يقال إن "الصورة بألف كلمة"، فهي تستطيع إيصال الرسالة بشكل أسرع وأوضح وتلامس مشاعر ووجدان من يشاهدها فوراً، وبينما الكلمات قد تمحى من الذاكرة، إلا أن الصورة المؤثرة من الصعب نسيانها.
هذا تماماً حال العرب رغم مرور 18عاما على استشهاد أيقونة انتفاضة الأقصى الطفل محمد الدرة، هذه الصورة التي هزت العالم كله، صورة اختصرت آلاف المعاني من الظلم والقهر والموت، ولا زلنا حتى اليوم نشعر عند رؤيتها بالأسف على الحال الذي وصل اليه العرب عامة، والقضية الفلسطينية خاصة.
وقعت حادثة قتل الطفل محمد الدرة في قطاع غزة في الثلاثين من أيلول عام 2000، في اليوم الثاني من انتفاضة الأقصى، وسط احتجاجات امتدت على نطاق واسع في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية.
والتقطت عدسة المصور الفرنسي شارل إندرلان المراسل بقناة "فرنسا 2" مشهد سجل في التاريخ، وهو مشهد احتماء جمال الدرة وولده محمد البالغ من العمر 12 عاماً، خلف برميل إسمنتي، بعد وقوعهما وسط محاولات تبادل إطلاق النار بين جنود الإحتلال الإسرائيلي وقوات الأمن الفلسطينية. وعرضت هذه اللقطة التي استمرت لأكثر من دقيقة، مشهد احتماء الأب وابنه ببعضهما البعض، وبكاء الصبي، وإشارة الأب لمطلقي النيران بالتوقف.
وبعد 59 ثانية من البث المبدئي للمشهد في فرنسا، بتعليق صوتي من رئيس مكتب "فرنسا 2" بالأراضي المحتلة، شارل إندرلان، الذي لم يشاهد الحادث بنفسه، ولكنه اطلع على كافة المعلومات المتعلقة به، من المصور عبر الهاتف، أخبر إندرلان المشاهدين أن محمد الدرة ووالده كانا "هدف القوات الإسرائلية من إطلاق النيران"، وأن الطفل قد قتل.
وبعد التشييع في جنازة شعبية أبكت القلوب، مجّد العالم العربي محمد الدرة باعتباره شهيداً مظلوماً وتحول الى أيقونة للقضية الفلسطينية.
شاهد الفيديو التالي لحظة اغتيال الشهيد الخالد محمد الدرة