؤمورية الشباب من حسد الشعب وحقد الحاقدين ومن كل مكروه يُصيبها.
وأبشروا يافقراء موريتانيا فالقادم خيراً حسب قرارات الحكومة الرشيدة حيث سيزداد الفقراء فقراً والجياع جوعاً والأغنياء فُحشاً. ولنذهب نحن فقراء موريتانيا الى الجحيم..
الحكومة الرشيدة عجزت عن المساواة بين المواطنين في التعليم وضربت عرض الحائط بمشروع رئيس الجمهورية لا لمدرسة الجمهورية قالها الاغنياء بسلطة نفوذهم ابنائنا سيدرسون في مدارسنا الخاصة سبع مدارس تم التشريع لها حتي الان رسميا بفتح السنوات الأولي والثانية والثالث في تفرغ زين وستة وعشرون تنتظر علي نعش مشروع مدرسة الجمهورية التي اقامت الدولة الدنيا ولم تقعدها من اجل إنجاح مشروع تتميز به . وانفقت من اجله مئات الملايين.
نعم اصبح اليوم التمييز بسلطة التشريع بعد ان كان وراء الكواليس
كنا نعلم علم اليقين ان الفقير حين يخالف مخالفة بسيطة يمكن لابسط شرطي انتهاك حرمة بيته وجره امام اهله دون خوف وكنا نعلم علم اليقين ان الغني مهما كان بطشه وسوء عمله لايمكن لمفتش الشرطة ان يزعجه باكثر من اتصال تودد من اجل تشريفه في مكتبه واستعطافه لرد علي اسئلة خجولة
كنا نعلم ان التمييز بين الغني والفقير في الماء والكهرباء والصحة وحتي حق المواطنة كنا نعلم ان مناطق الاغنياء محظورة علي سياراة اجرة الفقراء لاكن كان التمييز خجولا ووراء الكواليس لاكن حين يصل الأمر الي مدارس للاغنياء لا تنطبق عليها برامج الحكومة ومدارس للفقراء فإن الأمر تجاوز الحد , ولامعقول وفيه تجاوز لكل الحدود!!
بلونه, ورائحته, واسراره وعوراته التي تدفع امامها بعشرات من علامات التعجب والاستفهام!! ولو كانت - في اي بلد آخر غير موريتانيا - كانت كفيلة باستنفار وتحريك - او على الاقل - اثارة هواجس وقلق كل من يهمه الامر ليس فقط على مستوى السلطة التنفيذية, ولكن على مستوى اهتمامات ورصد وتحليلات علماء الاجتماع والاقتصاد داخل دوائر الدراسات والبحوث الاجتماعية والاقتصادية..
بهذه الصورة واسرارها وعوراتها واجوائها, ومن زاوية الخلل والتشققات في البنيان الاجتماعي والاقتصادي, تدخل في نطاق دراما الفساد والمفسدين!! وهي في توقيتها , ترسم احدى صور الكوميديا السوداء!!
بصراحة وبعيدا عن حكاية الجهل المركب بالفقر والجوع والمرض، يستحق الشعب الموريتاني الفوز بالميدالية الذهبية في السذاجة..
نحن شعب تتمدد السذاجة على أجسادنا المنهكة الجائعة، فنطعمها بالأوهام البراقة لا بالحقائق الواقعية..
دعونا نتعرف على السبب الذي يقربنا كثيرا من الظفر بميدالية السذاجة الذهبية، حتى تتبدد سحب العجب عن وجوه الموريتانيين تعتليها غبرة وترهقها قترة..
نحن شعب لا نستطيع صناعة رأي لأنفسنا، فقد تعودنا ارتداء آراء السياسيين البلهاء واعتناقها وهما وكذبا..
نعلم تماما أن السياسي أكبر منافق في التاريخ، وأنه أناني مخادع لا يتجرد من مآرب ذاته الأمارة بالسوء، ولا يستطيع مغادرة مطامعه ومصالحه حتى لو كان ثمن ذلك طحن عظام الناس..
نعلم أن السياسي بلا مشاعر، يأخذ المواطن مطية يقفز بها من ساحة الفداء والتضحية والتشرد إلى عالم (الفخفخة) حيث اللذائذ والعيش الرغيد..
نعلم أن هؤلاء السياسيين بلهاء وقراصنة لصوص يسطون على أحلامنا، ومع ذلك نسير في ظلهم، نهتف لهم ونصفق لهم ونترك (عصمة) حاضرنا ومستقبلنا بأيديهم..
يخشى السياسيون دائما من ثورة (الجياع)، فيخدرون الناس بالوعود والأوهام والشعارات الزائفة، أما الطبقة المؤثرة من الشعب فيتم شراؤها بالمال، والمال كما قال عربي ثائر: هو أرخص وسيلة لشراء قلوب الناس وألسنتهم وحناجرهم وعقولهم، والقلوب والألسنة والحناجر والعقول هي رصيد كل من يطمع في السلطة والنفوذ...
صفقنا لأكثر من ابع وستين عاما للسياسيين خوفا ورعبا، دعونا نهتف بسذاجة: يعيش الأغنياء.. يعيش يعيش. تعيش حكومة الشباب .. تعيش تعيش..
الى ان يأتي الفرج ..سنبقى نسأل المولى بأن يُزيح هذه الغيمة، وهذه الزمر الحاكمة من فوق رؤوسنا وان يأخذهم هم وكل الظالمين الى غير رجعه، على أمل بغدٍ افضل ان بقي هُناك غدُ لنا.
والله ولي التوفيق.
بقلم شيخنا سيد محمد