من قلب مهد الحضارة الموريتانية النابض ومنبر العلوم والرقي ….من مدينة شنقيط العريقة .
من على قمة هضبة آدرار التي تتربع شنقيط عليها ، أسترجع لحظات من التاريخ أسير على خطى درب من الإزدهار الفكري والمعرفي والتجاري مرت به هذه المدينة، يعيدني إلى القرن الثاني بعد الهجرة ، حيث شكلت هذه البقعة الجغرافية مركزا علميا وروحيا وصل مداه لكافة أصقاع العالم ، حيث المخطوطات والكتب الزاخرة بشتى العلوم ، حيث انطلق المرابطون فاتحين وتيمم ركب الحجيج قاصدين الديار المقدسة ، حيث مرت القوافل التجارية التي جعلت من المدينة أنذاك حلقة وصل رابطة بين إفريقيا وغربها فصارت قطبا تنمويا للتجارة الممتدة عبر الصحراء .
هنا مئذنة جامع شنقيط العتيق وباحته الطاهرة ، تحكي هي الأخرى عن مجد تليد يرجع للسنة ست مائة وستين للهجرة يرشدك إلى ترسخ العلم والعلماء في هذه البقاع .
هنا المدارس القرآنية وتلاوة الفجر وذكر الله وأهل الله وخاصته ، هنا باسقات النخيل تعانق الجبال الشامخة ، والرمال النقية تتوهج ضياء في علاقة متلازمة مع الشمس والقمر بين البرد و الدفئء لاتشوبها شائبة ولا تعكر صفو الناظرين .
هنا شنقيط … حيث لاصوت يعلو فوق صوت العراقة والسؤدد ، حيث الهدوء والطمأنينة والبساطة والتواضع وطيبة النفس وحسن الجوار .
بكل اختصار هي مدينة تتنفس عبق التاريخ فكل شبر فيها يحدثك عن جذورك وأمجادك الراسخة كرسوخ مرتفعات آدرار ….يحدثك عن بلادك التي حملت إسمها يوما وسارت به بعيدا نحو المجد والشموخ
.. هنا بلاد شنقيط .
هنا شنفيط التي تجابه عاتيات الزمن بكل أبهة وتأبى إلا أن تزداد رفعة وطودا بمكنوناتها الفكرية ومخطوطاتها الغنية بشتى العلوم سبيلا لتأدية أمانة العلم والتعلم .
شنقيط المدينة التي تتوهج حضارة وتاريخاً تتجشم لوحدها عناء زحف الرمال في صمت ، كثبان رملية تكتنفها من كل صوب ، وهي ليست إستثناء من ظاهرة التصحر والنزوح نحو المدن وهجرة الشباب المتواصلة .
أتمنى أن تستفيد هذه المدينة من مهرجان مدائن التراث وأن لا يدخل هذا المهرجان في خندق النسخة المكررة فهي فعلا تستحق .
وهذه بعض الأولويات :
إصلاح الطريق الرابط بينها ومدينتي أطار ووادان وكذا توسعة الممرات الجبلية ( وزارة التجهيز والنقل .
إنشاء شبكة طرق عصرية ونظيفة للمدينة ( مدينة صديقة للبيئة ) ( وزارة التجهيز والنقل ، وزارة البيئة والتنمية المستدامة)
ترميم المكتبات و الحفاظ على المخطوطات ( وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان ، وزارة الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي)
ترميم المسجد العتيق وإدراج ميزانية خاصة للإعتناء به ( وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي - موريتانيا، وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان ) .
إنشاء سور أخضر من النخيل والأشجار المثمرة لحماية المدينة من زحف الرمال ( وزارة الزراعة Ministère de l'Agriculture، وزارة المياه والصرف الصحي - Ministère de l’Hydraulique ، وزارة البيئة والتنمية المستدامة )
إنشاء أكاديمية للتراث الحضاري في المدينة ( وزارة الثقافة والشباب والرياضية ة والعلاقات مع البرلمان ، وزارة الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي ) .
إنشاء متحف يحكي تاريخ المدينة وأصالتها (وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان) .
إنشاء موقع ألكتوروني خاص بالتعريف بالمدينة وتاريخها ( وزارة التحول الرقمي والإبتكار وعصرنة الإدارة، وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان)
إنشاء وتصميم منصة للمعارض الدولية والمهرجانات على هيئة المدينة القديمة وبمعايير دولية ( وزارة الإسكان والعمران والإستصلاح الترابي ، وزارة التجارة والصناعة والصناعة التقليدية والسياحة)
إنارة الطرق وبمعايير نظيفة ( الطاقة الشمسية ) ( وزارة النفط والطاقة ) .
تقوية شبكات الإتصال في المدينة ( سلطة التنظيم )
دعم وتشجيع ومواكبة المزارعين .( وزارة الزراعة ، تآزر ، وزارة المياه والصرف الصحي )
دعم ومواكبة وتشجيع ملاك المكتبات ( وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان ، وزارة الرقمنة وعصرنة الإدارة ، وزارة التجارة والصناعة والصناعة التقليدية والسياحة )
دعم المدارس القرآنية ( المحاظر ) ( وزراة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي ).
إنشاء فضاءات للترفيه والرياضة ومساحات خضراء ( وزارة الزراعة ، وزارة البيئة والتنمية المستدامة ، وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان)
خلق مشاريع مدرة للدخل لدعم النساء والشباب ( وزارة تمكين الشباب والرياضة والخدمة المدنية ، وزراة العمل الإجتماعي والطفولة والأسرة ، التآزر )
دعم المشاريع السياحية ( وزارة التجارة والسياحة ، وزارة تمكين الشباب والرياضة والخدمة المدنية )
إنشاء منصات لسباق الإبل والخيل وللرماية التقليدية بمعايير عصرية . ( وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان ، وزارة الإسكان والعمران والإستصلاح الترابي وزارة تمكين الشباب والرياضة والخدمة المدنية ) .
تدوير النفايات والحفاظ على نظافة المدينة ( وزارة البيئة والتنمية المستدامة ، بلدية شنقيط ، جهة آدرار )
تسمية الطرق والأزقة على أسماء ذات دلالات ثقافية وتاريخية وعلى كل من أسهم من أبناء المدينة في التعريف بها والرفع من مكانتها وكذا كل من وضع لبنة جادة سبيلا إلى المشاركة في بناء المدينة ( جهة آدرار )
مشروع كلية للتاريخ ربما يستحق الإهتمام في المستقبل القريب ( وزارة التعليم العالي ) .
إن بلادنا لتزخر بمواقع ذات موروث ثقافي وأثري ضارب في عمق التاريخ وتستحق هي الأخرى نفض الغبار عنها وإدراجها في لائحة اليونسكو للتراث العالمي كمدن تاريخيّة وأمكان أثرية ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
آزوكي عاصمة المرابطين الأولى
حي گرن الگصبة بأطار
والنوداش بمدينة تامشكط التي تعيدنا إلى حقبة أوداغست .
هنا شنقيط
الدكتورة اعبيدة أحمد مگيه
مهرجان مدائن التراث
ديسمبر 2024