أجمع الكثير من الأحزاب السياسية والمراقيبن علي ضعف أداء اللجنة المستقلة للأنتخابات وعدم خبرتها في سيرالأنتخابات نظرا للكثيرمن المعايير التي يجب أن تكون موضعا لها.فقد تضارب تقييم الظروف التي مرت منها الانتخابات الموريتانية، السبت ، بين حزب الاتحاد من أجل الجمهورية واللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات وأحزاب المعارضة.
ففي الوقت الذي تؤكد فيه المعارضة أن هذه الانتخابات عرفت خروقات عدة، تؤكد اللجنة المستقلة أنها مرت في ظروف عادية.
وشاركت في هذه الانتخابات كل الأحزاب السياسية الموريتانية، سواء من المعارضة أو الموالاة، في حين يُعتبر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، هو الحزب الوحيد الذي غطى جميع الدوائر الانتخابية.
يقول مدير الاتصال والناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية للانتخابات بموريتانيا، المصطفى سيدي المختار، إن عملية الاقتراع "مرت في ظروف جيدة ولم تقع خروقات"، مشددا على أنها كانت "صعبة بالنظر إلى وجود اقتراع بلدي وجهوي وتشريعي، بالإضافة إلى اللائحة الوطنية للنساء واللائحة الوطنية للمقاطعات".
ويشير سيدي المختار، في حديث لـ"أصوات مغاربية"، إلى أن "مكمن الصعوبة يأتي أيضا بالنظر إلى العدد الكبير للأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات، والذي وصل إلى 98 حزبا".
وردا على اتهامات المعارضة، يقول الناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية: "أحترم رأي المعارضة لكنه يتنافى مع الحقيقة، لأن اللجنة ليست تابعة للحزب الحاكم، وهي جهاز تقني محايد ومستقل".
ويتابع المتحدث ذاته: "هذه الاتهامات مردود عليها، فالنسبة لتوقيت فتح مكاتب الاقتراع، فقد كان من السابعة صباحا إلى السابعة مساء، كما تنص على ذلك قوانين الانتخابات، كما تم السماح للناخبين الذين كانوا يتواجدون في مكاتب الاقتراع ضمن طوابير بالإدلاء بأصواتهم، كما لم تسجل خروقات، وأغلقت بعد ذلك مكاتب الاقتراع".
منت الدي: أسوأ انتخابات
أما القيادية في حزب تكتل القوى الديمقراطية، منى منت الدي، فتصف الانتخابات الأخيرة بأنها "الأسوأ في تاريخ موريتانيا"، مشددة على أنها "شهدت الفوضى وعدم الشفافية وعدم تكافؤ للفرص"، معتبرة أن الانتخابات "قام بها الحزب الحاكم لوحده".
وتضيف منت الدي: "شاركنا في هذه الانتخابات من أجل إثبات وجودنا، ونشدد على أنه لا يمكن للنظام أن يعاكس الإدارة الشعبية".
ومن أبرز "الخروقات" التي تحدثت عنها القيادية في المعارضة، "تغيير مكاتب التصويت"، مشددة على أن "المصوتين ظلوا يبحثون عن مكاتبهم طوال اليوم، وكانت الرقابة ضعيفة".
وتتهم المتحدثة ذاتها السلطة بـ"التزوير وشراء الذمم واستعمال أموال الدولة"، مضيفة أن "الرئيس تحول إلى مدير حملة الحزب الحاكم، ومع ذلك لم يستطع حسم مقاطعة واحدة بالعاصمة".
وعن نتائج الانتخابات، تقول منت الدي: "لم نحصل بعد على النتائج النهائية، ولكن هناك صراع كبير في المدن الكبرى".
وبخصوص أداء اللجنة المستقلة للانتخابات، تقول المُعارِضة الموريتانية إنه "كان باهتا"، مشيرة إلى أن "الفوضى عمت إلى أقصى الحدود، وكان التنظيم أسوأ من الانتخابات السابقة".
دهماس: انتخابات دون إكراه
أما تصريحات قيادات حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم فتشير إلى أنه يبدو راضيا عن الظروف التي مرت منها الانتخابات، ويتوقع الظفر بالأغلبية بالبرلمان.
وفي هذا السياق، يقول القيادي في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، صالح دهماس، إن "الانتخابات مرت في ظروف عادية وديمقراطية"، إذ "أدى المواطنون واجبهم الوطني بكل حرية، ودون إكراه أو تقييد لممارسة تصويتهم".
ويتوقع دهماس فوز حزبه بالأغلبية في هذه الانتخابات قائلا: "نتوقع أن نفوز بهذه الانتخابات، ويبدو أن هذا التوقع في طريقه للتحقق، رغم أنه كانت منافسة شرسة وأحزاب تصارع من أجل البقاء خوفا من فقدان الترخيص".
ويعتبر المتحدث ذاته أن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية سيتعامل مع النتائج بمرونة وواقعية، منتقدا مواقف المعارضة وحديثها عن حدوث تزوير خلال هذه الانتخابات.
"هذه الادعاءات لا أساس لها، وتكذبها المعطيات"، يردف المتحدث مشددا على أنه "لم يتم رصد أي اعتراض حقيقي وجِدِّي على شفافية الانتخابات لأنها مرت في ظروف شفافة، وهناك لجنة مستقلة للانتخابات لديها صلاحيات المراقبة من البداية على النهاية".
المصدر: أصوات مغاربية