سنشدُّ عضُدك بأخيك ونجعل لكما سُلطانا..!

سبت, 24/05/2025 - 12:36

هنا تعانق العلم والحِلم والعروبة والفتوة، سالكين مدارج الشهامة والإباء، بين أعلى مقامات ومنازل السموّ والكبرياء..

هنا تشكّلت صورة تترجم عوالما من تالِدِ الشموخ وطارفه، مبرزة أسرار ومآثر كنوز مجتمع أبيٍّ حباه الله بالجمع بين ثنائية السيف والقلم..

أفًّ على الشعر والدنيا بأجمعها **** مــا لم تقرب إلى الإخوان إخوانا

هوِّن عليك فذاك الشمل مجتمع **** والنجع لاقى على التحنـان خلانا

إن الحمــــــائم قد عادت مغردة **** فوق الغصون وعاد البان نشوانا

أما رأيت طيور البحر حـــائمة **** في أفقنا ترسم الأفراح ألوانــــــا؟

فسل معللة الأنخــاب هل نسيت **** بعد الرحيق كؤوسا كُنَّ هجرانا؟

وسل أحباءك الآتيــن كيف أتوا **** وكيف ناموا على الهجران أزمانا؟

كأنّ الصورة التي ولدت على حين غفلة من أمرها، جاءت لتغيظ العدوّ وتسرّ الصديق  منشدة بلسان الحال :

ومن كان عنا سائلاً عن تجاهلٍ *** فنحن عياساتُ الظّبا والمزابر

ونحن أقمنا للحجيجِ طريقَه **** ونحن سنَنّا توبةً للمغافر

ونحن حملنا «بارك الله» حسبةً **** إلى مكّةَ الغَرّا وتلك المشاعر

ونحن ليوث الحرب في كل مشهدٍ *** تدور رحاها بين تلك المقابر

وبالمحرقات المرديات بروقُها *** صواعقها من مُرديات العساكر

نقطّع أعناقَ الكُماة لدى الوغى *** ونضرب رأس الفارس المتجاسر

فأي فريقٍ ما قتلنا سَراته؟ *** وأية أرض لم نطأ بالحوافر؟

فصالحُنا إن دان لله صالحٌ *** وطالحُنا حتفٌ لأهل المناكر

ومن كان يحجو في المناسب سُبّةً *** فإنا فخرنا بالقرون الغوابر..

لا ريع ذلك السّرب وأبقى الله البركة فينا ما كوكب في الجوّ قابل كوكبا.