
أعلن رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني مساء أمس ، قرب انطلاق الحوار السياسي الذى بشر به فى خطاب تسلم المأمورية الرئاسية الثانية والأخيرة .
عاد رئيس موريتانيا وأكد أن الحوار سيكون شاملا لايقصي أي طرف سياسي.
عمليا، كلف رئيس موريتانيا، السياسي اليساري المخضرم، موسى فال ، بتنسيق الحوار المرتقب .
لقد شهدت موريتانيا ، عدة محاولات للحوار السياسي بين النظام ومعارضيه خلال فترات حكم مختلفة ، إلا أن محاولة الحوار السياسي الوحيد الذى خرج ببعض النتائج تم عام 2011 و أثمر اتفاق داكار الذى ساهم بشكل محدود جدا، في استعادة جزء من النموذج الديمقراطي بعد الإطاحة بأول نظام منتخب بصورة ديمقراطية فى موريتانيا ، نظام رئيس الجمهورية الراحل سيدي ولد الشيخ عبدالله.
تحديات كبيرة تواجه الحوار السياسي الذى أعلن عنه رئيس الجمهورية البارحة ، أبرز تلك التحديات ، الإنقسامات الداخلية الحادة بين أطراف النظام الحاكم و انعدام الثقة بين تلك الأطراف مايجعل احتمال تورط أحد أطراف النظام فى إفشال الحوار واردا جدا خصوصا، إذا اكتشف أن الحوار يتجه إلى إعداد مخرجات تشكل خطرا على طموحات فريقه السياسي.
تحدى آخر جديد تمثل فى ظهور تيارات شبابية ممثلة فى البرلمان والمجتمع المدني وبعض الأحزاب السياسية تعارض بشكل صريح ومعلن ، إدارة الحوار من طرف شخصيات لاتملك تأثيرا سياسيا ولايوجد لها حضور يذكر داخل البلاد- حسب قولها.
أربعة نواب فى البرلمان الموريتاني ( محمد بويا ولد الشيخ محمد فاضل ، خالي جاللو ، يحي اللود، محمد الأمين سيدي مولود) وزعيم حزب سياسي ، نور الدين محمدو، ور ئيس حركة شعبية، يعقوب ولد لمرابط هؤلاء وقعوا بيانا صحافيا نشر اليوم الإثنين ، انتقدوا فيه بشدة مايصفونها بالحوارات” واللقاءات الصورية، التي تحاول عبثا بعث شخصيات وهيئات عاجزة عن إدارة شؤونها أحرى إدارة حوار يراد منه أن يحل مشاكل البلد”.
وأهاب أولئك، بالمعارضة المستقلة والموالية( التي تعاني التهميش والتسفيه من نخب متجاوزة)،من أجل “رص الصفوف والعمل على كنس هذه الطبقة المترهلة التي أوصلت بلادنا لما هي فيه اليوم”.
بيان المجموعة السياسية، اتهم الممسكين بخيوط اللعبة من السياسيين التورط “في واقع البلد السيء سواء من خلال ممارساتهم السلطوية الماضية، أو عجزهم السياسي”.
وقال الموقعون على البيان إن “أغلب من حضر ومن جميع التشكيلات السياسية يعتبر جزء من الماضي وليس من الحاضر أحرى المستقبل، منهم من لفظته صناديق الاقتراع ومنهم من يفرض وجوده بالالتصاق بكل نظام حاكم “
وأضاف البيان أنه “تمت تجربة كل هؤلاء تقريبا، وفشلوا في كل الحوارات السابقة مع الأنظمة السابقة، بل إن أهم المعنيين اليوم بانطلاق هذا الحوار هم جزء من الخندق السياسي الموالي المسؤول عن واقع البلد المتردي، خلال العقود الماضية، ولا يمكن التعويل عليهم اليوم لإنقاذ البلد وحل مشاكله، وسيدورون في فلك النظام تبريرا وتعطيلا كما دأبوا على ذلك في فترات سابقة“.
انباء انفو