هل سيتم بعث النهضة حتما؟ / اعل ولد اصنيبه

اثنين, 07/04/2025 - 09:10

في الوقت الحالي، يناقش الفاعلون السياسيون على الساحة الوطنية هوية موريتانيا، مستذكرين بفضولٍ معارك الخمسينيات، مع غياب فاعل رئيسي هو حزب النهضة.

وإذ قد ظلت الأحزاب القومية الزنجية على قيد الحياة بمسميات أخرى، فقد تلاشت (النهضة) ولم تستخلف ورثة بعد اعتراف المغرب باستقلال موريتانيا.

حتى الحركات القومية العربية الهامة، مثل الناصريين والبعثيين، لم تعد موجودة، وتم ملء الفراغ المتبقي من قبل الفئويين الحرطانيين حلفاء قومية البولار.

إنه اختلال غير طبيعي يزداد سوءًا لصالح العدمية تجاه عرب بلاد شنقيط، أو بلد البيظان، لاستخدام اللغة الاستعمارية.

نسمع بشكل متزايد أن موريتانيا ليست عربية تمامًا ولا هي سوداء أفريقية تمامًا، ولكن كلاهما في نفس الوقت.

لكل هذه الأسباب، وبما أننا لم نخرج من هذا المربع، وما زلنا نواجه نزاعات هوية ما قبل الاستقلال، فلم لا تنبعث النهضة من جديد لتشارك في النقاش ؟

أم أنه ليس لذلك التيار العروبي الحق في المشاركة؟

لسوء الحظ، غادرنا مؤخرا يحيى ولد عبدي ومحمد المختار باه ويحيى ولد منكوس من بين آخر مؤسسي هذه الحركة العربية. لكنهم تركوا لنا مذكراتهم المثيرة للاهتمام.

أما بالنسبة لآرائهم حول الاستقلال الوطني، يقول يحيى ولد منكوس إن النهضة لم تكن مؤيدة للمغرب بالأكملها و كتب: ” يمكننا ويجب أن تصدقوننا اليوم، لأنه ليس لدينا سبب للكذب: النهضة لم تقم قط بحملة لالحاق بلادنا بالمغرب”.

ويضيف: “المؤيدون الموريتانيون لل

انضمام للمغرب الذين أيدوا الأمير محمد فال ولد عمير، حرمه ولد ببانه، الدي ولد سيدي بابا، محمد المختار ولد اباه وآخرون أرادوا أن يبدو الانضمام هدفا للنهضة”.

وهكذا، وفي انتظار بعث النهضة المحتمل من أجل مواجهة مؤيدي القومية الثنائية والهوية المزدوجة لموريتانيا، سيكون من المشروع الاحتفال بالقادة التاريخيين، محمد فال ولد عمر وأحمدو ولد حرمه، لأن صيدو كان، سينغالي حائز على الجنسية الموريتانية ونائب رئيس حركة أفلام تم تكريمه بعد الوفاة.

ثم تذكير القوميين السود بأن الدولة الموريتانية مثل كل الدول. وهي ليست فريدة من نوعها، لا سيما من حيث التركيبة السكانية، التي تتألف من أربع مجموعات إثنية، العدد الأقل في غرب أفريقيا. ففي السنغال أكثر من خمسة وعشرون، وفي نيجريا حوالي 500 مجموعة عرقية، ولا توجد في أي من البلدان في هذه المنطقة دولة متعددة الجنسيات ومتعددة الهويات.

هل السنغال وولفي وسريري وبولاري الهوية؟

هل تتمتع مالي بخصوصية كونها سوداء أفريقية وطوارقية وعربية؟

وأخيرا، إذا كنا حقا نهتم باستدامة المشروع الوطني، فلا بد من فهم أن تجزئة الهوية العربية الموريتانية خط أحمر لا ينبغي تجاوزه.

وفي حالة طرحت هذه المسألة، فإن النهضة المنبعثة من جديد ستطرح أيضًا مسألة الارتباط أو الاتحاد مع الشقيقة المغرب.

بالمناسبة، ما هو قانون الانتقام؟

قال غاندي: “العين بالعين سيعمي العالم”.

ربما هذا ما يراد لموريتانيا!