وطن منهوب ومسؤولون غارقون في الفساد وأنهكو الشعب حتي العظم./ الياس محمد

سبت, 19/07/2025 - 15:46

من الُمفترض أن يكون الوزيرالاول ولد اجاي أقرب ما يكون إلى معاناة شعبه، حاضرًا في ميادين العمل، متنقلاً بين مواقع الخدمة، متابعًا لكل همسة أنينٍ تصدر من أفواه الجياع، لكن الصورة المقلوبة التي نشهدها اليوم تُثير الدهشة، وتُعمق من جراح وطنٍ مكلوم، أُنهك شعبه حتى العظم، بينما ينشغل بعض مسؤوليه بجولات استعراضية ، والفعاليات البروتوكولية الباذخة التي لا تمتّ للواقع بأدنى صلة..

لقد أصبح الوجع حاضرا متجذرًا في تفاصيل الحياة اليومية: بدءا من  غلاء الأسعار، انهيار العملة، تفشي البطالة، غياب الخدمات الأساسية، دون حلول تلوح في الأفق، ومستقبل ضبابي يلف جيلاً كاملاً، في مقابل هذا المشهد القاتم، يظهر بعض المسؤولين على الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي مبتسمين،يعلنون مئات المواقع الخدمية ويتجولون في المراكز الخدمية ، كأنهم يعيشون في بلد آخر غير ذاك الذي ينهشه الفقر المدقع، حيث أصبح فيه الإنسان الموريتاني لا يستطيع تأمين الحد الأدنى من احتياجاته الأساسية.وهو يمتلك أقتصاد قوي .ومتنوع.

هل صارالوطن مجرد خلفية مناسبة لالتقاط الصور، بينما يغرق المواطن في طوفان الاحتياجات المؤجلة والحقوق المنسية؟ لا يستحق هذا الوطن أن يُدار بعقلية الترف والظهور الشكلي، إنه بحاجة إلى مسؤولين يقتربون من الناس لا من عدسات الكاميرات؛ إلى رجال دولة، لا مجرد وجوه تُجيد التوقيع على القرارات وتتفنن في الحضور إلى المناسبات.

اليوم أكثر من أي وقت مضى تحتاج موريتانيا إلى صحوة ضمير ووقفة صادقة أمام الذات، المسؤول الحقيقي ليس من يكثر من التصريحات، بل من يقلل من معاناة الناس، ليس من يبحث عن الضوء، بل من يضيء الطريق للآخرين في عتمة الأزمات.

ختامًا ستبقى موريتانييا رغم جراحها تئن وتنتظر، لعل في قادم الأيام من يسمع أنينها ويعيد ترتيب الأولويات، فالأوطان لا تُبنى بالزيارات الترفيهية، بل تُرمم بهمّة الأوفياء العاملين بصمت وتفانٍ من قلب الميدان.لامن امام الشاشات كما يفعل والوزير الاول واعضاء حكومته..