
حسب دوائر خاصة مقربة جدا من الرئيس بيرام الداه أعبيد فإنه من المحتمل أن يتوجه باعتذار عن كل مابدر منه من إساءات لفظية أو شحن عنصري
ويعتقد أن الرئيس بيرام بدأ مراجعات لبعض مواقفه وتصريحاته التى توصف بالمتطرفة على طريقة " اللى طلصتو سن يطلصها" وانسجاما مع " والمرء يحسن فى زمان عليه ما يشنع فى زمان"
وتشير تفديرات إلى أن بيرام تأذى كثيرا من سوابقه اللفظية ومن مستوى العنف اللفظي الذى يمارسه انصاره أو يمارس باسم حركته وحزبه قيد التأسيس
ولعل التصريحات الأخيرة لسيدة" إيرا" الأولى والتى دعت فيها لنبذ العنف اللفظي والإساءة وتغليب العقل وقيم الخطاب الاخلاقي الرفيع أن تكون تعبيرا عن المراجعات الجارية على مستوى هرم " إيرا" والتى يخشى بعض ابرز قياداتها وانصارها أن تكون جهات محلية قفزت على ظهورهم لتمرير خطاب عنصري تأزيمي لم تستطع تلك الجهات تمريره عبر قنواتها الخاصة لضعف جمهورها ومستوى عزلتها فى المشهد السياسي المحلي
بيرام رجل بالغ الذكاء من دهاة السياسة الموريتانية طالما قرأ تطورات المشهد المحلي فاستغل منها ما يخدمه وترك ما يضره جانبا
ولقد ظل دائما بحاجة لخطاب متشنج عنصري به نفس من التازيم والصدام الاهلي لإرضاء جناح متطرف من أنصاره وهو جناح قد يتركه وحيدا إذا لم يواصل نفخ " الكير" و" تحمية مرجع" الخلافات مع النظام واستهداف هذه الشريحة اوتلك
يدرك بيرام المثقف ثقافة واسعة أن الخطاب السياسي لا يمكن أن يظل فى "النقطة الميتة" فإما أن يتقدم ليخلق " الإنفجا ر" المطلوب وإما أن يتأخر ليلتقط انفاسه ويتلاءم مع كل السياقات السياسية والاجتماعية التى تكتنفه
اليوم بيرام اصبح حقيقة سياسية لا يمكن تجاوزها وحظي بدعم فئات وازنة انتخابيا مهما كانت أسباب تصويتها له ثم إن لعامل العمر دورا مهما فى تحديد شكل الخطاب المناسب
ثمة ايضا معطى بالغ الاهمية اشارت إليه زوجة بيرام وهو أننا بين يدى حوار وطني يجب أن نستعد له بخطابات تجمع ولاتفرق
ولقد صرح موسى افال منسق الحوار تلميحا بأن حوارا دون بيرام لن يكون واقعيا ولا مشجعا
ويفهم ذلك على انه " غزل" شبه فاحش هذبه موسى الذى يعرف ان " التصريح" ليس مناسبا كما كان يقول المرحوم محمدن ولد سيدابراهيم فى برنامج " الأدب الشعبي" إذا صادف من يتشبب ويتغزل مصرحا باسم " محبوبته" حفاظا على الحياء العام
وفى قاموسنا عندما كنا صغارا ومراهقين عبارات لم نعد اليوم نستطيع المرور بها بل حتى تصرفات نخجل من تذكرها مع التماس العذر لانفسنا بأنها كانت جزء من براءة الطفولة وطيش الشباب وعفا الله عن ما سلف
فهل وصل بيرام لتلك القناعة بأن أقوال وأفعال الطفولة السياسية والمراهقة الحقوقية لا تناسب من شب عن الطوق وبلغ مبلغ الرجال
إن من يعرفون بيرام يعرفون فيه تحت فحش الخطاب وعصبيته وتشنجه مواطنا موريتانيا طبيعيا منفتحا على الجميع مرحا ومتواضعا
فى كل الظروف توجد مساحة بين الشخص وخطابه واسلوبه فأنت تحت " الخيمة" لست انت فوق منبر الخطابة
أذكر مرة فى "الدايه11/ عرفات"
كان النهار شديد الحرارة والزحمة
التى حشرتنى بين السيارات
كان بيرام فى تلك اللحظة يزور الجزارين والعمال البسطاء فى تلك المنطقة
كان حرس" السلام" يحيطون به يوفرون له الحماية
فجأة تقدم نحوى
تعانقنا وحيانى باحترام ومسؤولية وصافحنى حراسه وبعض مرافقيه بكل ود واريحية
طبعا بيرام صديقى التقينا مرات
اتذكر مرة قال لى " انت أشبه اللى فيك عن ذاك الظاهرلك تكتبو حد باغى ينفكع حد باغى يرظ"
بيرام للأمانة بعيدا عن السياسة والحقوق والعنتريات شخص طيب وخلوق
لماذا يتجه نحوى رغم حرارة الجو والزحمة مع اننى أحيانا اكتب عنه بقسوة ولربما بعنف لفظي احيانا
إن الذى صافحنى ليس بيرام السياسي والحقوقي إنه بيرام المواطن البسيط الذى لايفرق فى منزله بين الموريتانيين وإن فرق بينهم على منابر الخطابة احيانا