توفي أمس الاثنين الصحفي "عبد الرزاق" بعدما أضرم النار في نفسه احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد، وقد دون الصحفي إحتجاجه قبل إقدامه على إضرام النار بجسمه، طالبا من الكل نشر إحتجاجه هذا عن البطالة في أولاد القصرين وفق تعبيره، مما أثار احتجاجات وصدامات بين متظاهرين وأفراد الشرطة.
وبحسب وكالات أنباء متعددة فإن الصحفي الذي قضى تونسي في مدينة القصرين (غرب)، تونس، يدعى عبد الرزاق زرقي
وقد حمّلت نقابة الصحفيين التونسيين المسؤولية للدولة؛ لمساهمتها في جعل القطاع الصحفي "مرتعاً للمال الفاسد والمشبوه، الخادم لمصالح ضيّقة".
وقال الصحفي التونسي عبد الرزاق زرقي، خلال مقطع فيديو نشره قبل أن يُشعل النار في نفسه: "أولاد القصرين البطالة (العاطلين على العمل) الذين لا يملكون مورد رزق وليس لديهم ما يأكلون عندما يتأهّبون للاحتجاج تحدث عمليات إرهابية، يعني اسكت أغلق فمك.. نداء للقصارنية سأقوم بثورة لوحدي لأنني سأشعل ثورة لوحدي.. سأشعل نفسي".
وشهدت المنطقة التي أحرق بها الصحفي التونسي نفسه تظاهرة غاضبة للعشرات من الشبان، وإغلاق عدد من الطرقات الرئيسية في المدينة.
وقمعت قوات الأمن المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع، وفق راديو موزاييك التونسي.
بدورها هدّدت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، في بيان لها، الاثنين، بالقيام بتحرّكات احتجاجية من بينها الإضراب العام؛ بعد الإعلان عن وفاة زميلهم المصوّر الصحفي زرقي بعد حرق نفسه.
وقالت النقابة: "توفيّ زرقي عقبَ إضرامه النار في جسده نتيجةَ ظروف اجتماعيّة قاسية وانسداد الأفق وانعدام الأمل".
واتهمت النقابة الدولة بالمساهمة في جعل القطاع الصحفي "مرتعاً للمال الفاسد والمشبوه، الخادم لمصالح ضيّقة بعينها، ودون مُراقبة لمدى التزام المؤسسات الإعلامية بالقوانين الشغلية (قوانين العمل) والتراتيب الجاري بها العمل على حساب قوت الصحفيين ومعيشتهم".
كما حمّلت الدولة المسؤولية عمّا أقدم عليه الصحفي زرقي، محذرة "أصحاب المؤسسات الإعلاميّة المتنصّلة من احترام قانون الشّغل وتعهداتها في إطار كرّاس الشّروط الذي وضعته الهيئة التعديلية (الهيئة التّعديلية للصحافة المستقلة)، من مواصلة العبث بحقوق الصحفيين في التغطية الاجتماعية والصحية".
هذا وتعيش محافظة سيدي بوزيد على وقع تحركّاتٍ احتجاجيةٍ ليليّةٍ، منذ بداية ديسمبر الحالي، حُرق خلالها مركز حرس وطني وسيارة أمنيّة، وأحرق محتجّون الإطارات المطاطية، في حين ردّ أعوان الأمن بالقنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين.