يجهل الكثير من الموريتانيين الأدوار المختلفة التي لعبتها الطريقة القظفية في تاريخ موريتانيا منذ نشأتها وحتي يومنا هذا .المريدين للشيخ عالي ولد آفا الدليمي، وهو من كبار شيوخ التصوف و متصدري الطريقة الغظفية الشاذلية فى موريتانيا.
“بدأت الطريقة القظفية في الحوض الشرقي مع مولاي اعلى ولد باب حسن .. بعده الشيخ محمد احمد الخلف الذى جاب بها البلاد وقمع بها الحساد وجند منها الأجناد فمد حياتها ونشر أعلامها فتعرضت له فيها زوابع ورواجف. ..
ولما رأى أمير الحوض أنذاك اعلى بن محمد محمود ، أن الحق مع شيخنا عالى ،أنشد من الشعر الحساني :
مايعاند فامرالقهار * وي ذو الاشراف اتناف *
كون لعاد اگليب الگركار ***اعاند جبل عرافه… ”
لقد تميز النظم بتعريفه للمريدين وذلك بأسمائهم وأنسابهم كما أن بلاغة الناظم وعذوبة ألفاظه وفصاحته وبطريقة الأشاعرة فالنظم واقع في المعاني كما ان الألفاظ خادمة للمعاني وتابعة لها.
والشيخ عالى، هو شيخ العلم و الزهد والورع ومن أعلام هذه البلاد البارزين وإن لم يؤت حقه في ما كتب ولم يحظى تراثه بالإهتمام المستحق حتى الآن ، وعنه أخذ الطريقة القظفية أكثر من مائة شخص ، توفي رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته سنة 1909 .
وفى نفس السنة بدأ المستعمر الفرنسي يتوغل لإحتلال منطقة الحوض وأمام رفض القظف من تلامذة الشيخ عالى لهذا الاحتلال ، قرر أكثر من ستمائة شخص من القظف الهجرة إلى ليبيا ومنها إلى الحجاز والأردن وأخيرا إلى مدينة أضنه فى تركيا والقتال إلى جانب الأتراك في الحرب العالمية الأولى (1914-1918).
الهجرة التى انطلقت من “طلحايات ولد آفا ” كانت بقيادة الشريف الشيخ محمد الأمين بن زيني القلقمى أحد أبرز تلامذة الشيخ عالى ولد آفا